يبدو الأمر غريبا على أذن البعض، ولكن هذا بالفعل من الوارد أن يحدث حيث يمكن أن تظهر البواسير عند الأطفال في أي وقت إذا لم يتم رعاية الطفل ورعايته بشكل صحيح في مراحل نموه، وعمره الأولى، وبالأخص خلال فترة الرضاعة طبيعية كانت أو صناعية، مما يسبب هذا الأمر الكثير من القلق والخوف والإنزعاج لدي الأم خوفا من تعرض طفلها لآلام البواسير المزعجة. لذلك فقد قررنا اليوم أن نقوم بالتحدث على هذه المشكلة بمزيد من التفصيل لكي تستطيع الأم أن تقوم بالتعامل معها بكثير من الدراية والوضوح.
ما هو مرض البواسير؟
يبدو أن البواسير من الأمراض التي تنتج عن تورم الأوردة التي تسبب عدم الراحة في منطقة المستقيم أو الشرج . فالجدير بالذكر أنه أثناء حركة الأمعاء، يحدث تضخم في أنسجة الدم بفتحة الشرج للمساعدة في التحكم بالحركة فعندما يتم الضغط على الأنسجة حول الشرج بشكل مفرط ، تسبب البواسير. والسبب الأكثر شيوعا للبواسير هو الإمساك. تشمل الأسباب المحتملة الأخرى ما يلي:
- الدفع المفرط أثناء حركات الأمعاء
- الجلوس على المرحاض لفترات طويلة من الزمن
- زياده الوزن بشكل مفرط
هناك نوعان من البواسير ألا وهما :
- البواسير الداخلية التي تنتفخ داخل فتحة الشرج.
- البواسير الخارجية التي تنتفخ بالقرب من فتحة الشرج.
يجب العلم أن هذا المرض مزعج بشكل كبير، ولكنه ليس خطيرا بشكل عام. فالجدير بالذكر أنه يمكن علاجه بطرق عديدة مختلفة أهمها التدخل الجراحي إذا لزم الأمر.
ما هي أعراض البواسير عند الأطفال؟
الأطفال في هذه المرحلة لا يمكنهم الحديث الجديد والإخبار بما يشعرون، لذا فيجب على الأم أن تكون فطنه لحالة طفلها الصحية، وأن تنتبه إلى الأعراض التي تظهر على الطفل لتحديد ما إذا كان مصابا بالبواسير أم لا.
على الرغم من أن البواسير عند الأطفال من الأمراض النادر حدوثها ولكن يجب الإنتباه لأنها تحدث بالفعل، فإذا رأت الأم كتلا منتفخة، ومزعجة حول فتحة الشرج للطفل، فقد تكون هذه علامة على ظهور الإصابة بالبواسير.
من المحتمل أن تكون الأعراض البواسير الشائعة عند البالغين، وأحيانا عند الأطفال الصغار، والرضع ناتجة عن حالات الإمساك الشديدة حيث تشمل هذه الأعراض:
- شرائط من الدم الأحمر الفاتح مع مخاط من البراز.
- ظهور المخاط على فتحة الشرج.
- حركات الأمعاء تصبح ذو حالة صلبة وجافة.
عزيزتي الأم.. إذا كنتِ تعتقدين أن طفلك مصاب بالبواسير، فيجب على الفور أن تقومي باستشارة طبيب الأطفال للحصول على استنتاجات دقيقة حول هذا المرض، لا تقومي بتشخص هذا بنفسك في داخل المنزل حيث أنه في بعض الحالات ، قد تكون حركات الأمعاء البرازية مؤشرا على حدوث الإصابة ببعض الأمراض الأكثر خطورة.
