يعد أمر إصابة الأطفال باللحمية من الامور المرضية الشائعة التي تصيب عدد كبير منهم حيث من الممكن أن تسبب آثارا خطيرة على صحتهم، ويكون هذا على المدى الطويل ومن هنا يؤدي هذا الأمر إلى حدوث مضاعفات خطيرة إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه بشكل فوري. لذا فقد قررنا اليوم أن نقوم من خلال صحة المرأة بالتعرف على مشكلة إلتهاب اللحمية بمزيد من التوضيح مع ذكر أهم طرق الوقاية منها بشكل عام.
ماذا نعني بـ إلتهاب اللحمية؟
اللحمية هي عبارة عن كتلة من الأنسجة الرخوة التي تلعب دور هام كمنظم لخلايا الدم البيضاء (الخلايا الليمفاوية) الموجودة في الجدار الخلفي للبلعوم الأنفي، حيث تتواجد بسمك حوالي 4-5 مم وتعمل كغشاء يقوم بتدعيم الجسم نحو إزالة البكتيريا والشوائب المتواجدة في الهواء قبل دخول الرئتين.
في الغالب، لن يعيق سُمك اللحمية مجرى الهواء. ولكن عندما تقوم البكتيريا بالتواجد في الهواء الذي يمر على اللحمية بصورة كبيرة مما يجعل هذا الامر مقاومة الجسم ليست قوية بما يكفي للمقاومة، فيمكن من هنا أن يتسبب ذلك في حدوث إلتهاب اللحمية حيث تصبح كتلة متضخمة، مما يتداخل هذا مع عملية التنفس بطريقة مرضية.
يجب العلم أن هذه المشكلة الصحية عادة ما تزدهر عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 7 سنوات ويحدث لها تدهور تدريجيا مع نضوج الطفل.
ما هي الأعراض التي تسببها إلتهاب اللحمية عند الأطفال الصغار؟
غالبا ما تشبه الأعراض الأولية عند الإصابة بإلتهاب اللحمية العديد من أعراض أمراض الجهاز التنفسي الشائعة مثل:
- ارتفاع في درجة الحرارة من 40 إلى 41 درجة مئوية.
- احتقان الأنف والحاجة المتكررة للتنفس عن طريق الفم.
- صعوبة كبيرة في البلع.
- صعوبة في التحدث ونطق الحروف بشكل صحيح.
- النزيف الأنفي المتكرر.
- التهاب الحلق الدوري.
- الرائحة الكريهة للفم.
- اضطرابات النوم.
ما هي أهم المشاكل الصحية المترتبة على إصابة الأطفال بـ إلتهاب اللحمية؟
يجب العلم أن مشكلة إلتهاب اللحمية عادة ما يحدث لها تكرار عدة مرات مما يؤدي ذلك إلى تدهور الحالة الصحية للطفل مع مرور الوقت. لذا يجب العمل وبكل دراية على إكتشاف هذه المشكلة بشكل مبكر لتجنب حدوث المضاعفات الصحية الخطيرة التي قد تتمثل فيما يلي:
أولا: التوقف عن التنفس أثناء النوم
تعمل اللحمية الملتهبة على سد الجدار الخلفي الموسع لفتحة الأنف، مما يتسبب ذلك في توقف الطفل عن التنفس لبضع ثوان أثناء النوم، ومن ثم يقلل هذا من مستويات الأكسجين في الدم. فالجدير بالذكر أنه مع مرور الوقت، قد يؤثر ذلك بشكل مزعج على الساعات البيولوجية للطفل بسبب انقطاع النفس الذي يوقظه عدة مرات في الليل ويترتب عليه قيامه بالنوم خلال فترات النهار كثيرا.
علاوة على ذلك، فإن قيام الطفل بإتباع نطام التنفس عن طريق الفم بسبب عدم القدرة على التنفس من خلال الأنف لسنوات عديدة سوف يؤدي إلى حدوث نمو عظام الفك مما يترتب على ذلك إصابة الوجه ببعض الاشكال غير الطبيعية مثل تضخم الذقن أو الأضراس غير المستوية.
