خلال مراحل نمو الطفل الصغير يحدث الكثير من المشاكل التربوية والأزمات الصحية والنفسية التي يجب على الوالدين أن يكونو على علم ودراية بها. فالجدير بالذكر أنه من أهم هذه المشكلات هو إصابة الطفل بالإكتئاب الذي يصعب على الوالدين إكتشافه خاصة في المرحلة العمرية من عام إلى عشرة أعوام ومن ثم حدوث العديد والكثير من العواقب النفسية الوخيمة. لذا جئنا اليوم لكي نتعرف على ما هي أسباب حدوث الإصابة بهذه المشكلة وكيف يتم التعامل معها بشكل نفسي سليم.
علامات الاكتئاب عند الأطفال الصغار
توجد العديد من علامات الإكتئاب التي تبدو على الطفل الرضيع أو الصغير وتظهر من خلال ما يلي:
- غالبا ما يبكي الأطفال بشكل مبالغ فيه وخاصة في خلال فترات الليل، فإذا لم يكن الأمر يتعلق بمشكلة مرضية تحدث داخل جسم الطفل فيجب الحذر أن يكون هذا الأمر بوادر مرحلة إكتئابية.
- الإصابة بإضطرابات النوم حتي يصل الأمر مع بعض الأطفال إلى رفض فكرة النوم نهائيا، واللجوء إلى نوم القليل جدا من عدد ساعات النوم.
- بالنسبة للأطفال في خلال كرحلة الرضاعة فقد يقومو بتغيير عادات الرضاعة الطبيعية حيث رفضها في بعض الأوقات أو عدم الإنتظام فيها.
- تأخر النمو المعرفي والحركي للأطفال من تجاوزو مرحلة العام الأول، فعادة في هذا الوقت ما يقوم الأطفال بالتحدث والزحف، ولكن إذا لاحظ الوالدان قدوم الـ 2 مع عدم التطور، فقد يكون هذا الأمر أحد أهم مظاهر الإكتئاب.
- قد يصيب الأطفال في بداية مرحلة النمو لديهم ضعف الانتباه والذاكرة حيث نسيان ما يجب القيام به أو التغافل عن بعض المهام التي يجب عليهم القيام بتنفيذها بسبب شرود الذهن وعدم الإهتمام بالمشكلة.
- سيطرة سلوك العصبية على الأطفال بشكل غير عادي حيث سيطرة الغضب والأطوار الغريبة عليهم محاولة منهم في إخفاء مشاعر الحزن عن من حولهم من أفراد الأسرة.
- الإبتعاد عن الأشياء وسيطرة السلوك الجريء في الحديث مع إصابتهم ببعض الخوف والإضطراب.
إقرأ أيضا: 8 أخطاء يقع فيها الآباء مع أطفالهم في سن ماقبل المدرسة
أسباب حدوث الإكتئاب عند الأطفال الصغار
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الاكتئاب لدى الأطفال، وتظهر من خلال ما يلي:
- المشاكل الأسرية بين الزوجين، ففي هذه المرحلة ينخفض مستوي الود والترابط الأسري حيث إعتقاد الأطفال أنهم سبب أغلب المشاكل، ومن ثم إصابتهم بالعجز العقلي والحركي.
- فقدان أحد أفراد الأسرة سواء كان هذا الأمر يظهر في صورة موت أو سفر أو بعد حيث تملك شعور الغضب والحزن دائما من الطفل.
- تعرض الأطفال للتنمر من قبل أقرانهم، ولكنهم لا يقومو بالتحدث عن هذا الأمر مع أي شخص إلى جانب عدم إهتمام الوالدان بطرح الأسئلة، مما يجعل هذا الأطفال يشعرون بالتخلي عنهم وغالبا ما يخافون من التجمعات العائلية والمجتمعية.
- الضغط الأكاديمي حيث يريد كل والد أن يدرس طفله بشكل جيد حيث يضعون لأطفالهم أهدافا تعليمية كبيرة، مما يجبرهم هذا الأمر على الدراسة كثيرا، وفي حالة عدم تحقيقهم نتائج جيدة يقومون بإظهار عدم الرضا والغضب وأحيانا يعاقبون الأطفال.
