يعد النظام الغذائي لمرضى الغيبوبة من أهم الأنماط الضرورية لدعم سُبل الشفاء لهذه الحالة المرضية، فعلى سبيل التوضيح يساعد توفير التغذية الكافية في الحفاظ على وظائف الجسم وتقليل المضاعفات وتعزيز المرونة. من هنا، كان من الواجب علينا أن نقوم وبشكل مفسر بالتعرف على أسس التغذية المناسبة لمرضى الغيبوبة وهذا بمزيد من التوضيح والتفسير.
ما هي أهمية النظام الغذائي للأشخاص المصابين بالغيبوبة؟
ما هي أهمية النظام الغذائي السليم للأشخاص المصابين بالغيبوبة؟
في بداية الأمر، يجب العلم أن التغذية السليمة مهمة جدا في عملية العلاج والتعافي لمرضى الغيبوبة حيث يساعد هذا الروتين توفير التغذية الكافية المعنية بالحفاظ على وظائف الجسم، ودعم عملية الشفاء، والتقليل من بعض المضاعفات المرضية، فالجدير بالذكر أنه غالبا ما يعاني مرضى الغيبوبة من أزمة سوء التغذية بسبب عدم القدرة على تناول الطعام بشكل طبيعي، مما يؤدي هذا الأمر إلى ضعف جهاز المناعة، وزيادة مخاطر الإصابة بالعدوى، ومن ثم الإقامة الطويلة في المستشفى.
بمزيد من التوضيح، تساعد التغذية الكافية في الحفاظ على كتلة العضلات ووظيفة الجهاز التنفسي والأعضاء في الجسم، وتعمل على استقرار نسبة الجلوكوز في الدم والإلكتروليتات والوظائف الفسيولوجية الأخرى حيث تشمل طرق توصيل التغذية أنبوب المعدة والتغذية الوريدية ويتم تحديد الآلية اللازمة اعتمادا على الحالة المحددة لكل مريض.
إلى جانب هذا، فقد أكدت بعض الأبحاث على أهمية التقييمات الغذائية المبكرة والتدخل في الوقت المناسب مع أصحاب هذه الحالة المرضية حيث يتم تحقيق هذا من خلال توفير ما يكفي من السعرات الحرارية والبروتين الذي يحسن بشكل كبير من نتائج العلاج، ويقلل من معدل المضاعفات البدنية، وطول مدة الإقامة في المستشفى. لذا، فمن الضروري مراقبة المؤشرات الغذائية عن كثب وتعديل الأنظمة الغذائية وفقا لذلك.
وبالتالي، يمكننا القول بأن النظام الغذائي يقوم بلعب دورا لا غنى عنه في رعاية مرضى الغيبوبة، مما يساعد هذا الأمر على تعزيز الشفاء وتحسين نوعية حياة المرضى.
ما هي طرق التغذية الصحية لمرضى الغيبوبة؟
أولا: التغذية من خلال أنبوب إلى المعدة وتسمى بـ (التغذية المعوية)
التغذية من خلال أنبوب إلى المعدة وتسمى بـ (التغذية المعوية)
مع هذه الأزمة المرضية، سوف يحتاج المريض إلى تلقي المساعدة في التنفس عن طريق استخدام جهاز التنفس الصناعي (جهاز دعم الجهاز التنفسي)، وفي هذه الحالة يتم اللجوؤ إلى التغذية السائلة (وتسمى أيضا التغذية الاصطناعية أو التغذية المعوية أو التغذية الأنبوبية) من خلال أنبوب بلاستيكي رفيع عبر الأنف ثم إلى معدة المريض أو الأمعاء الدقيقة.
بعد سحب أنبوب التنفس هذا، يمكن للمريض الاستمرار في استخدام أنبوب التغذية حتى يتمكن من تناول ما يكفي من الطعام والشراب عن طريق الفم.
