يعتبر الجهاز المناعي عند الأطفال من أهم الأجهزة في جسم الإنسان، حيث أن له دور كبير في حماية الطفل من الأمراض وجميع أنواع العدوى المختلفة. فيجب العلم أن هذا الجهاز يتطور تدريجيا من خلال المراحل المختلفة لنمو الطفل حيث أن قدرته على مواجهة الأمراض تزداد تباعا مع تقدمه في العمر إلى جانب العمل على تقويته بكل الطرق الصحية السليمة. لذا قررنا اليوم أن نتحدث بمزيد من التفصيل عند الجهاز المناعي عند الأطفال وكيف نساعدة لكي يصبح قوي مقاوم لأغلب الأمراض.
الجهاز المناعي عند الأطفال
الجهاز المناعي عند الأطفال
يعتبر الجهاز المناعي عند الأطفال ضعيفاً عند الولادة، حيث أنه في هذه الاوقات يكون قد اكتسب بعض المناعة من الأم خلال الحياة الجنينية. ولكنه بشكل عام يصبح غير قادر على محاربة الأمراض بفعالية حتى يصل إلى مرحلة عمرية معينة.
في الأشهر الأولى من الحياة، يعتمد الجهاز المناعي بشكل أساسي على الحماية الفطرية التي يتمتع بها الطفل، مثل البشرة والغشاء المخاطي والأنسجة الموجودة في الجسم. إلى جانب أن الجسم يبدأ بانتاج الأجسام المضادة الطبيعية التي تساعد في القضاء على العدوى المسببة للأمراض حيث يتم تعزيز هذه الحماية عن طريق الرضاعة الطبيعية بسبب إحتواء حليب الأم على العديد من الأجسام المضادة التي تحارب الجراثيم وتقوي جهاز المناعة عند الطفل.
تتطور القدرة المناعية لدى الأطفال التي تتجلى في محاربة الأمراض تدريجيا ومع مرور الوقت، حيث يتعلم الجسم كيفية التعامل مع الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض ومن هنا تحدث تكوين استجابة مناعية.
المكونات الرئيسية للجهاز المناعي عند الأطفال
المكونات الرئيسية للجهاز المناعي عند الأطفال
عند حديثنا عن النظام المناعي للأطفال فمن الهام معرفة أنه يتكون بشكل أساسي من الخلايا والأعضاء والأجسام المضادة. الجدير بالذكر أن كل من هذه المكونات تساهم في تكوين جهاز مناعي قوي يحمي الطفل من الأمراض.
ترتبط خلايا الجهاز المناعي مع أنسجة مختلفة في الجسم مثل الجلد والأغشية المخاطية واللمفاويات، وتساعد في حماية الطفل من العدوى عن طريق التعامل مباشرة مع الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض. أما بخصوص الأجسام المضادة التي تتكون من بروتينات صغيرة تنتجها خلايا الجهاز المناعي، فإنها تعمل على محاربة البكتيريا والفيروسات والمواد الأخرى الغريبة على جسم الطفل.
يجب العلم أن الأجسام المضادة تلعب دورا حاسماً في تحسين الجهاز المناعي عند الأطفال وحماية الجسم من جميع أنواع الأمراض والعدوى.
الجهاز المناعي للطفل والتطعيمات
الجهاز المناعي للطفل والتطعيمات
بالتزامن مع تطور الجهاز المناعي لدى الطفل، فإنه يصبح جاهزا لتلقي اللقاحات المختلفة التي تساعد في تقوية هذا الجهاز وحمايته من الأمراض المعدية قدر الإمكان. فمن الهام معرفة أن أمر تلقي التطعيمات واللقاحات يعتبر جزءا هاما من الرعاية الصحية للطفل حيث أنها تعمل على تقدم درع وقائي قوي للجهاز المناعي لتحميه من الأمراض المعدية.
