التهاب طبلة الأذن المنتفخة يعد أحد أهم أشكال الالتهابات التي تحدث في الأذن ويتسبب في تكوين بثور صغيرة على الطبلة. فالجدير بالذكر أن هذا النوع من الالتهاب يأتي على عكس الأشكال الأخرى حيث لا يسبب أي حالة من تراكم السوائل أو القيح خلف طبلة الأذن، ولكنه يؤدي إلى الشعور بالكثير من الآلام الشديدة في هذه المنطقة. لذلك سنتعرف اليوم من خلال سطورنا التالية علي ما هي أسباب حدوث الإصابة بـ إلتهاب طبلة الأذن المنتفخة؟ وكيف نستطيع أن نقوم بإكتشاف هذه المشكلة وأهم طرق العلاج الفعالة للتعامل الصحي مع هذا الامر.
ما هي أعراض الإصابة بـ التهاب طبلة الأذن المنتفخة؟
عند حدوث الإصابة بهذا النوع من الالتهاب فيجب العلم أن أعراضه تتشابه بصورة كبيرة مع أمراض والتهابات الأذن الأخرى حيث تشمل ما يلي:
- ألم شديد في الأذن حيث يأتي دائما بشكل مفاجئ ويستمر من 24 إلى 48 ساعة.
- ضعف السمع في الأذن الملتهبة، ولكن يجب الإطمئنان إلى حد ما لأنه عادة ما يتم استعادة السمع بعد علاج هذا الإلتهاب.
- الحمى وإرتفاع درجة الحرارة.
- يعد ظهور بعض الإفرازات التي تنتج من الأذن من أهم النتائج المترتبة على تمزق البثور في الأذن. فيجب العلم أن التهاب طبلة الأذن المنتفخة بوجه عام لا يسبب تراكم السوائل أو القيح.
- ينصح بضرورة الإنتباه إلى أنه من الوارد أن تعاني الأذن من عدة أنواع من الإلتهابات في نفس الوقت وهذا ما يؤدي إلى ظهور الإفرازات.
- الشعور بالإمتلاء في الأذنين.
- الإنزعاج وعدم الراحة نتيجة ما يتم التعرض له من آلام.
- لمس الأذنين و سحبهما بشكل متكرر حيث تحدث هذه الحالة عادة عند الأطفال الصغار الذين لا يستطيعون الكلام بعد.
ما هي أسباب حدوث الإصابة بالتهاب طبلة الأذن المنتفخة؟
عادة ما يحدث التهاب طبلة الأذن المنتفخة بسبب التعرض لبعض أنواع من البكتيريا أو الفيروسات المختلفة. فالجدير بالذكر أن هذه الأنواع تسبب العديد من الامراض الأخرى المتمثلة في الأنفلونزا ونزلات البرد والتهاب الحلق.
فعلى سبيل المثال تحدث الإصابة بالتهاب طبلة الأذن المختلفة في كثير من الأوقات نتيجة التعرض للبكتيريا العقدية الرئوية التي تسبب في كثير من الأوقات التهاب الحلق العقدي.
ما هي عوامل خطر الإصابة بهذا المرض؟
عادة ما يصيب التهاب طبلة الأذن المنتفخة بعض الأفراد الذين تعرضو مؤخرا أو مازلو يعانون من عدوى في الجهاز التنفسي العلوي، مثل الأنفلونزا أو البرد. فالجدير بالذكر أن هذه الالتهابات يمكن أن تؤثر على عمل أنابيب استاكيوس أو تتداخل مع تصريف السوائل في الأذن حيث تنتقل البكتيريا أو الفيروسات الموجودة في السائل المتراكم إلى الأذن وتسبب الالتهاب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص المصابين بالتهاب الأذن الوسطى هم أيضا أكثر عرضة للإصابة بالتهاب طبلة الأذن المنتفخة، وهذا لأن كلا المرضين ناجمان عن نفس الفيروس أو العدوى البكتيرية. إلى جانب ذلك يجب العلم أن الأطفال هم أكثر عرضة للتعرض لهذا الخطر من البالغين ، خاصة عندما يبدأون في المرحلة التعليمية.
كيف يتم العمل على تشخيص التهاب طبلة الأذن المنتفخة؟
في الحالات التي يسبب فيها هذا النوع من الإلتهاب عرضا واحدا فقط وهو وجع الأذن فمن الممكن أن نقوم بمراقبة الحالة الصحية للمصاب في المنزل وهذا لفترة زمنية تتراوح من يوم إلى يومين لمعرفة ما إذا كان الألم قد هدأ إلى حد ما أم لا.
بالنسبة للبالغين إذا إشتدت درجة الألم وأصبحت الحالة الصحية مصحوبة بالحمى أو وجد المريض صعوبة شديدة في السمع أو حدث نزيف للأذن فيجب على الفور القيام بزيارة الطبيب لكي يعمل على تشخيص الحالة الصحية بشكل دقيق. أما بالنسبة للأطفال المصابين فيجب عند ظهور أي علامة مرضية أو آلام في الأذن القيام بإصطحابهم إلى الطبيب في أقرب وقت ممكن ، خاصة إذا كان لديهم تاريخ مرضي مسبق من التهابات الأذن.
