تكون الأعصاب أيضا معرضة للإلتهاب والتهيج وقد يشمل ذلك عصب واحد فقط مثل التهاب العصب البصري أو أطراف اليدين والقدمين وربما يعاني آخرون من التهاب مجموعة من الأعصاب وفي كلتا الحالتين يصبح الأمر مؤلما بدرجة إلى الدرجة التي تترك تأثيرها على نوعية حياة المرضى مما يعوق ممارستهم للأنشطة اليومية الروتينية ويطلق عليه البعض اعتلال الأعصاب ,وعادة ماتأتي أعراضه مصحوبة بتنميل وحكة وشعورا يشبه الوخز بشكل خاص في الأطراف,وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي أسباب التهاب الأعصاب والطرق العلاجية المختلفة.
حول التهاب الأعصاب
تتعدد الأنماط المختلفة لإلتهاب الأعصاب حيث يوجد لها أكثر من شكل إلا أن التهاب الأعصاب المحيطي يعد بمثابة الشكل الأكثر شيوعا , ولمزيد من المعلومات بشأن تلك الحالة الإلتهابية الهامة يمكنك قراءة السطور القادمة .
ما هو اعتلال الأعصاب؟
اعتلال الأعصاب
في حين أن البعض يطلق عليه بالمفهوم الدارج التهاب الأعصاب فإن آخرون يعرفونها بحالة اعتلال الأعصاب أو الجذور وتنشأ نتيجة تعرض الأعصاب للتلف نتيحة الإصابة بداء السكري أو اثر جانبي جراء الخضوع للعلاج الكيميائي . وبصفة عامة , فإن اعتلال الأعصاب أحد أبرز المصطلحات الطبية المستخدمة لإعطاء وصف دقيق لعدد من الحالات أو المشكلات الصحية ذات الصلة بتلف الأعصاب الطرفية علاوة على مجموعة الأعراض المصاحبة لتلك المشكلات .
أعراض اعتلال الأعصاب
أعراض اعتلال الأعصاب
فيما يتعلق بإعتلال الاعصاب المحيطية والذي كما ذكرنا يشكل الشكل الشائع فإن تأثيره يقع بشكل خاص على الأعصاب الموجودة في الأطراف والتي تؤثر في القدرة على التحكم بشكل جيد في يديك لذلك فإنها تعرف بالأعصاب الحسية والمسئولة عن شعورنا بالحرارة والبرودة والألم , علاوة على زيادة الشعر بإحساس الوخز والتنميل والخطر فيي أجزاء متفرقة من الجسم وتحديدا اليدين والقدمين حيث يكون الألم مزعجة , وتتفاوت درجات التهاب الأعصاب المحيطية مابين طفيف إلى شديد, وفي الغالب يتفاقم الأمر ليصبح أكثر شدة خلال فترات الليل
ويمكن الإستدلال من خلال مجموعة من العلامات التحذيرية على معاناتك من اعتلال في الأعصاب على النحو التالي:
- تعد هي العلامة الأكثر بروزا والتي تنطوي على الشعور بالخدروالتنميل في أطراف اليدين والقدمين بشكل خاص
- تشنجات مؤلمة يزداد الشعور بها في الذراعين أو الساقين وقد تمتد للإنتشار في عضلات الساق
- الحساسية المفرطة لمجرد لمس موقع الإصابة أو التعرض عن قرب لأي مصدر حراري
- فقدان القدرة على إصدار أي رد فعل تجاه شعور معين
- تعرض عضلات الذراعين والساقين للتلف والضمور التام
- سيطرة حالة من الضعف والوهن المزمن وتحديدا على عضلات اليدين والقدمين
- الشعور بالتشتت والإرتباك
- اختلال التوازن خاصة في أوقات الليل
- الإحساس بالدوخة ودوار الرأس ، خاصة عند النهوض المفاجىء من وضعية الإستلقاء على السرير أو الكرسي
- انخفاض الرغبة في ممارسة العلاقة الجنسية مع الإصابة بالضعف والعجز التام أحيانا
- فقدان القدرة على التحكم في عضلات المثانة وهي حالة تعرف بسلس البول
- زيادة افرازات العرق الغزير بشكل أكبر من المعدلات الطبيعية
في حالة مواجهة أي عرض من ضمن الأعراض التي قمنا بذكرها فسوف يكون من الأفضل اللجوء إلى مراجعة الطبيب المعالج ويرجع ذلك إلى طبيعة أجسام الأشخاص التي تختلف نت شخص لآخر .
