في الآونة الأخيرة ومع إزدياد تفاصيل الحياه المعيشية للكبار والصغار أطلت علينا ظاهرة تكاد تكون غريبة، ومخيفة للكثير من الآباء والامهات ألا وهي مشكلة الإعتلال العصبي عند الأطفال، فالطفل ما هو إلا كائن رقيق يتشكل، ويتكون من مجموعة عواطف، ومواقف، وأحاسيس يتم ترجمتها على هيئة سلوكيات أما أن تكون ذو طابع إيجابي، أو ذو واجهة سلبية تحمل بين طياتها الكثير من المشاكل، والأزمات فلا يعقل أنه في وقت وقوع الطفل في بيئة معيشية معقدة، أو ضغط مدرسي مرهق، أو نزاعات عائلية، أو التعرض للترهيب، أو سوء المعاملة، والتنمر أن يكون الطفل في حالة الراحة، والسلام النفسي فالأمر قد يمتد إلى قمع الروح، والتأثير على طبيعة نمو الطفل البدني، والنفسي، والتعليمي إلى جانب الإصابة بالإعتلال العصبي. لذلك هيا بنا من خلال سطور مقالنا اليوم نقوم بالتعرف على ما هو مرض الإعتلال العصبي عند الأطفال بمزيد من التفصيل مع معرفة أهم أعراضه وأسبابه وطرق علاجه والتعامل معه.
ما هي أعراض الاعتلال العصبي عند الأطفال ؟
يجب العلم أن الأطفال دائما في مراحل نموهم يحدث لهم المزيد والكثير من التطور والإتقان للعديد من المهام والانشطة والمشاعر والأحاسيس إلى جانب بناء أجسامهم بشكل صحي متوازن، بما في ذلك الجهاز العصبي حيث يزن دماغ الطفل في مراحله الأولى حوالي 350 جراما، وبحلول عمر الـ 3 سنوات يصل إلى 1 جرام أي يساوي تقريبا وزن دماغ الشخص البالغ.
ما قمنا بكره من معدلات نمو يدل على أن سرعة تطور الهياكل العصبية للأطفال تزداد وتتطور بصورة ضخمة، وسريعة، مما يؤدي ذلك إلى حدوث التأثر بالعديد من أنماط الحياة، حيث كثرة التعرض للتكنولوجيا وما يصاحبها من عزلة، وإنفراد بالنفس إلى جانب الوقوع في براثن اضطرابات النمو العصبي والنفسي مما يؤدي ذلك إلى بروز العديد من الأزمات، والمشاكل لدى الأطفال.
ما هي أهم الاضطرابات الشائعة المرتبطة بالاعتلال العصبي عند الأطفال؟
-
اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD):
وفقا لبعض الإحصاءات تبدأ مظاهر هذا الإضطراب عادة في الظهور بعمر الـ 4 سنوات حيث أن انتشار اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يمثل ما يصل إلى 20 ٪ من سن دخول أطفال المدرسة الابتدائية. فالجدير بالذكر أنه في هذا الوقت، يظهر لدى الطفل عدد من الأعراض التي يتم ترجمتها على سلوكه مثل زيادة النشاط، والتحدث كثيرا، أو فقدان الأشياء، وصعوبة التحكم، وتعدد الرغبات، والدوافع.
-
إضطراب التوحد (ASD):
عادة ما يبدأ هذا الإضطراب في الظهور قبل الـ 3 سنوات من عمر الطفل حيث يتم ترجمة هذا الغضطراب من خلال بعض السلوكيات التي تتمثل في بعض الإعاقات بالتواصل الإجتماعي، وتأخر اللغة، والاضطرابات السلوكية، والاضطرابات الحسية.
-
إضطرابات السلوك:
بعض الاضطرابات السلوكية الشائعة عند الأطفال هي أن لديهم بعض من الدوافع السلبية المتمثلة في السلوكيات العدوانية، واضطرابات التحفيز الذاتي، واضطراب نتف الشعر، والإضطراب العدائي في الأكل الذي يتمثل في أن الأطفال يظهرون القيء عند تناول الطعام في شكل مقاوم للأكل، وتناول الطعام.
-
إضطراب القلق:
في كثير من الأوقات يصبح الأطفال قلقون وخائفون بشكل مفرط، وزائد. فالجدير بالذكر أن هذا يحدث عندما يتواجد الطفل في بيئة غير مألوفة بالنسبة له أو بسبب شخصيته الخجولة، ففي ذلك الوقت يسيطر على الطفل مشاعر القلق وعدم الهدوء، ومن ثم يصاحب ذلك بعض الشكاوى من الألم في مواقع مختلفة ولكن ليس بسبب مرض جسدي فالأمر كاملا يتلخص في الجانب النفسي.
-
إضطرابات سلس البول:
في بعض الأوقات من الوارد أن يتعرض الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن الـ 6 سنوات من تداعيات مشكلة التبول اللاإرادي، فعند الذهاب للطبيب المختص وعرض الأمر عليه وقيامه بإجراء التحاليل المناسبة فإنه لا يجد أي تشوهات أو مشكلات في الجهاز البولي، ولكن الأمر يتلخص في الإصابة بإضطراب التبول اللاإرادي نتاج سوء الحالة النفسية والعصبية للطفل مما يؤدي هذا إلى جعل الطفل في حالة قلق دائم، ومن ثم تأثير هذا على حالتهم النفسية.
-
إضطرابات التشنج اللاإرادي:
هذا النوع من الإضطراب يتم ترجمته إلى العديد من الحركات المتمثلة في إقدام الطفل على الغمز، ورفع مستوى الصوت بشكل مبالغ فيه، والقيام بفرك الكتف ، والإهتزاز بشكل مستمر، والعديد والكثير من حركات التشنج اللاإرادي التي تدل على تملك القلق الشديد من الطفل.
