كمية ونوعية الحيوانات المنوية هي واحدة من أهم العوامل التي تحدد معدل نجاح الحمل وزيادة فرصه لدى الأزواج. لذا يجب علينا أن نكون جميعنا أناث وذكور على علم بمعدل الحيوانات المنوية اللازم لحدوث الحمل، والعوامل المحيطة التي تساهم في الحفاظ على هذه الحيوانات بصورة سليمة من عدمها. في العموم هيا مع صحة المرأة نتعرف على هذه الأمور بمزيد من التفصيل.
الظروف الصحية لتواجد الحيوانات المنوية في الرحم
يعتمد وقت عيش الحيوانات المنوية بعد عملية القذف بشكل كبير على البيئة التي يتم حدوث إنطلاقه منها، مثل بيئة السائل المنوي، أو البيئة الرطبة، أو بيئة الهواء، أو البيئة داخل الأعضاء التناسلية الأنثوية.
الجدير بالذكر أن في كل بيئة من هذه البيئات، سوف تعيش الحيوانات المنوية لفترات زمنية مختلفة، ولكن نخص هنا بالذكر أهم فترة وهي أوقات تواجد الحيوانات المنوية في داخل الأعضاء التناسلية الأنثوية حيث بداية أمر تخصيب البويضة.
عملية دخول الحيوانات المنوية إلى الرحم
عند ممارسة العلاقة الجنسية، يتم حدوث إندماج للحيوانات المنوية المنبعثة من السائل المنوي، ويتم إنتقالها إلى المهبل الأنثوي. فالجدير بالذكر أن السائل المنوي يسيل بحيث يمكن للحيوانات المنوية السباحة بسهولة في عمق المهبل والرحم.
سيستمر السائل المنوي في التسييل لعدة ساعات أخرى، فإذا لم تسبح الحيوانات المنوية من السائل المنوي، فسيتم تدمير الحيوانات المنوية بواسطة الإنزيم الموجود في هذا السائل، أما بالنسبة للحيوانات المنوية التي لا يمكنها الوصول إلى البويضة، سوف يستمر عمرها بضع ساعات فقط لا غير ويحدث لها إنتهاء.
تسبح الحيوانات المنوية السليمة من السائل المنوي وتدخل إلى أعماق المهبل حيث تعتمد المدة التي تعيشها على البيئة المحيطة لها، فيجب العلم أن الأعضاء الجنسية للمرأة دائما تتمتع ببيئة حمضية طبيعية مع مخاط، مما يساعد هذا الحيوانات المنوية على البقاء والسباحة بكل سهولة إلى البويضة.
كم من الوقت تعيش الحيوانات المنوية في داخل الرحم؟
في ظل هذه البيئة المثالية، يمكن للحيوانات المنوية أن تعيش في الرحم لمدة تتراوح من 5 إلى 6 أيام من بعد عملية الجماع. ومع ذلك، إذا كانت البيئة المهبلية لدى النساء ذات حموضة عالية أو مخاط قليل، فإن متوسط العمر المتوقع للحيوانات المنوية ينخفض أيضا وتموت معظم الحيوانات في داخل عنق الرحم بعد مرور 24-48 ساعة، وقبل الوصول إلى منطقة تجويف الرحم.
كم عدد الحيوانات المنوية اللازمة لحدوث لحمل؟
مما واضح لدينا جميعا أن وقت بقاء وعيش الحيوانات المنوية ليس طويلا جدا، وأن رحلتهم التي تسبح إلى البويضة تواجه أيضا العديد من العقبات المتمثلة في البيئة، وكمية العناصر الغذائية المتواجدة في مخاط المهبل. ولكن أكثر ما يقلق تجاه هذا الأمر هو عدد الحيوانات المنوية اللازمة، والمناسبة لحدوث الحمل.
يجب العلم أن الأمر لا يتطلب سوى عدد محدود من الحيوانات المنوية الباقية على قيد الحياة لكي تحدث عملية تخصيب البويضة، وهذا للحمل بصورة طبيعية ناجحة. في العموم تعد رحلة الحيوانات المنوية من خصيتي الرجل إلى رحم المرأة طويلة وشاقة، فبعد عملية القذف، يسبح الحيوان المنوي الذي يبلغ قياسه 0.005 مم فقط أكثر من 152 مم من قاعدة عنق الرحم إلى البويضة للتخصيب والحقيقة التي يجب التأكيد عليها هي أنه ليس كل منوي قويا بما يكفي لإكمال هذه المهمة الصعبة.
كم عدد الحيوانات المنوية التي يمكن أن ينتجها الرجال مرة واحدة؟
من خلال نظرتنا العامة على عدد الحيوانات المنوية للرجال بشكل أوضح. ففي كل ملليلتر من السائل المنوي، يتم إطلاق حوالي 40-200 مليون حيوان منوي. وخلال عملية القذف يكون هناك حوالي 1.5-5 مل من السائل المنوي.
