أصبحنا في زمن تتبلور أغلب قضاياه ومشاكله في الأزمات النفسية والحوادث الجنسية وخاصة ما يتعلق بطرق العنف والاعتداء الجنسي بجميع أشكاله، فالجدير بالذكر أن الأمر لم يعد يقتصر على البالغين من النساء فقط بل أمتد ليشمل الأطفال والذكور في حالة من التعجب المصحوبة بالكثير من مشاعر الإشمئزاز وعدم القدرة على الإستيعاب!. لذا، فقد قررنا أن نقوم اليوم بفتح ملف الاعتداء الجنسي بمزيد من التوضيح والحديث عن كل ما يتعلق به سجالا ما بين المسكوت عنه والمنطوق به.
ما المقصود بالاعتداء الجنسي؟
ما المقصود بالاعتداء الجنسي؟
مما لا شك فيه أن سلوك الاعتداء الجنسي هذا هو سلوك مسيء ومشين يتعلق بالنشاط الجنسي لشخص ما تجاه شخص آخر (أطفال/بالغين) والذي يتم القيام به دون موافقة أو بطريقة تحمل المزيد من العنف والإجبار.
الجدير بالذكر، أنه إذا كانت أعمال الاعتداء الجنسي هذه مصحوبة بسلوكيات عنيفة سواء لفترة قصيرة أو طويلة، فيمكننا أن نقوم بإدراجها تحت مسمى العنف الجنسي ومن هنا تبدأ سلسلة من الأزمات النفسية والجسدية.
ما هي أهم السلوكيات الدالة على التعرض للاعتداء الجنسي؟
ما هي أهم السلوكيات الدالة على التعرض للاعتداء الجنسي؟
تتمثل السلوكيات النموذجية التي تدل بشكل واضح وصريح على حدوث التعرض للاعتداء الجنسي في الآتي:
- لمس المناطق الشخصية الحساسة من شخص آخر.
- إجبار الضحايا على لمس أعضائهم التناسلية.
- الإجبار على ممارسة العلاقات الجنسية والاغتصاب.
من ناحية أخرى، وطبقا لآراء علماء النفس فيمكننا أيضا اعتبار بعض السلوكيات اعتداء جنسيا حتى بدون اتصال جسدي، فالجدير بالذكر أن هذه السلوكيات تتمثل في الآتي:
- التحدث والمزاح حول الموضوعات التي تحمل الإيحاءات الجنسية.
- مشاركة الصور والرسائل والأفلام الإباحية.
- العنف مع الضحايا وإجبارهم على ممارسة العادة السرية أمامهم.
- إجبار الضحايا على إظهار الأعضاء التناسلية أمام الآخرين.
- التقاط صور واضحة للضحايا في وضعيات يتم فيها ظهور الأعضاء الجنسية.
ما هي الطبيعة النفسية المسيطرة على ضحايا الاعتداء الجنسي؟
ما هي الطبيعة النفسية المسيطرة على ضحايا الاعتداء الجنسي؟
طبقا لآراء الخبراء والمختصون، فقد تم إثبات أن ضحايا الاعتداء الجنسي غالبا ما يشعرون بالعجز والصمت ويقبلون التحمل خوفا على من حولهم من الصدمة مما تعرضوا له أو خوفا من رد الفعل الغير مرغوب فيه خاصة إذا كانت البيئة المحيطة لا تتقبل مثل هذه القضايا أو الحوادث.
بالإضافة إلى ذلك، ومع البعض فغالبا ما يكون الضحايا عالقين في عقلية “أنا المخطئ والمسئول عما حدث”، لذلك لا يجرؤون على الاعتراف بما حدث معهم ومن ثم العزوف عن طلب المساعدة من الآخرين.
بوجه عام، تترتب على أزمة التعرض للاعتداء الجنسي حدوث الكثير من الآثار و العواقب النفسية والجسدية قصيرة وطويلة المدى، والتي يمكن أن تستمر مدى الحياة.
ما هي أهم العواقب الصحية والنفسية التي يتعرض لها ضحايا الاعتداء الجنسي؟
ما هي أهم العواقب الصحية والنفسية التي يتعرض لها ضحايا الاعتداء الجنسي؟
طبقا لبعض الدراسات المعنية بهذا الأمر، فقد تم إثبات أن أكثر من 94٪ من ضحايا الاعتداء الجنسي قد عانوا من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة مثل تذكر ذكريات سوء المعاملة والمعاناة من الأرق واضطرابات النوم وزيادة اليقظة وتجنب المواقف التي يواجهون فيها المعتدين الجنسيين.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الوارد أيضا معاناة نسبة عالية من الضحايا الذين يتعرضون لهذه النوعية من العنف الجنسي من اضطرابات نفسية شائعة مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل واضطرابات تعاطي المواد المخدرة رغبة منهم في نسيان ما حدث والهروب من الواقع.
فيما يخص الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي تحديدا، فيجب العلم أنهم معرضون بشكل متزايد لمخاطر الحمل غير المقصود ( فيما يخص الفتيات)، والإصابة بالأمراض المزمنة المنقولة جنسيا، والتعرض للتهتكات في المنطقة الشرجية والشكوى من اضطرابات التبول الليلي، وزيادة الرغبة في الانتحار بسبب التعرض للكثير من مشاعر الألم الذاتي.
