يعتبر مسمى التهاب الدماغ الياباني غريب على الكثير منا ولكن هذه النوع من الالتهاب الفيروسي الذي يسمى أيضا بالتهاب الدماغ الصيفي يمكن أن يحدث بوجه عام على مدار فصول السنة، ولكنه يزداد وينتشر خلال موسم الأوبئة أو بمعنى أدق فصل الصيف. لذا، سنتعرف الآن وبمزيد من التوضيح على ما هو التهاب الدماغ الياباني؟ وما هي أهم الأعراض المرضية الدالة على حدوث الإصابة به؟.
ما المقصود بالتهاب الدماغ الياباني؟
ما هي أهم العلامات النموذجية الدالة على الإصابة بالتهاب الدماغ الياباني؟
عند الحديث التهاب الدماغ الياباني، فيجب العلم أنه عبارة عن مرض معد خطير يمكن أن ينتشر ويتحول بسرعة إلى وباء في داجل المجتمع.
على سبيل التوضيح، ينتقل هذا المرض عن طريق بعوضة كوليكس اللاذعة (بعوضة الحقل) حيث يعد المصدر الرئيسي للمرض هو الطيور البرية وأنواع الماشية، فالجدير بالذكر أن الطيور والخنازير عادة ما تكون خزانات لفيروس JEV في البرية.
تحدث الإصابة عند يعض البعوض الخنازير والطيور البرية، ويقوم بحمل الدم الذي يحتوي على الفيروس المسبب للمرض ثم ينقله إلى البشر. لذلك، فلا ينتقل التهاب الدماغ الياباني مباشرة من شخص لآخر أو عن طريق تناول الطعام مع المصابين أو عند مشاركة الأواني أو في حال الاتصال الوثيق بالمرضى، فالأمر لا يتعلق إطلاقا بأي سُبل من العدوى.
ما هي أهم العلامات النموذجية الدالة على الإصابة بالتهاب الدماغ الياباني؟
ما هي أهم العلامات النموذجية الدالة على الإصابة بالتهاب الدماغ الياباني؟
في بداية الأمر، يجب العلم أن الحمى الشديدة والنوبات والغيبوبة هي أكثر 3 أعراض شيوعا لالتهاب الدماغ الياباني. بالرغم من ذلك، عادة ما تظهر هذه العلامات فقط من اليوم الثالث فصاعدا وتكون قد حدثت الإصابة بالفعل.
إلى جانب هذا، فهناك حالات من التهاب الدماغ الخبيث التي من الوارد أن تظهر عليها بعض الأعراض في غضون 24 ساعة فقط ويتمثل هذا في تشنج المريض ودخوله في غيبوبة ثم التوقف عن التنفس، ومن ثم تصبح حتى التهوية الميكانيكية في ذلك الوقت غير فعالة أو مُجدية، لأنه كان هناك نخر دماغي قد حدث بالفعل وبناء عليه حدثت حالة من موت الدماغ.
على سبيل التوضيح أكثر، وبعد دخول الفيروس إلى الجسم، فسوف يظهر على دماغ المريض والجهاز العصبي المركزي الخاص به العديد من الأضرار على مراحل المرض، وتحديدا سيتمثل هذا الأمر في الآتي:
أولا: فترة حضانة المرض
لمرض التهاب الدماغ الياباني فترة حضانة تتراوح من 5-14 يوما، فالجدير بالذكر أنه خلال هذه الفترة لا تظهر على المريض أي أعراض مرضية واضحة للمرض.
ثانيا: مرحلة البداية
بعد فترة الحضانة، يعبر فيروس التهاب الدماغ الياباني الحاجز الدموي الدماغي ويسبب وذمة دماغية مع ظهور أعراض مرضية مفاجئة تتمثل في الحمى الشديدة حيث تتراوح درجة الحرارة من 39-40 درجة مئوية أو أكثر.
بالإضافة إلى ذلك، فمن المتوقع أن يعاني المريض أيضا من أعراض مرضية أخرى مثل الصداع وآلام البطن والغثيان والقيء أما في أول يوم أو يومين، فقد تكون هناك بعض العلامات المرضية مثل تصلب الرقبة، وفرط التوتر، واضطرابات حركة العين، فقدان الوعي أو زيادة ردود الفعل الأوتارية.
فيما يخص أعراض التهاب الدماغ الياباني عند الأطفال الصغار فهي تتمثل في آلام البطن والإسهال والقيء المشابه للتسمم الغذائي.
ثالثا: المرحلة الكاملة
خلال هذه المرحلة، تدخل أعراض مرض التهاب الدماغ الياباني إلى المرحلة الكاملة وتتمثل أبرز العلامات المرضية في تلف الدماغ والأعصاب البؤرية.
الجدير بالذكر، أنه خلال اليوم الثالث والرابع من المرض تسوء الأعراض حيث يدخل المريض المُصاب بالهذيان تدريجيا في غيبوبة عميقة، بالإضافة إلى زيادة أعراض العصاب اللاإرادي أيضا مع معاناة المريض من التعرق الكثير، وإحمرار الجلد في بعض الأحيان، والنبض سريع، وزيادة ضغط الدم، والشكوى من اضطرابات التنفس.
رابعا: مرحلة التعافي
من اليوم الثامن فصاعدا، تنخفض درجة حرارة جسم المريض تدريجيا وتختفي الحمى في اليوم العاشر خاصة إذا لم تكن هناك عدوى فائقة، بالإضافة إلى إمكانية إختفاء متلازمات الدماغ والاضطرابات العصبية أيضا خاصة إذا تم علاج المريض بشكل صحيح. ومع ذلك
بالرغم من ذلك، فقد يواجه المرضى بعض العواقب الصحية المزعجة مدى الحياة مثل الصمم والشلل، والتي تؤثر بشكل واضح وملحوظ على لى الصحة ونوعية الحياة.
لذلك، يجب على المرضى الذين يعانون من ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة (39 إلى 40 درجة مئوية) أن يقوموا بالذهاب بشكل فوري إلى المستشفى لتلقي الفحص والعلاج.
ما هي أهم النصائح للتغلب على التهاب الدماغ الياباني؟
ما هي أهم النصائح للتغلب على التهاب الدماغ الياباني؟
في الوقت الحالي، لا يوجد دواء علاجي محدد لالتهاب الدماغ الياباني، وعلاج الأعراض هو الشيء الرئيسي في مثل هذه الأوقات، لذلك فمن الضروري اكتشاف هذه الحالة المرضية وعلاجها في الوقت المناسب.
للوقاية من هذا المرض، فمن الضروري أن يتم إعطاء الأطفال بشكل استباقي التطعيم الكامل وفي الموعد المحدد لجميع حقن التهاب الدماغ الياباني، لأن هذه اللقاحات هي أهم إجراء وقائي وأكثر فاعلية لحماية الأفراد والمجتمعات من الأوبئة الخطيرة.
إلى جانب هذا، فمن الضروري أن يتم العمل على تجنب لدغات البعوض عن طريق القضاء على البرك الراكدة حول المناطق السكنية والناموسيات وما إلى ذلك.
إلى جانب، أهمية الحفاظ على النظافة العامة والبيئة المعيشة السليمة حيث يجب اتخاذ تدابير استباقية لقتل البعوض والخنافس، والعمل على تنظيف حظائر الماشية من قبل المختصين حتى لا يكون للبعوض مأوى، وإذا أمكن الأمر فيجب نقل حظائر الماشية بعيدا عن المنزل.