في فترة ماقبل الدورة الشهرية ينتاب المرأة الكثير من الوجع والآلام الذي تصيب جميع أجزاء الجسم، وتترجم في صورة تشنجات شديدة حتى قد يمتد الأمر ليصل إلى الاسنان التي يحدث بها الآلام، ولكن إذا قمنا بالتركيز قليلا سوف نفهم أن الاسنان ليست هي المسببة لهذا الألم، فالسبب الأساسي لذلك هو حدوث آلام في اللثة والذي يعرف بمسمى التهاب اللثة الحيض الذي سوف نقوم اليوم بالتعرف عليه بمزيد من التفصيل والمعلومات.
ما هو التهاب اللثة الحيضي؟
تعتبر اللثة هي الأنسجة الرخوة حول الأسنان التي عادة ما يحدث بها الكثير من الإلتهابات، وتعتبر شكلا من أشكال أمراض اللثة في مراحلها المبكرة، وهذا بسبب تواجد كميات زائدة من البلاك التي يتم تكونها على الأسنان فالجدير بالذكر أن عوامل خطر الإصابة بالتهاب اللثة قد تشمل العديد من الأسباب المتمثلة في سوء نظافة الفم، والتاريخ العائلي للإصابة بالتهاب اللثة، والتدخين، وداء السكري.
أما بالنسبة لإلتهاب اللثة الحيضي فهو التهاب لا ينتج بالضرورة بسبب سوء نظافة الفم ولكنه مرتبط إرتباطا كبيرا بالهرمونات الجنسية الأنثوية التي يحدث بها الكثير من الخلل قبل وأثناء فترة الدورة الشهرية حيث تشير العديد من الأبحاث إلى أن التهاب اللثة أثناء الحيض من المرجح أن يبدأ في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية ويزول بمجرد بدء الحيض.
ما هي أسباب حدوث إلتهاب اللثة الحيضي؟
تعتبر العلاقة بين الدورة الشهرية واللثة تنطوي على التغيرات الهرمونية حيث يمكن أن تؤدي الزيادة في هرموني الإستروجين، والبروجسترون التي تحدث قبل فترات الدورة الشهرية مباشرة إلى زيادة تدفق الدم إلى اللثة، مما يجعلها أكثر حساسية للبلاك، والبكتيريا.
يجب العلم أن حتى الكميات الصغيرة من البلاك يمكن أن تسبب حدوث تهيج في اللثة عند حدوث هذه التغيرات الهرمونية، حيث يظهر ذلك من خلال ظهور الإلتهابات والإحمرار والتورم والنظيف بشكل متكرر، خاصة مع تنظيف الأسنان بالفرشاة أوالخيط.
ومع ذلك، فيجب الإطمئنان، وعدم القلق لأن هذه التغيرات الهرمونية المتمثلة في ارتفاع في مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون تعتبر قصيرة ومؤقتة، فهذه المرحلة تسمى بـ “المرحلة الصفراء”، والتي تحدث عادة بعد الإباضة وقبل 14 يوما من بدء الحيض.
الجدير بالذكر أن هذه الهرمونات تحدث لها إنخفاض مباشرة مع بدء الحيض حيث عادة ما تصل أعراض التهاب اللثة الحيضي إلى ذروتها في فترة ماقبل الدورة الشهرية، وتصبح محدودة خلال الفترة ذاتها.
إقرأ أيضا: معجون الاسنان المبيض وتأثيره على الفم
ما هي أعراض التهاب اللثة الحيضي؟
تعتبر أعراض التهاب اللثة الحيضي هي نفس أعراض التهاب اللثة الذي لا يرتبط بالحيض، فبدءا من الفترة الزمنية التل تتراوح من أسبوعين قبل الدورة الشهرية، قد تلاحظ المرأة ظهور اللثة في لون أحمر زاهي ومتورم، حيث قد يمتد الأمر للنزيف الذي يحدث بدون ألم لدى بعض النساء.