أهم الطرق الداعمة والمقوية للجهاز المناعي الخاص بالأطفال
يعتبر تدعيم الجهاز المناعي لدى الأطفال امرا لا بد منه للحفاظ على صحتهم ومنع إصابتهم بالأمراض المستعصية. لهذا سنقوم إليكم بسرد بعض الطرق الفعالة لتقوية جهاز المناعي لدى الأطفال والتي تتمثل في الآتي:
-
الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية
تعتبر الرضاعة الطبيعية أفضل طريقة لتعزيز جهاز المناعة لدى الأطفال الرضع. حيث يحتوي حليب الأم على العديد من الأجسام المضادة والمركبات الغذائية التي تعزز مناعتهم وتحميهم من الأمراض والعدوى، والتي تُعرف باسم الإيمونوجلوبولين “غاما-جي”، والتي تلعب دورا رئيسيا في مكافحة العدوى.
-
التغذية السليمة
التغذية السليمة
تعتبر التغذية السليمة من أهم الجوانب التي تعمل على تعزيز صحة الجهاز المناعي لدى الأطفال حيث أنه يجب ضمن النظام الغذائي للأطفال تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية، مثل اللحوم المشوية والعدس والبقوليات.
بالإضافة إلى ذلك فيجب العمل على تجنب تناول الأطعمة المصنعة والسكر المكرر والمواد المعلبة والدهون المشبعة الزائدة.
-
النشاط البدني
النشاط البدني
مع تطور المرحلة العمرية للطفل فيعتبر أمر ممارسة النشاط البدني بانتظام من أهم الطرق الفعالة التي تعمل على تقوية الجهاز المناعي لدى الأطفال. الجدير بالذكر أن النشاط البدني يساعد في تحفيز جهاز المناعة وتعزيز تدفق الدم وتحفيز الطاقة الإيجابية. في العموم ينصح بأن يقوم الأطفال بممارسة العاب الهواء الطلق مثل الركض والقفز والسباحة وركوب الدراجات على أن يتم هذا الأمر بشكل منتظم.
-
النوم الجيد
النوم الجيد
يعتبر النوم الجيد أمرا هاما لتعزيز جهاز المناعة لدى الأطفال، حيث يساهم النوم الصحيح في إعادة ترميم وتجديد خلايا الجسم وتعزيز عمل الجهاز المناعي. فوفقا للعديد من التوصيات الطبية من المختصين، فيجب أن يحصل الأطفال على فترات نوم جيد لمدة تتراوح ما بين الـ 9-12 ساعة كل ليلة، وهذا على حسب المرحلة العمرية.
-
تجنب الإجهاد
تجنب الإجهاد
يعرف الإجهاد بأنه أحد العوامل الضارة جدا على صحة الجهاز المناعي لدى الأطفال. لذا فيجب مساعدتهم على تجنب الإجهاد النفسي والجسدي، وهذا عن طريق تحديد جدول زمني مناسب للأنشطة اليومية والمدرسية والراحة، وتشجيعهم على ممارسة الهوايات والألعاب المفضلة لديهم.
-
النظافة الشخصية
النظافة الشخصية
يعد أمر الحفاظ على النظافة الشخصية من الأمور المهمة التي تعمل على تقوية جهاز المناعة لدى الأطفال حيث يجب العمل على تعليمهم غسل اليدين بانتظام بالصابون والماء الدافئ لمدة20 ثانية على الأقل. كما يجب تعزيز عادة غسل اليدين بعد الذهاب إلى المرحاض وقبل تناول الطعام وبعد أداء أي مهام ترفيهية.
في الختام يعد أمر تقديم الرعاية الصحية الوافية للطفل واتباع الإرشادات الغذائية السليمة والمعيشة الصحية وتجنب العوامل الضارة من الأمور الرئيسية التي يمكن أن تساعد في تعزيز جهاز المناعة لدى الأطفال.
إلى جانب هذا فيجب أيضا أن يكون للنظافة الشخصية والتبعات الصحية الروتينية تأثير إيجابي على صحة الأطفال ومناعتهم وقدرتهم على مقاومة العدوى والأمراض بشكل عام.