-
الإضطرابات الإكتئابية:
يظهر هذا النوع من الإضطراب في صورة انخفاض الحالة المزاجية لدي الطفل حيث يتم ترجمة هذا في صورة عدم الرغبة في المشاركة بالأنشطة والمهام الترفيهية مع ذويهم وأصدقائهم إلى جانب معاناتهم من إضطرابات النوم، وإضطرابات الأكل وتناول الطعام.
بالنسبة للأطفال الأكبر سنا، عندما يعانون من المشاكل النفسية، والعصبية، فغالبا ما تظهر عليهم بعض الأعراض التالية:
- الانسحاب الذاتي، ومشاعر الحزن التي تستمر لأكثر من أسبوعين.
- تقلبات مزاجية حادة، والقلق الغير مبرر.
- قيام الأطفال فجأة بتغيير سلوكهم بشكل جذري يصعب التحكم فيه.
- إيجاد صعوبة في التركيز، أو الجلوس بلا حراك.
- ضعف الأداء الأكاديمي، والأمور الدراسية.
- يفقد الأطفال شهيتهم بصورة مفاجأة، وغالبا ما يتقيأون أو يعانون من الصداع، وآلام البطن.
- إيذاء النفس، أو محاولة الانتحار.
ما الذي يسبب حدوث الإصابة بالأمراض العصبية عند الأطفال؟
لا يمكن معرفة سبب الإصابة بالمرض العقلي عند الأطفال حيث ان هناك العديد من عوامل الخطر لحدوث التعرض لهذه المشكلة، تتمثل فيما يلي:
-
التاريخ العائلي:
الأطفال الذين يولدون لعائلات كان يتواجد بهم أشخاص يعانون من مرض عقلي، يعتبرون هم أكثر عرضة للاضطرابات المذكورة سابقا.
-
البيولوجيا:
تنطوي العديد من الاضطرابات النفسية في مرحلة الطفولة على تشوهات وظيفية في مناطق الدماغ التي تلعب دورا هاما في تنظيم العواطف، والأفكار، والتصورات، والسلوك. فالجدير بالذكر أن إصابات الرأس قد تؤدي أيضا في بعض الأحيان إلى حدوث تغييرات في شخصية الطفل ومزاجه.
-
الصدمة النفسية:
تعتبر العديد من الاضطرابات النفسية لدى الأطفال لها الكثير من الجذورالخاصة بالصدمات النفسية مثل المشاكل العاطفية، والاعتداء الجنسي، أو فقدان أحد الوالدين، وعدم الاهتمام.
-
الإجهاد الناجم عن البيئة:
من الممكن أن تسبب الأحداث المجهدة أو الصدمات مرضا عقليا للأطفال الضعفاء.
كيف يتم علاج الاضطرابات العصبية عند الأطفال؟
بمجرد معرفة أعراض الأمراض العصبية لدى الأطفال، يحتاج الآباء إلى الانتباه إلى آلية العلاج. فالجدير بالذكر أنه يمكن علاج الأمراض، والاضطرابات النفسية، والعصبية لدى الأطفال ولكنها أيضا عرضة للانتكاس في خلال هذه الفترة.
عادة ما يجب أن تكون طريقة العلاج قد حدث لها تنسيق متعدد التخصصات مثل العمل الطبي، والنفسي، والتعليمي، والاجتماعي، والعلاج المهني، وعلاج النطق، والعلاج السلوكي، والعلاج الحسي، وما إلى ذلك.
كما هو الحال مع الاضطرابات الطبية الأخرى، يمكن علاج الاعتلال العصبي عند الأطفال عن طريق العديد من الطرق التي تشمل الأدوية، والعلاجات النفسية، والأساليب الإبداعية. فالجدير بالذكر أيضا أن الطب النفسي يبحث دائما عن علاجات جديدة يمكنها القيام بعلاج كل نوع من الأمراض العقلية لدى الأطفال الصغار على وجه التحديد. في العموم غالبا ما يستخدم الأطباء الطرق التالية لعلاج الأمراض العقلية:
-
العلاج الطبي (الأدوية):
عادة ما يتم إستخدام الأدوية التي تقوم بعلاج الحالات العصبية عند الأطفال المتمثلة في مضادات الذهان، أو القلق، أو الاكتئاب، أو بعض الأدوية التي يمكن أن تساعد في استقرار مزاج الطفلى بشكل ملحوظ.
-
العلاج النفسي:
يتم تنفيذ هذه الطريقة من قبل الطبيب لمعالجة المشاعر السلبية للطفل المريض حيث تعتبر هذه هي العملية التي يساعد بها المتخصصون النفسيون الأطفال على مواجهة المرض من خلال استخدام الكلمات، والتحدث عن الطرق الصحية لفهم هذه الأعراض السيئة والقيام بمواجهتها.
يجب العلم أنه من أهم طرق العلاج النفسي الشائعة الاستخدام هو العلاج الداعم، والسلوكي المعرفي، والتفاعل مع الأسرة بشكل جماعي.
-
العلاج الإبداعي:
يشمل هذا النوع من العلاج بعض الطرق المتمثلة في العلاج بالفن، وربما اللعب، أو الرياضة، والتي تكون مفيدة للأطفال الذين يعانون من أمراض عصبية، وعقلية ، وخاصة من مشاكل في التعبير عن المشاعر، والأفكار.
اعتمادا على أعراض الاعتلال العصبي التي يصيب الأطفال، فيجب أن يقوم الطبيب بوصف الأدوية المناسبة لهذه الحالة مع ضرورة دمجها مع الطرق الأخرى المختلفة لكي يتم تحقيق أقصى إستفادة في علاج الطفل وتطور حالته النفسية.