- الرسوب في المدرسة أو الامتحانات على الرغم من أن الطفل كان ذو مستوى جيد جدا في حياته التعليمية.
- التغيير المفاجئ في البيئة المعيشية حيث الإنتقال إلى منزل جديد مع إرتكاب خطأ عدم إخبار الطفل أو العمل على تهيئته نفسيا.
- في معظم الأحيان، يقوم الوالدان بإتخاذ القرار وفرضه على الأطفال، دون أن يسألوهم عن رأيهم أو وجهة نظرهم مما يخلق هذا الامر شعور الغضب وعدم الرضا لدى الطفل ومن ثم حدوث الإكتئاب.
- التاريخ العائلي ومعاناة احد أفراد الأسرة من الاكتئاب حيث يجعل هذا الأمر الأطفال عرضة للتأثر بهذه المشكلة.
كيفية علاج الاكتئاب لدى الاطفال الصغار
من الهام معرفة أن علاج اكتئاب الطفل يتطلب الكثير من الوقت والجهد والمثابرة من جانب الوالدين حيث يتم تنفيذ هذا من خلال الخطوات التالية:
- ضبط العلاقات الأسرية حيث يجب على الوالدين إيلاء المزيد من الاهتمام بالطفل والتحدث معه والإستماع له جيدا والإنتباه إلى تغييراته غير الطبيعية لكي يتم اكتشافها في الوقت المناسب.
- اصطحاب الطفل للخارج للقيام ببعض الانشطة الخارجية حيث يساعد أمر الأنشطة الترفيهية هذه في تقليل التوتر كثيرا لدى الطفل خاصة إذا كان الامر يتشارك فيه جميع افراد الاسرة.
- توجيه الاطفال نحو إتباع نظام غذائي صحي كامل متكامل يحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن حيث يساعدهم هذا الامر في التركيز على الدراسة وزيادة النمو العقلي والحماسة المعرفية.
- تجنب ممارسة الكثير من الضغط على الأطفال حيث يجب على الوالدين التنزه مع أطفالهم، ومشاهدة البرامج الترفيهية معا، والذهاب إلى المكتبات، والحدائق في عطلات نهاية الأسبوع.
- تجب السلوك العنيف والعدواني مع الطفل المتمثل في الإيذاء البدني والنفسي.
- يجب عدم التخلي عن الطفل في حالة رفضة للمشاركة تجاه بعض الأنشطة والعمل على تحفيزه والحديث معه عن أسباب مخاوفه تجاه هذا الأمر، ولكن يجب الإنتباه إلى ضرورة ترك الطفل عند رغبته في عدم الحديث وهذا إحتراما له إلى حين إتخاذه قرار البوح من تلقاء نفسه.
- الإنتباه إلى علاقات الطفل المدرسية مع المعلمين والأصدقاء حيث يوجد بعض الاطفال الذي يسيطر عليهم الخوف الشديد من المعلم، ولا يريدون الذهاب إلى المدرسة.
- العمل على توجيه الطفل نحو العادات الجيدة في الحياه مثل الذهاب إلى الفراش مبكرا، أو ممارسة الرياضة المفضلة له، أو تعليم عادات انظافة الشخصية السليمة.
- يجب لفت الإنتباه نحو جزء هام جدا ولكن هذه المرة يخص الوالدان حيث ضرورة خلق لأنفسهم عقلا مريحا وصحيا لتعليم الأطفال بأكثر الطرق منطقية.
- إلى جانب ما قمنا بذكره مسبقا فيأتي العلاج الدوائي في المرتبة الأخيرة حيث تعد الطريقة الدوائية شائعة جدا، ولكن لا ينصح بها مع الأطفال الصغار لأنها ليست جيدة للصحة على المدى الطويل، ولكن إذا تطلب الامر يجب أن يتم هذا تحت إشراف طبي.