إقرأ أيضا: أمراض القلب الروماتيزمية عند الأطفال.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج
ما هو علاج البواسير عند الأطفال؟
نظرا لأن السبب الأكثر شيوعا حدوث الإصابة بالبواسير عند الأطفال هو الإمساك، فمن المهم مراقبة ما يأكله الطفلك لكي يساعد هذا في علاجه بشكل ملحوظ، فالجدير بالذكر أنه إذا كان الطفل يرضع رضاعة طبيعية، فإن حدوث الإصابة بالإمساك نادر للغاية، ويجب على الأم دائما أن تراعي تغذيتها الصحية لكي ينعكس هذا على صحة طفلها.
في حالة إذا كان مصدر الغذاء الرئيسي للطفل هو الحليب الصناعي، أو بدأ في التحول إلى تناول الأطعمة الصلبة، فمن المرجح أن تزداد فرص زيادة الإمساك في ذلك الوقت أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنا، والبالغين، يحدث الإمساك عادة بسبب نقص الألياف، ونقص المياه وعدم ممارسة الرياضة البدنية السليمة.
في العموم عند حدوث إصابة الرضع، والأطفال الصغار بهذه المشكلة الصحية، فيجب العمل على إستشارة الطبيب بشكل فوري لكي يقوم بوضع نظام غذائي صحي يستطيع أن يريح الامعاء ومن ثم علاج المرض بشكل سليم.
ينصح الطبيب في ذلك الوقت بضرورة تناول ما يلي:
- الماء بالنسب المناسبة للمرحلة العمرية.
- عصير التفاح أو الكمثرى أو البرقوق.
- الخضروات المهروسة مثل الكوسة.
- الحبوب أو القمح أو الشعير.
في بعض الحالات الأخرى الشديدة، قد يوصي طبيب الأطفال باستخدام تحاميل الجليسرين للأطفال الرضع. فالجدير بالذكر أن الأمر لا يقتصر على الإمساك فقط، ولكن قد يمتد إلى الإصابة بالشق الي يسبب الكثير من الألم والإنزعاج للطفل والام.
إنتبهي عزيزتي الأم فإذا رأيتي دما عند مسح براز طفلك، فمن المرجح أن يكون سببه حدوث الإصابة بالشقوق وليس البواسير فقط. في كلتا الحالتين، طالما ترى الأم آنذاك الوقت برازا دمويا، فيجب أن تقوم بأخذ الطفل إلى الطبيب على الفور.
عادة ما تلتئم الشقوق من تلقاء نفسها، لكن الأمهات بحاجة في ذلك الوقت إلى تنظيف المنطقة بلطف وتغيير حفاضات طفلهم بشكل منتظم وهذا لتجنب حدوث أي مضاعفات أخرى. إلى جانب هذا يجب القيام بإتباع بعض العلاجات الشائعة والفعالة في ذلك الوقت لتوفير مزيد من الراحة للطفل، وأهمها ما يلي:
- زيادة كمية أغذية الأطفال المرطبة لمن هم فوق الـ 6 أشهر
- أعطاء الطفل المزيد من الماء للمساعدة في تليين البراز
- استخدام مناديل ناعمة ومبللة وخالية من الزيوت لتجنب تهيج المنطقة المصابة.
- استخدام هلام التشحيم الطبي لتليين فتحة الشرج للطفل أثناء حركات الأمعاء.
- يجب القيام بتحريك ذراع الطفل وساقيه برفق للحفاظ على عمل جسمه، وجهازه الهضمي بشكل صحيح، وطبيعي.
إعلمي سيدتي.. أنه في حالة استجابة طفلك لهذه الأنماط العلاجية، فقد تختفي أعراض هذا المرض في خلال فترة زمنية من أسبوع إلى أسبوعين. ولكن في حالة إستمرارها، فيجب التحدث إلى الطبيب حول خيارات العلاج البديلة، ومع تطور طفلك في العمر يجب أن تقومي عزيزتي الأم بالعمل على توجيهه دائما نحو ضرورة تناول الغذاء الصحي، والعمل على شرب الماء بمعدلاتها الطبيعية، وممارسة الرياضة البدنية لتحقيق أقصى إستفادة صحية، وجسمانية، وعقلية للطفل مستقبليا.