لذا فإن كل قذف طبيعي يحتوي على ما يصل إلى 200 مليون منوي يتم إيداعه بالقرب من عنق الرحم، لكن عدد 100 منوي فقط هو من يقوم بالدخول إلى الرحم. لذلك، فمن المهم أن يكون لدى الرجل عدد صحي من من هذه الحيوانات لحدوث الحمل حتي لو تم هذا عن طريق الحد الأدنى منه.
على وجه العموم، يعد إجمالي عدد الحيوانات المنوية ليس هو العامل الوحيد الذي يحدد القدرة على الحمل، فمن الحيوانات المنوية التي يتم إطلاقها أثناء عملية القذف، يجب أن يكون 58٪ على الأقل من هذه الحيوانات على قيد الحياة، ونسبة 32٪ على الأقل قادرة على التحرك لمدة 1 ساعة على الأقل بعد القذف، وهذا للحصول على أفضل معدل حمل.
هل يمكن لعدد قليل من الحيوانات المنوية أن يتمم عملية الإخصاب؟
بالإضافة إلى أهمية كمية الحيوانات المنوية في إتمام عملية الحمل، فإن جودتها تعد أمر مهم بنفس القدر. فكلما كانت الحيوانات المنوية أكثر صحة، زادت احتمالية الحمل، والعكس صحيح، أما إذا كانت الحيوانات المنوية ذو حالة ضعيفة، وهناك عدد قليل منها ، فسوف تكون نسبة الحيوانات المنوية التي تصل إلى البويضة منخفضة جدا ومن هنا تقل فرص حدوث الحمل.
يجب العلم أنه إذا أنتج الرجل أقل من 15 مليون حيوان منوي لكل ملليلتر من السائل المنوي أو أقل من 39 مليون حيوان منوي لكل قذف، فسوف يتم اعتبار عدد الحيوانات المنوية في هذه الحالة منخفضا جدا.
ومع ذلك، فإن انخفاض عدد الحيوانات المنوية لا يعني ضعف الحيوانات المنوية لأنه يعتمد على العديد من العوامل الأخرى. لذلك، للحصول على المعلومات الأكثر دقة، يجب على الرجال إجراء اختبار السائل المنوي لمعرفة معايير الحيوانات المنوية من حيث الكمية، والحركة، والكثافة، والحد الأدنى من معدل البقاء على قيد الحياة.
لهذا يمكننا التأكيد على أنه إذا كانت الحيوانات المنوية ذو عدد قليل ولكن ذو جودة عالية وحالة سليمة فيمكن أن يحدث لها إلتقاء بالبويضة ويحدث الحمل، ولكن يجب العلم أن هذا الأمر لن يكون ذو نسب مرتفعة أي يبدو الأمر صعب إلى حد ما.
أهم العوامل التي تعمل على تحسين جودة وصحة الحيوانات المنوية
- الحفاظ على وزن صحي سليم حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن زيادة مؤشر كتلة الجسم (BMI) سيؤثر بشكل مباشر على انخفاض عدد الحيوانات المنوية وسرعة حركتها.
- اتباع نظام غذائي صحي وهذا من خلال تناول الكثير من الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة للمساعدة في تحسين صحة الحيوانات المنوية.
- العمل على تجنب الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا مثل الكلاميديا والسيلان حيث يمكن أن تسبب العقم عند الرجال، ولكن إذا حدثت الإصابة بالفعل يجب العمل على علاجها بشكل صحي وعلى أيدي المختصين ويكون هذا بشكل سريع وفوري.
- تقليل التوتر والإجهاد حيث ي}ثر هذا الأمر على الصحة الجنسية ويتداخل مع الهرمونات اللازمة لإنتاج الحيوانات المنوية.
- يمكن أن يزيد النشاط البدني المعتدل من مستويات الإنزيمات القوية المضادة للأكسدة، والتي بدورها تساعد على حماية الحيوانات المنوية، وزيادة جودتها وكفاءتها.
- البعد عن سلوك التدخين السيء والضار بالصحة لأنه يعمل على خفض جودة الحيوانات المنوية.
- تجنب استخدام مواد التشحيم أثناء ممارسة العلاقة الجنسية لأن آثار هذه المنتجات يعد سلبي على حركة الحيوانات المنوية.
- يجب التواصل مع الطبيب المختص بشأن تناول الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للأندروجين التي تسبب العديد من المشاكل لخصوبة الرجال.
- تجنب التعرض للمبيدات الحشرية، والرصاص، والسموم الأخرى التي تؤثر على عدد الحيوانات المنوية وجودتها.
- من الهام الحفاظ على استقرار درجة حرارة كيس الصفن حيث يمكن أن تتداخل زيادة درجة حرارة مع إنتاج الحيوانات المنوية.
- يعد العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي للسرطان من الأمور السلبية التي لديها القدرة على تقليل إنتاج الحيوانات المنوية والتسبب في العقم الدائم للرجال. لذا فيجب عدم اللجوء إليها إلا في حالة نفاذ كل فرص العلاج الأخرى مع تمني الشفاء لجميع مصابي الأورام السرطانية.