الأسباب الشائعة لإعتلال الأعصاب
أسباب التهاب الأعصاب
لعل السبب الرئيسي الذي يجعل الشخص يعاني من حالة التهاب الأعصاب هو تلف الأعصاب الذي قد يحدث بسبب عوامل مختلفة وهذا مايمكن أن يترك تأثيره على المحاور , أو غمد المايلين الذي يشير إلى يعبر عن تلك المادة الدهنية المحيطة بالمحور العصبي لبعض أنواع الخلايا العصبية ، أو قد يشمل التأثير كليهما.وبالتأكيد سوف يكون هناك درجات لتلف العصب والتي يحددها طبيبك المعالج من خلال إجراء التشخيص الكهربائي.
اقرأ أيضا التهاب العصب البصري.. ماعلاقته بمرض التصلب المتعدد ؟
عوامل خطر الإصابة بإلتهاب الأعصاب
مرض السكري
علاوة على ذلك سوف يكون الأشخاص أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالمرض في حالة توافر عدة عوامل :
- أنواع معينة من الأورام السرطانية , مثل سرطان الرئة ، وسرطان الثدي، وسرطان المبيض، والتقنيات العلاجية للسرطان.
- فئات كبار السن
- وجود تاريخ طبي وراثي متعلق بالجينات بين أفراد العائلة من العوامل التي تتداخل مع الإصابة بالأمراض العصبية
- عامل آخر وهو سوء التغذية أو النقص الحاد في مستويات العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم
- إدمان المشروبات الكحولية
- المعاناة من بعض الحالات المرضية , مثل داء السكري, اضطرابات الغدة الدرقية مابين فرط وقصور
- بعض أنواع العلاجات الدوائية خاصة تلك التي تحتوي على البلاتين، والتاكسان، وقلويدات فينكا
تشخيص اعتلال الأعصاب
توجد عدد من التقنيات الطبية التشخيصية التي يستعين بها الأطباء لإستكشاف السبب الحقيقي وراء الإصابة بمختلف المشكلات العصبية وفي ظل وجود أكثر من سبب لها ومن أجل وضع تشخيص دقيق فإن الطبيب يتولى سؤال المريض عن التاريخ الطبي للمرض ويشمل ذلك الأعراض الطارئة والممارسات الحياتية والعادات الغذائي كما يبحث أيضا عن أي تاريخ وراثي سبب حالات سابقة لدى أفراد العائلة من هذا النوع ويتضمن ذلك التاريخ الطبي لإضطراب الصرع .
سوف يجد الطبيب أن الحاجة ضرورية لإجراء فحص عصبي وهو نوع من الفحوصات العامة لقياس ردود الفعل الأوتار ومستويات القوة والتحمل وتوتر العضلات والتنسيق وهو ضروري كإجراء تقييمي لصحة العضلات والخلايا العصبية فضلا عن اتجاه الطبيب إلى توظيف عدد من الأساليب الأخرى بما يساعده على نجاح التشخيص وإيجاد السبب الرئيسي لإعتلال الأعصاب
أبرز التقنيات التشخيصية المستخدمة
تخطيط كهربية العضل
- إجراء تحليل فحص الدم الشامل
- تقنيات التصوير التشخيصي مثل التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي.
- تخطيط كهربية العضل (EMG) وهو نوع من الإختبار لمدى تأثر وظيفة العصب.
- مجموعة أخرى من الفحوصات العصبية الحسية التي تستهدف التأكد والتحقق من الإحساس باللمس أو الاهتزاز أو الحرارة.