ما هي أبرز علاقات الجناه بضحياهم من المعتدى عليهم جنسيا؟
ما هي أبرز علاقات الجناه بضحياهم من المعتدى عليهم جنسيا؟
من الهام جدا معرفة، أنه من الممكن أن تحدث حالات الاعتداء الجنسي في أي نوع من العلاقات حيث يمكن أن يكون هذا الأمر ما بين الأشقاء والأقران وأفراد الأسرة والمعلمين والطلاب والمدربين والرؤساء ومقدمي الرعاية والزملاء، فالأمر هنا قد يبدو غريب على البعض ولكن نظرا لما نعاني منه من إنعدام للكثير للمعايير الدينية والأخلاقية فقد أصبحت مثل هذه الكوارث والأزمات معتادة خاصة في غياب دور الأسرة الرئيسي في الرقابة.
الجدير بالذكر أيضا، أنه في بعض الحالات، يكون الجناة أشخاصا يتمتعون بمكانة اجتماعية عالية، وسلطة حيث يتم اعتبارهم أشخاصا صالحين من قبل الجميع. لذلك، يصبح أمر اتهام هؤلاء الأشخاص بالتورط في مثل هذه القضايا (الاعتداء الجنسي) أمر صعب، مما يجعل الضحايا يخشون الإبلاغ بعد تعرضهم للإيذاء أو الاعتداء.
بوجه عام، عادة ما يكون الجاني شخصا جيدا في التلاعب بنفسية الضحية، مما يترتب على هذا محاولة إجبار الضحية على ضرورة الالتزام بالصمت بطرق مختلفة. من بينها، الطريقة الأكثر شيوعا آلا وهي استخدام القوة خاصة إذا كانت الضحية في هذه الأوقات من فئة الأطفال، أو عن طريق قيام الجاني بإخبار الطفل أن هذا الفعل طبيعي جدا، ولا حرج منه على الإطلاق.
ما هي أفضل الطرق المعنية بمساعدة ضحايا الإعتداء الجنسي؟
أفضل طريقة نستطيع من خلالها مساعدة ضحايا الاعتداء الجنسي هي أهمية التحلي بالفطنة المعرفية والتعرف على العلامات الدالة على حدوث مثل هذه الجريمة البشرية سواء كانت جسدية أو سلوكية أو نفسية أو عاطفية.
بمزيد من التوضيح، تتمثل هذه العلامات في الآتي:
أولا: العلامات الجسدية
العلامات الجسدية
- مواجهة صعوبة في المشي أو الجلوس.
- آلام غير عادية أو حكة أو حرقان في منطقة الأعضاء التناسلية.
- تلطخ الملابس الداخلية بالدماء أو تمزقها في بعض الأوقات.
- العرض للنزيف أو الكدمات أو حدوث تورم في منطقة الأعضاء التناسلية.
- الشكوى من التهابات المسالك البولية أو الالتهابات التناسلية التي تحدث بشكل متكرر.
- الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا.
ثانيا: العلامات العاطفية السلوكية
العلامات العاطفية السلوكية
- ظهور سلوكيات التجنب المفاجئ أو الخوف من تغيير الملابس أو الاستحمام مع الأم.
- كثرة الكوابيس والتبول اللاإرادي في الليل.
- قيام بعض الأطفال بممارسة سلوك مص الأصابع.
- الشعور بالخوف المفرط والإثارة الشديدة والرهاب.
- ظهور بعض علامات الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة.
- الرغبة فجأة في حماية أفراد الأسرة وبكل شراسة.
- الخوف من البقاء في حالة إنفراد ليلا أو المعاناة من رؤية كوابيس عند النوم.
- ظهور بعض علامات العزلة الذاتية، وتجنب مقابلة الأفراد والعائلة، وحبس النفس في غرفة مغلقة.
- سيطرة بعض الأفكار الانتحارية على العقل.
ما يجب علينا فعله بشكل مباشر عند الشك في تعرض شخص ما للاعتداء الجنسي؟
ما يجب علينا فعله بشكل مباشر عند الشك في تعرض شخص ما للاعتداء الجنسي؟
كما أوصى خبراء علم النفس، أنه إذا كانت لدينا أي شكوك أو مخاوف بشأن تعرض شخص ما للاعتداء الجنسي وخاصة من المقربين، فيجب أن نقوم بكل هدوء ولطف بالحديث مباشرة مع الضحية ومن ثم الإستماع إلى المعلومات التي يتم سردها بمزيد من الوعي الخالي من مشاعر الغضب لمحاولة السيطرة على الأمر ومساعدة الضحية في الحصول على جميع حقوقها بالأشكال المنصوص عليها قانونيا ومن ثم نفسيا.
عند الشك في تعرض طفلك إلى إساءة المعاملة الجنسية أو التعرض لأي نوع من الاعتداء، فينبغي وبشكل قاطع تجنب وضعه في مواقف قد يواجه فيها الجاني أو يكون في موقف تعامل مباشر دون إشراف الكبار وهذا حتى يتم تحديد المشكلة وحلها.
يجب على الوالدين في هذه الأوقات فهم مشاعر أطفالهم دون تقديم أي نصائح أو أحكام، فالرعاية هنا يجب أن تكون غير مشروطة على الإطلاق مع ضرورة إبلاغهم بأنكم مستعدون دائما للتواجد بجانبهم ومساعدتهم حتى يستطيعون إجتياز هذه التجربة السيئة المليئة بالكثير من المشاعر النفسية السلبية.