في عالم النباتات الطبيعية العشبية تتواجد العديد من الأنواع التي حبانا الله بها على هيئة هداية ربانية وهذا بسبب إحتوائها على العديد والكثير من الفوائد التي لا حصر لها، فالجدير بالذكر أن من أهم هذه الأعشاب يمكننا أن نقوم بالحديث عن نبات الخولجان الأحمر ذات المنافع الصحية العديدة وهذا ما سنتعرف عليه اليوم بشكل مفصل من خلال سطورنا القادمة.
الخولنجان الأحمر
عند الحديث عن الخولنجان الأحمر، فمن الواجب علينا معرفة أنه عبارة عن نبات عشبي معمر موطنه الرئيسي في المناطق الاستوائية بأمريكا الجنوبية ، ولكنه من الوارد أيضا أن يزرع عادة في العديد من البلدان الآسيوية والأفريقية وهذا لقيمته الغذائية والطبية.
الجدير بالذكر أن الخولنجان الأحمر هذا يستخدم في كل من المطبخ وعالم الطب، وهذا لأنه يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المهمة مثل النشويات المقاومة والألياف الغذائية والمركبات المضادة للأكسدة.
فائدة النشويات المقاومة المتواجدة في الخولنجان الأحمر
تعد جذور الخولنجان الأحمر من أهم الأجزاء ذات الفوائد البارزة، وهذا بسبب إحتوائها على نسبة عالية من النشا المقاوم المعروف بـ (RS) ، وخاصة النوع 3 RS، فعلى سبيل التوضيح تعد هذه النوعية من أحد أشكال النشا الذي لا يتكسر في الأمعاء الدقيقة ولكنه يذهب مباشرة إلى الأمعاء الغليظة حيث يتم تخميره بواسطة البكتيريا المعوية، ومن ثم تنتج عملية التخمير هذه أحماض دهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) مثل حمض البروبيونيك وحمض الزبد وجميعهم من العناصر المفيدة لصحة الأمعاء.
فيما يتعلق بالأبحاث فقد أثبتت العديد من الدراسات أن النشا الأحمر المقاوم للخولنجان لا يعمل على تحسين ميكروبيوم الأمعاء فقط، بل يمتد الأمر إلى دوره المساعد والفعال أيضا في تثبيط نمو البكتيريا المسببة للأمراض مثل الـ Escherichia-Shigella.
الجدير بالذكر أيضا أن هذا النوع من النشويات المقاومة تعزز من نمو الـ Bifidobacterium، وهي بكتيريا مفيدة للصحة، وتقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض المعوية مثل التهاب القولون، إلى جانب دورها الفعال في تقوية جهاز المناعة الكلي للجسم.
من الواجب علينا أيضا معرفة أن عنصر النشا المقاوم الموجود في جذور الخولنجان الأحمر من أهم العناصر القادرة على تنظيم مستويات السكر في الدم، مما يلعب هذا دورا فعالا في السيطرة على مرض السكري من النوع 2، فعندما لا يتم هضم النشا المقاوم على الفور، فإنه يساعد على تقليل الارتفاع المفاجئ في نسبة السكر في الدم وخاصة بعد روتين تناول الوجبات.
بالإضافة إلى ذلك، فيدعم النشا المقاوم أيضا من عملية فقدان الوزن من خلال خلق شعور بالامتلاء لفترة أطول، مما يساعد هذا الأمر على تقليل السعرات الحرارية اليومية، ومن ثم يعد هذا الأمر مفيد جدا للأشخاص الذين يرغبون في التحكم بأوزانهم أو يخضعون لطرق علاج السمنة.
إستكمالا للفوائد الرائعة التي تقدمها النشا المقاومة الموجودة في نبات الخولنجان الأحمر، فيمكننا أيضا أن نذكر أنها تساعد في تحسين الدسليبيدميا وحماية الكبد من تراكم الدهون خاصة في حالات مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
الخولجان الأحمر والأنماط العلاجية لمرض السكري
أثبتت الدراسات الحديثة إمكانية قيام الخولنجان الأحمر في علاج مرض السكري حيث يتم تنفيذ هذا عن طريق دمج هذه مع دواء الميتفورمين، وهو دواء لمرض السكري قد اثبت فاعليته في التعامل مع هذه الحالة المرضية وتحسين صحة الأمعاء وتنظيم عملية التمثيل الغذائي.
فائدة مضادات الأكسدة المتواجدة في جذور الخولنجان الأحمر
تحتوي جذر الخولنجان الأحمر أيضا على العديد من المركبات المضادة للأكسدة والتي تتمثل في الفلافونويد والبوليفينول، فالجدير بالذكر أن لهذه المضادات دورا فعالا في تكوين الجذور الحرة في الجسم، والتي تعد هي السبب الرئيسي للعديد من الأمراض المزمنة بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والشيخوخة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد المركبات المضادة للالتهابات الموجودة في الخولنجان الأحمر في تقليل الالتهابات التي من الوارد أن تصيب الجسم ، وخاصة المشاكل الالتهابية المزمنة المتعلقة بالهضم، مثل قرحة المعدة.
على صعيد الأبحاث في هذه الأمر، فقد أثبتت بعض الدراسات أن الخولنجان الأحمر يمكن أن يقلل من مؤشر قرحة المعدة ومنع إصابتها بالإلتهابات. بالإضافة إلى دورها الفعال كدواء يعمل على دعم علاج أمراض القلب والأوعية الدموية حيث يرجع هذا الأمر أساسا إلى قدرة هذه العشبة على تحسين الدورة الدموية وتقليل الكوليسترول السيئ (LDL) في الدم، ومن هنا نؤكد وبشكل رئيسي على أن عشبة الخولنجان الأحمر تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم.
في نهاية الأمر يجب علينا معرفة أن الخولنجان الأحمر من أهم المصادر الغذائية المحتواه على نسبة عالية من النشويات والتي تتراوح من 70 إلى 80 ٪ وتعد من أهم العناصر الرائعة للحفاظ على صحة الجسم وتدعيم عمل الجهاز المناعي وكفاءة الكثير من الأجهزة البدنية.