- خزعة العصب/ نوع من الإجراءات البسيطة التي يقوم خلالها الجراح بإزالة جزء بسيط من العصب لفحصه في المختبر تحت المجهر
- خزعة الجلد: يتم خلالها الحصول على عينة من الجلد وإخضاعها للإختبار تحت الميكروسكوب
علاج اعتلال الأعصاب
من أكثر مايميز الأعصاب المحيطية أن أي مشكلة تصيبها فإنها بمرور الوقت وبشكل تلقائي سوف تتماثل للشفاء من تلقاء نفسها أي تتمتع بقدرة التعافي الذاتي , لكن هذا لايعني أن التعافي يتم بين يوم وليلة حيث يستغرق الأمر بضعة أشهر لحين الشعور بتحسن إلا أنه في حالات أخرى قد تهدأ الأعراض بعض الشىء بدون أن تتلاشى نهائيا ومن الأمثلة الدالة على ذلك فيما يخص حالات التهاب الأعصاب التي يصاب بها مرضى السرطان والناجمة عن الخضوع للعلاج الإشعاعي والتي في الغالب لاتتعافى بشكل كامل , وتوجد صعوبات أخرى بشأن مدة علاج الإعتلال العصبي الذي يعد من الآثار المترتبة على العلاج الكيميائي، حيث تتراوح مدة الشفاء من 18 شهرًا إلى 5 سنوات فما فوق .
أما عن المرور بمرحلة التعافي من الإعتلال العصبي الذي يعد من بين الآثار الجانبية للأدوية التي تحتوي ضمن تركيبها على البلاتين، فإنه من المحتمل أن تزداد أعراض المرض شدة .
تتوقف طرق العلاج على سبب اعتلال الأعصاب
وفي كل الأحوال فإن طريقة العلاج المناسبة التي يوصي بها الطبيب تتوقف أولا وأخيرا على السبب الرئيسي:
- بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية ونقص مزمن في المغذيات فإن الطبيب عادة ماينصح بإتباع نظام غذائي متوازن
- أما المصابون بمشكلات صحية كمرض السكري , أو اضطرابات الغدة الدرقية فإنه سيقوم أولا بعلاج الحالة وهذا ماسوف ينعكس على أعراض الاعتلال العصبي.
- بينما الأفراد الذين يخضعون للعلاج الكيميائي فإن غالبية العلاجات المعتمدة تم تصميمها لتقليل حدة الأعراض , أما إذا حدثت تطورات خلال مرحلة العلاج واستمرت معاناة الأشخاص منها فإنه من المتوقع أن تتفاقم حالة الإلتهاب العصبي وتزداد سوءا
علاجات تخفيف الآلام لالتهاب الأعصاب
علاجات تخفيف الآلام لالتهاب الأعصاب
لكي نستطيع ممارسة الحياة بشكل طبيعي في ظل الإصابة بإلتهاب الأعصاب لابد من الإستعانة ببعض العلاجات لتقليل الآلام الناجمة والتي تؤثر على معدلات آداء مختلف الأنشطة اليومية ومن أكثر العلاجات المسكنة للألم شيوعا :
- الأدوية المسكنة للألم والتي يمكن الحصول عليها من أقرب صيدلية بدون وصفة طبية وتكون مناسبة لتقليل شدة الألم في الدرجات الحفيفة من الأعراض .
- الأدوية التي تنتمي إلى فئة الكورتيكوستيرويدات الدوائية وتحمل خصائص مضادة للإلتهابات ولها تأثير فعال في السيطرة على الألم الناشىء عن التهاب العصب وتحسينه بشكل ملحوظ , وتتوافرأدوية الكورتيكوستيرويد في عدة أشكال يمكنك الإختيار بين تناولها عن طريق الفم أو عن طريق الحقن.
- في بعض الأحيان ,سوف يجد الطبيب في الأدوية المضادة لإلتهاب الصرع حلا علاجيا كمسكن للألم الناجم عن الإعتلال العصبي , ولكن انتبهي من آثارها الجانبية الشائعة مابين الشعور بالنعاس والدوخة
- مضادات الاكتئاب ليست قاصرة على المشكلات العقلية والنفسية فقط بل يمكن أيضا أن يكون لها تأثيرا علاجيا لتخفيف آلام التهاب العصب عن طريق التدخل في التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الدماغ والمتعلقة بمناطق الشعور والإستجابة للألم .
- في حالات الإلتهاب الحاد يفضل الطبيب إجراء تحفيز العصب الكهربائي عبر الجلد (TENS) هو علاج يقوم أساسه على توصيل نبضات كهربائية على الجلد بواسطة أقطاب كهربائية صغيرة كبديل عن الأدوية العلاجية ، ويوصف بشكل أساسي للإستخدام مع علاجات أخرى لتخفيف شدة الآلام العصبية .