بوجه عام أثناء خضوع المريض لفحص الطبيب، فسوف يقوم بطرح بعض الاسئلة التي يرغب بها التعرف على أهم الأعراض التي يشعر بها المريض وما هي مدتها الزمنية ثم يستخدم الطبيب بعد ذلك منظار الأذن للقيام بعملية الفحص من الداخل حيث تساعد هذه الأداة إلى النظر إلى الداخل، ومراقبة علامات العدوى.
عند إصابة الأذن بالالتهابات فسوف يقوم الطبيب بالعمل على تحديد ما إذا كانت طبلة الأذن منتفخة أم لا. ففي حالة التأكد من هذا، فقد يرى الطبيب أيضا بثورا على طبلة الأذن مما يجعله هذا الأمر يقوم بتوجيه المريض نحو ضرورة إجراء اختبار سمع أساسي لتقييم حدوث فقدان السمع الناجم عن العدوى أم لا.
كيف يتم علاج التهاب طبلة الأذن المنتفخة؟
من أهم الأدوية التي يشيع استخدامها لعلاج هذا النوع من الالتهابات هو القيام بإستخدام مسكنات الألم المتاحة والمضادات الحيوية التي يتم تناولها عن طريق الفم أو قطرات الأذن حيث يتم ذلك من خلال الطبيب المعالج اعتمادا على بيانات الشخص المريض من تاريخه المرضي ومرحلته العمرية.
يجب العلم أنه عادة ما تتحسن أعراض أمراض الأذن في غضون يومين من بعد تناول الأدوية ولكن في حالة عدم حدوث أي تحسن فسوف يلجأ الطبيب في حالتنا اليوم إلى العمل على تفتيت البثور الموجودة على طبلة الأذن حتى يتم تصريفها. فالجدير بالذكر أن هذا لا يساعد في علاج التهاب طبلة الأذن بصورة تامة، ولكنه سيساعد في تخفيف الألم أثناء تناول المضادات الحيوية المعالجة.
هل يؤدي هذا النوع من المرض إلى حدوث أي مضاعفات خطيرة؟
يمكن أن يؤدي التهاب طبلة الأذن المنتفخ إلى حدوث الإصابة بضعف السمع، ولكن هذا العرض عادة ما يزول بعد العلاج، وفي حالات نادرة أخرى إذا لم يتم علاج هذا المرض بشكل فعال وسليم فمن الممكن أن تنتشر البكتيريا أو الفيروسات إلى منطقة العظام حول الأذن، مما يؤدي هذا إلى حدوث الصمم أو التهاب السحايا.
ما هي أهم التدابير الوقائية لتجنب الإصابة بالتهاب طبلة الأذن المنتفخة
كما قمنا من قبل بذكر أن أنواع البكتيريا والفيروسات التي تسبب التهاب طبلة الأذن المنتفخ من الممكن أيضا أن تؤدي إلى حدوث الإصابة بنزلات البرد، والتهابات الجهاز التنفسي، والتهابات الأذن الأخرى حيث أن هذا المرض في حد ذاته غير مُعدي.
ولكن يجب معرفة أن العوامل المسببة لحدوثه معدية لذلك فإن أفضل طريقة للوقاية من هذا المرض هو العمل على اتخاذ تدابير وقائية ضد نزلات البرد والأنفلونزا أو غيرها من الأمراض الأخرى.
في العموم يمكننا القيام بمنع حدوث التهاب طبلة الأذن المنتفخة عن طريق إتباع بعض الطرق التالية:
- العمل دائما على تجنب الاتصال بالأشخاص الذين يعانون من نزلات البرد أو الأمراض المعدية الأخرى
- القيام بغسل اليدين كثيرا وبشكل صحيح
- تجنب تلمس العينين والأنف والفم قدر الإمكان
- الحصول على قسط كاف من النوم.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- ممارسة الرياضة بانتظام لبناء المقاومة الجسمانية.
- تنظيف المنزل بشكل يومي، خاصة الأسطح المعرضة للمس بشكل متكرر مثل مقابض الأبواب ودرابزين الدرج.
في النهاية وجب التاكيد على انه من الممكن أن يسبب التهاب طبلة الأذن المنتفخة الشعور بالآلام الشديدة في منطقة الاذن، ولكن الأعراض عادة ما تختفي في غضون أيام قليلة بعد العلاج. إلى جانب ذلك فيعد هذا النوع من التهاب الأذن ليس معديا ونادرا ما يسبب مضاعفات طويلة الأجل، ولكن يجب علينا ان نقوم بمراقبته أعراضه بإستمرار والعمل على علاجه في أقرب وقت ممكن.