إلى جانب ما سبق ذكره فمن الوارد أن تسبب تفاقم هذه المشكلة الصحية حدوث بعض المضاعفات الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الرئوية (ارتفاع ضغط الدم الرئوي) وأمراض القلب الخطيرة بسبب نقص مرور الأكسجين على المدى الطويل.
ثانيا: التهاب الأذن الوسطى (عدوى الأذن)
تعد الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى أحد أهم المضاعفات الشائعة عندما يصاب الأطفال بإلتهاب اللحمية أو الثآليل البلعومية الأنفية. فالجدير بالذكر ان هذه الحالة تحدث بسبب تراكم السوائل في الجزء الخلفي من تجويف الأنف ومن ثم انسداد فتحة التهوية في الأذن الوسطى. في العموم يجب الإنتباه حيال هذا الأمر لأنه إذا حدثت العدوى بشكل مستمر ولم يتم علاجها من الأساس، فسوف يترتب على ذلك ضعف سمع الطفل بشدة.
ثالثا: نقص حاد في التغذية السليمة
في حالة الإصابة بإلتهاب اللحمية فمن الوارد أن يتسبب ذلك في ظهور أعراض عسر البلع أو النوم غير الكافي، ومن ثم تعرض الطفل إلى فقدان الشهية ونقص شديد في العناصر الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، فإن أمر ضيق التنفس قد يتطلب أيضا أن يكافح الأطفال من أجل التنفس بشكل مستمر، مما يؤدي هذا إلى انخفاض وزنهم بشكل ملحوظ وأحيانا عدم مثالية الوزن مقارنة بالوزن الطبيعي.
المضاعفات الأكثر خطورة لنقص تلقي الطفل للمغذيات هي أنهم سيكونون بطيئين في النمو جسديا وعقليا، ودائما ما يكونون أقل نشاطا وبطئا من أقرانهم.
كيف يتم العمل على حماية اللحمية من إصابتها بالإلتهابات؟
التهاب اللحمية عند الأطفال أمر طبيعي تماما ويحدث عدة مرات في السنوات الأولى من حياة الطفل. ولكن لكي لا تتطور هذه الحالة المرضية وتؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة، فيمكن للوالدين اتخاذ الاحتياطات التالية:
1) إستخدم جهاز تنقية الهواء بشكل يومي إن أمكن لدعم تنظيم الغدد الليمفاوية في البلعوم الأنفي التي تقوم بتصفية البكتيريا والشوائب الواردة من الهواء الملوث.
2) يجب المحافظة على مساحة المعيشة نظيفة ومرتبة دائما للتقليل من البكتيريا المسببة للحساسية أو الفيروسات والالتهابات المتواجدة في الهواء.
3) إعطاء الأطفال كمية كافية من المغذيات من خلال الوجبات اليومية وهذا للعمل على تعزيز المقاومة لديهم، والحد من البكتيريا التي تهاجم المناعة على نطاق واسع.
4) عند نوم الطفل يجب أن ينام على جانبه مع العمل على وضع مرطبا في الغرفة لجعل الهواء أكثر رطوبة ولكي يساعده على النوم بشكل أفضل ويقلل من الاضطرابات الوارد حدوثها.
5) تشجيع الأطفال على الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية، ويفضل إيقاف تشغيل هذه الأجهزة قبل ساعة أو ساعتين من وقت الذهاب على الفراش وهذا لتحسين نوعية النوم ومساعدتهم على الخلود لفترة أطول وأعمق. في الوقت نفسه، يساعد هذا الإجراء أيضا على تقوية مقاومة الطفل ومناعته بصورة كبيرة.
6) يجب توجيه الطفل نحو غسل اليدين بعد أي نشاط يقوم به، والمحافظة دائما على النظافة البدنية والابتعاد عن الأشخاص المرضى إلى أقصى حد ممكن.
7) من الهام أن نحافظ على دفء الطفل خلال فترة المواسم الانتقالية لتجنب الإصابة بنزلات البرد المتكررة أو التهاب الحلق، مما يتسبب هذا في حدوث إلتهاب اللحمية.