مع التقدم في العمر وهذا هو السيناريو المحكم الذي لا جدال فيه لنا جميعا، فمن الوارد أن تحدث المعاناة من بعض أعراض مرض الخرف، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يبدو واضحا من خلال الخلل الذي يبدو ظاهرا في القيام بالأنشطة المعرفية وعدم التركيز نحو العديد من الأمور والكثير من الأعراض المزعجة الخالقة للكثير من مشاعر عدم الراحة وسوء الحالة النفسية للمريض. لهذا الأمر سنتعرف الآن بشكل توضيحي أكثر على الأعراض الظاهرة لمرض الخرف، وما هي أهم طرق الوقاية الفعالة تجاه هذا الأمر؟
ما هي أعراض المعاناة من الخرف؟
عند حدوث المعاناة من الخرف، فمن الهام معرفة أن هذه الحالة المرضية لها عدة أعراض شائعة والتي من الوارد أن تتمثل في النسيان، والتواريخ غير الواضحة، والضياع في الأماكن المألوفة وخاصة في المراحل الأولى.
الجدير بالذكر أنه غالبا ما يتجاهل الكثير من الناس المراحل المبكرة من هذا المرض بسبب أعراضة الغير واضحة حيث يتم الخلط بينه وبين الأعراض الطبيعية للنسيان مثل نسيان النساء بعد الولادة بسبب نقص الحديد، تدهور الذاكرة في الشيخوخة، فمن الهام معرفة أن الإجتهادات الذاتية في مثل هذه الأمور تعد من السلوكيات الخاطئة التي تفقد المريض فرص العلاج والشفاء بشكل صحي وسليم.
مع تقدم الخرف إلى المرحلة المتوسطة، تصبح العلامات والأعراض أكثر وضوحا حيث تبدو ظاهرة من خلال عدم القدرة على تذكر الأحداث القريبة أو أسماء الأشخاص، وتكرار السؤال أكثر من مره، والضياع في المنزل، وصعوبة التواصل، والحاجة إلى دعم الآخرين في الاعتناء بأنفسهم وعند التجول والذهاب إلى الخارج.
أما عندما تتطور الحالة أكثر، فسوف يعاني المريض من فقدان الذاكرة أو صعوبة التواصل أو الحاجة إلى العثور على كلمات للتواصل، بالإضافة إلى أنه غالبا ما يعاني الأشخاص المصابون بالخرف من اضطرابات بصرية ومكانية، والتي تبدو واضحة في عند خوض تجربة القيادة أو مواجهة بعض الصعوبات في المناقشة والتعامل مع المهام المعقدة والتخطيط والتنظيم؛ وصعوبات في تنسيق الوظائف الحركية إلى جانب التغيرات النفسية والشخصية.
يجب العلم أيضا أن للخرف مظاهر أخرى والتي من الوارد أن تتمثل في القلق، وجنون العظمة، وبعض من السلوكيات الغير اللائقة، والهلوسة … إلخ.
في المرحلة الأخيرة من الخرف، يعتمد المريض تقريبا بشكل كامل على عائلته لأنه غير قادر على العمل ويحتاج إلى مقدم رعاية ملازم له في أغلب الأوقات حيث تشمل الأعراض هنا اضطرابات شديدة في الذاكرة، وعدم إدراك الوقت والمكان، وصعوبة التعرف على الأقارب والأصدقاء، وصعوبة المشي، وما إلى ذلك.
هل يمكن الوقاية من الخرف؟
لا يغفل علينا في هذه اللحظة أن الخرف هو في الواقع مرض الشيخوخة الذي يرتبط بشكل مباشر بمراحل العمر المتقدمة، لذلك لا يمكن الوقاية منه تماما. ومع ذلك، فإنه عند القيام بإتباع تدابير الوقاية المبكرة، فسوف يتم الحد من المخاطر التي تترتب على هذا المرض الخطير قدر الإمكان.
الجدير بالذكر أن أفضل طرق الوقاية من مرض الخرف تتمثل فيما يلي:
1- العمل على تعزيز الإدراك العصبي من خلال ممارسة الدماغ مع بعض الألعاب مثل الكلمات المتقاطعة، والكوتشينة، وبعض ألعاب الكمبيوتر، والشطرنج، وألغاز الصور المقطوعة حيث يجب أن يكون هذا الأمر لمدة 1 ساعة / يوميا على الأقل، فالجدير بالذكر أن الأنشطة الفكرية التي تتطلب التفكير تحفز نشاط الخلايا العصبية، مما يساعد هذا الأمر على زيادة الذاكرة.
2- الإلتزام بممارسة الأنشطة البدنية والاجتماعية حيث أن لهما دور فعال في تأخير ظهور الخرف والتقليل من الأعراض المرضية. وفقا لذلك، فمن الواجب على كل فرد العمل على ممارسة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع من هذه الأنشطة والحد من الجلوس لفترة طويلة بدونها.
3- البعد تماما عن بعض الأنماط الحياتية السيئة والبغيضة مثل التدخين وشرب الكحول والبيرة، فيجب العلم أن هذه العادات تزيد من خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب والأوعية الدموية. لذلك، فإن قول لا لهذه المواد وإتخاذ قرار فوري بالبعد عنها سوف يساعد في تقليل خطر الإصابة بالخرف وتحسين الصحة.
4- السيطرة على مضاعفات الأمراض الكامنة، وتلقي العلاج الوقائي لمضاعفات بعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، فيجب العلم أنه إذا لم يتم التحكم في مثل هذه الأمور بشكل جيد، فمن الممكن أن يترتب على هذا الأمر زيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، والتي هي سبب الخرف الوعائي. لذلك، يجب على الأفراد القيام بعلاج ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسكري وارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) مبكرا إذا كان لديهم ذلك.
5- الحفاظ على نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات الخضراء والحبوب الكاملة وأحماض أوميغا 3 الدهنية ، فالجدير بالذكر أن جميع هذه العناصر يمكن أن تعزز الصحة وتقلل من خطر الإصابة بالخرف.
6- العمل على تكملة ما يكفي من الفيتامينات من خلال الأطعمة المفيدة في هذا الأمر مثل البيض والحليب والمأكولات البحرية.. إلخ.
7- ضرورة الإلتزام بالنوم مبكرا وفي موعد محدد والحصول على قسط كاف من النوم، وهذا لتقليل مخاطر الإصابة بالخرف مبكرا.