تحدث الإصابة بمرض السعال الديكي عند التعرض لعدوى تنفسية من النوع الحاد والتي على الأغلب تصيب الأطفال الصغار، وتبدو واضحة في تعرض أجسامهم لحمى منخفضة الدرجة، مع زيادة المعاناة من التهاب الجهاز التنفسي العلوي، والتعب ، وفقدان الشهية والسعال الذي يزداد سوءا ويصبح سعالا دائما لمدة 1-2 أسابيع، ويستمر 1-2 أشهر أو أكثر. بمزيد من التوضيح سنقوم اليوم بالحديث عن السعال الديكي عند الأطفال وكيف نستطيع أن نتعامل معه بشكل آمن وصحي وبدون التعرض لأي مضاعفات؟
السعال الديكي عند الأطفال
يعد السعال الديكي من الأمراض المميزة للغاية، والتي تظهر من خلال قيام الطفل بالسعل بشكل لا يمكن السيطرة عليه، تليها مرحلة الهسهسة في التنفس مثل الديك، وفي نهاية السعال عادة ما يكون هناك الكثير من اللعاب والبلغم الشفاف ثم القيء.
من الهام معرفة أنه إذا لم يتم اكتشاف هذه الحالة المرضية في أوقات مبكرة، فمن الوارد أن يصبح هذا المرض أكثر حدة، مما يتسبب هذا الأمر في سعال الطفل بشكل أسوأ، وتدهور حالته الصحية حيث يؤدي السعال لفترات طويلة إلى القيء، وعدم القدرة على تناول الطعام، والتعب، والعيون الدامعة، وسيلان الأنف ، والإرهاق.
الجدير بالذكر أيضا أن السعال المستمر يجعل وجه الطفل محمرا أو أرجوانيا، لذلك قد تحدث المعاناة آنذاك الوقت من فشل الجهاز التنفسي والموت بسبب التعرض للاختناق.
ما هي الأعراض الظاهرة على الطفل المصاب بالسعال الديكي؟
بوجه عام وعند الإصابة بالسعال الديكي، فغالبا ما يعاني الأطفال من الأعراض التالية:
- سعل الطفل بشكل مستمر، واستمرار هذا الأمر لفترة طويلة.
- القيء بعد السعال أو بعد تناول الطعام.
- سيلان اللعاب شفاف.
- الصفير بعد كل سعال.
- إصابة الطفل بالكثير من التعب والإرهاق.
- العرق الكثير.
- التنفس بصعوبة.
- الخضوع لاختبارات الدم والتي تقوم بإظهار زيادة عالية جدا في خلايا الدم البيضاء من 15000 إلى 50000 / مم مكعب، وخاصة الخلايا الليمفاوية.
أما فيما يتعلق بالأطفال دون سن الـ 3 أشهر، فيبدو الأمر واضحا من خلال سوء عملية الرضاعة الطبيعية أو الصناعية والقيء كثيرا، وانقطاع النفس لفترات طويلة، والإصابة بالالتهاب الرئوي. لذا فمن الضروري أن يتم الانتباه لهذا الأمر لمنع الأطفال من الإصابة بأي مضاعفات صحية خطيرة.
طرق رعاية طفل مصاب بالسعال الديكي في المنزل
بالنسبة للأطفال الذين يعانون من السعال الديكي الخفيف حيث عدد مرات قليلة من السعال، وقصر مدة السعل، فمن الممكن أن يتم السماح للطفل بالبقاء في المنزل، وتتم رعايته على النحو التالي:
أولا: حول النظام الغذائي
- إعطاء الطفل طعاما طريا وسهل الهضم لأنه خلال مرحلة المرض يقوم الأطفال بإظهار حالة من فقدان الشهية ويكونون عرضة جدا لاضطرابات الجهاز الهضمي.
- أطعام الطفل عدة وجبات خلال اليوم.
- يجب عدم ترك الطفل لذاته في أمر تناول الطعام، لأنه بعد ذلك لن يكون لدى الطفل طاقة كافية للجسم.
- يوصى بضرورة إعطاء الأطفال الأطعمة التكميلية الغنية بفيتامين أ والزنك والحديد مثل لحم البقر والدجاج والبيض والخضروات الخضراء أو الحمراء.
- إعطاء الأطفال السوائل بشكل دائم.
أما فيما يتعلق بالأطعمة التي يجب على الأطفال تجنبها، فيمكننا أن نقوم بذكر العناصر التالية:
- الأطعمة السكرية لأن هذه الأطعمة ستجعل السعال أسوأ بكثير عند الأطفال.
- الأطعمة المقلية لأنها تجعل معدة الطفل تشعر بالثقل.
- الأطعمة الغنية بالدهون والتي تتسبب في إفراز البلغم أكثر من المعتاد.
ثانيا: حول البيئة المحيطة
- يجب التأكد من أن البيئة المعيشية المحيطة للطفل تتجنب تعرضه للمنشطات مثل دخان السجائر والغبار والمواد الكيميائية.
- محاولة منح الطفل جميع سبل الراحة، والهدوء والآمان والتشجيع على مقاومة المرض.
- بالنسبة للأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية، يجب الإستمرار في هذا الأمر بشكل طبيعي ومنظم لزيادة المقاومة المناعية للطفل.
- الإهتمام بنظافة الطفل بشكل إستثنائي خاص بعد كل سعال حيث يجب العمل على تنظيف البلغم من الفم، واستخدام قطعة قماش ناعمة لتنظيفه بالماء المالح الدافئ. إلى جانب إمكانية إستخدام قطرات الأنف إذا تطلب الأمر حيث يجب أن يكون كل هذا تحت إشراف طبي.
- عزل الأطفال المرضى عن الأطفال الآخرين لتجنب انتشار المرض
- أعط الطفل أدويته العلاجيه وفقا لوصفة الطبيب.
الأعراض المقلقة التي تظهر على الأطفال المصابين بالسعال الديكي
إذا كان الطفل يعاني من السعال الديكي مصحوبا بإحدى العلامات التالية، فمن الضروري على الفور أن يتم اصطحاب الطفل إلى الطبيب المختص:
- إستمرار عملية السعل لمدة زمنية طويلة وسيطرة اللون الاحمر أو الأرجواني على وجه الطفل .
- تنفس الأطفال بشكل سريع.
- معاناة الأطفال من ضيق التنفس.
- ضعف الشهية والقيء ليس كثيرا.
- النوم القليل والمضطرب.
في النهاية يمكننا القول بأن السعال الديكي هو مرض ينتقل عن طريق الهواء، لذا فإن أفضل طريقة لوقاية الأطفال منه هي ضرورة الابتعاد عن الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات الإصابة أو الإشتباه، وفي الوقت نفسه ، يعد التطعيم ضد السعال الديكي للأطفال إجراء وقائيا فعالا يجب عدم التهاون فيه.