قد تشعرين عزيزتي في هذه الأوقات بعدم الارتياح عند القيام بتنظيف أسنانك بالفرشاة والخيط ، وبرغم ذلك يجب دائما الحفاظ على روتين يومي ثابت لنظافة الفم، حيث يمكن أن يساعد هذا في تقليل الالتهاب والنزيف وأيضا منع الإصابة بأمراض اللثة الأكثر خطورة.
متى تتم زيارة الطبيب المختص؟
عادة ما تكون أعراض التهاب اللثة غير شديدة وستختفي بعد إنقضاء فترة الحيض، ولكن من الأفضل القيام بإستشارة الطبيب المختص والتعرف على أهم الطرق التي تلعب دورا هاما في علاج هذه الإلتهابات والتورمات.
إذا استمرت الأعراض في التطور والتدهور أو حدثت أيضا في فترة ما بعد الحيض، فقد تكون هذا علامة على حالة لثة أكثر خطورة أو التهابات شديدة لا علاقة لها بالهرمونات حيث يمكن لطبيب الأسنان معرفة سبب حدوث هذه الأعراض عند الكشف مبكرا، وهذا لكي يتم إدارة الالتهابات بالعلاجات المناسبة، وتجنب الإصابة بالمزيد من المضاعفات.
إقرأ أيضا: 6 وصفات منزلية لتنظيف الجير من الأسنان
ما هي كيفية تشخيص إلتهابات اللثة؟
عند القيام بتشخيص التهاب اللثة، سيقوم الطبيب المختص بالعمل على فحص جميع الأنسجة الرخوة حول الأسنان بحثا عن علامات الالتهاب مثل الاحمرار، والتورم، أو النزيف بشكل مفرط أثناء تنظيف الفم، إلى جانب هذا فقد يقوم بقياس المساحة حول الأسنان واللثة لتقييم مدى انتشار أي مرض في داخل اللثة.
يجب الإنتباه أنه إذا ظهرت هذه الأعراض فقط في الأسبوع أو الأسبوعين قبل فترة الحيض لدى سيدة لديها تاريخ آمن من اللثة الصحية ونظافة الفم الجيدة ، فمن المحتمل أن يكون هذا ما يسمى بـ “التهاب اللثة الحيضي” مما يجعل الطبيب استبعاد حدوث أنواع أخرى من إلتهابات اللثة.
كيف يتم التعامل مع إلتهاب اللثة الحيضي؟
بمجرد بدء التهاب اللثة الحيضي، يجب أن تزول الأعراض بسرعة بمجرد بدء فترة الحيض حيث يجب عليكي سيدني في غضون ذلك الفترة الإستمرار في روتين تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط كل يوم، لان ذلك يمكن أن يساعد في الحفاظ على نظافة الفم في تقليل تراكم البلاك، والبكتيريا وقد يساعد أيضا في منع الالتهاب أو العدوى.
كيف تتم الوقاية من إلتهاب اللثة الحيضي؟
لا توجد طريقة مؤكدة للعمل على منع حدوث الإصابة بـ “التهاب اللثة الحيضي”، ولكن على غرار الوقاية من هذه الأمراض قد يساعد تنظيف اللثة، والأسنان بانتظام على منع تراكم البلاك والبكتيريا حيث يجب ممارسة هذه العادات الصحية ليست فقط قبل الدورة الشهرية، ولكن بشكل دائم وهذا للعمل على تقليل أي إصابات في الفم، والحفاظ على صحة اللثة.
يساعد تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميا باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، بانتظام بعد الوجبات في الحفاظ على صحة الفم، وتقليل تراكم البلاك إلى جانب هذا فمن الممكن القيام بإضافة غسول الفم كخطوة إضافية لإزالة البلاك المتبقي وبقايا الطعام.
من الممكن أن يساعد إجراء عمليات التنظيف المهنية الروتينية من قبل طبيب الأسنان المختص مرة واحدة على الأقل في السنة، جنبا إلى جنب مع روتين العناية بالفم في المنزل، في تقليل حدوث التهاب اللثة الحيضي على المدى الطويل.