ثانيا: التغذية الوريدية تسمى بـ (التغذية بالحقن)
التغذية الوريدية تسمى بـ (التغذية بالحقن)
يتم اللجوء إلى استخدام التغذية الوريدية التي تتم عن طريق الوريد عندما لا يقوم الجهاز الهضمي للمريض بممارسة مهامه كما ينبغي، ومن ثم عدم إمكانية حصول الجسم على ما يكفي من العناصر الغذائية مما يأكله أو يتلقاه من خلال أنبوب التغذية.
من هنا يقمن الممرضات باللجوء إلى التغذية الاصطناعية مباشرة إلى الوريد من خلال استخدام أنبوب بلاستيكي رفيع يحمل السوائل الوريدية ويتم توصيله إلى المريض.
ما هي أهم المبادئ الغذائية الهامة لمرضى الغيبوبة؟
ما هي أهم المبادئ الغذائية الهامة لمرضى الغيبوبة؟
يعتمد اختيار طريقة التغذية المناسبة لمرضى الغيبوبة على الحالة المحددة لكل مريض وما يقوم الطبيب بوصفه، فعلى سبيل التوضيح قد يتم اللجوء إلى استخدام التغذية من خلال قسطرة مع بعض الحالات بسبب عدم إمكانية إطعامها عن طريق الفم.
تتمثل هذه الحالات مع مرضى غيبوبة إصابة الدماغ الرضحية، أو الحوادث الدماغية الوعائية، أو التهاب الدماغ، أو ارتفاع السكر في الدم مع مرض السكري أو الغيبوبة بسبب نقص السكر في الدم … إلخ.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يضمن مبدأ تطوير قائمة الطعام مع هذه الحالة المرضية الامتثال للعناصر الغذائية المدرجة في مبادئ العلاج لكل نوع من أنواع الأمراض حيث يتمثل هذا الأمر في الآتي:
- الغيبوبة الكبدية وما تطلبه من زيادة السكر في النظام الغذائي، وخاصة السكريات البسيطة.
- الغيبوبة الناتجة عن ارتفاع السكر في الدم، فمن الضروري أن يتم تقليل السكر في النظام الغذائي ، وخاصة السكر البسيط.
- الغيبوبة الناتجة عن حادث الأوعية الدموية الدماغية بسبب ارتفاع ضغط الدم حيث يعد من الضروري تقليل الدهون والملح.
أما فيما يتعلق بعدد الوجبات خلال اليوم، فيوصى بأهمية تناول العديد على مدار اليوم أي بمعدل من 5-6 وجبات، فمن الهام معرفة أن عدد الوجبات لكل مريض يأتي اعتمادا على الحالة الطبية والمرحلة العمرية، ففي البالغين، يكون المتوسط هو 300-400 مل / وجبة، والأطفال 100-200 مل / وجبة أما إذا كان المرض شديدا جدا أو يتدهور، فيجب إطعام المريض شيئا فشيئا ثم زيادته تدريجيا.
بوجه عام، يجب العمل على خلط المزيد من المغذيات بشكل يومي، ويجب هرسها بشكل جيد لتمريرها عبر القسطرة بسهولة، ويجب أن يكون تركيز المغذيات مرتفعا بمعدل 1 كيلو كالوري / 1 مل.
يجب العلم أن المريض الذي يأكل من خلال القسطرة ليس لديه شهية غذائية جيدة، ومن هنا يجب ضمان التغذية الكافية، واتباع نظام غذائي مليء بالسعرات الحرارية مناسب للمرضى والذي يجب ان يحتوي على25-30 كيلو كالوري / كجم / 24 ساعة.
أما فيما يخص مرضى ارتفاع ضغط الدم، فيجب أن يقوموا بتناول القليل من الطعام والتأكد من الحصول على كمية كافية من الماء بحيث يكون حجم البول 30-50 مل / ساعة لدى البالغين، ومن ثم يجب توجيه العائلات إلى عدم صب الدواء والطعام تلقائيا في فم المريض، ولكن ينصح بأهمية التعاون مع الطاقم الطبي لضمان تغذية المريض بشكل سليم وصحي.