عندما يتعلق الأمر بالشيب وظهور بعض الشعرات البيضاء في الرأس يتوارد إلى عقولنا سريعا كبار السن أو من هم في مراحل عمرية ما بعد الـ 30 عاما، ولكن الآن قد ينتاب الكثير من القراء الإندهاش عندما نذكر أن موضوع الشيب اليوم يتعلق بالأطفال!، فبالفعل قد يحدث هذا نتاج بعض العوامل والأسباب، وهذا ما سنقوم بالحديث عنه اليوم بمزيد من التوضيح والتفسير لكي تستطيع الأم فهم هذه الظاهرة وتحدد كيف تقوم بالتعامل معها.
ما هي أسباب حدوث الشيب المبكر عند الأطفال؟
تتعدد وتتنوع الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإصابة بالشيب المبكر عند الأطفال، وفيما يلي سنقوم بالتعرف عليها:
-
الوراثة
الوراثة
يمكن القول أن هذا هو الانقسام الأكثر شيوعا الذي يجعل الأطفال لديهم شعر أبيض أو رمادي. فالجدير بالذكر أنه إذا كان آباؤهم أو أجدادهم يعانون من نفس مشكلة شيب الشعر في وقت مبكر من الطفولة، فإن الأطفال معرضون أيضا لخطر الإصابة بهذه الحالة. لذلك ، يمكن أن تحدث هذه المشكلة للشعر عند الأطفال وراثيا، وتعتبر هذه من اهم الأسباب المؤدية لذلك
-
التعرض لدخان التبغ
التعرض لدخان التبغ
يمكن أن يكون تعرض الطفل المتكرر لدخان السجائر سببا مباشرا لشيب الشعر المبكر حيث يمكن أن يسبب التدخين السلبي أيضا الإجهاد التأكسدي في جسم الطفل ويقلل من إنتاج الميلانين. لذلك ، يجب على البالغين تجنب التدخين بالقرب من الأطفال لتجنب حدوث هذه المشكلة.
-
قد يعاني الطفل من حالة طبية
قد يعاني الطفل من حالة طبية
يمكن أن يكون الشيب المبكر للشعر عند الأطفال علامة على حدوث مشكلة خطيرة. فمن الممكن أن يكون فقدان تصبغ الشعر أحد أعراض الاضطرابات المختلفة، أحدها الورم العصبي الليفي، والبهاق، ومتلازمة Waardenburg، والتصلب الحدبي.
يجب العلم أن الميلانين هو الصباغ المسؤول عن تنظيم لون الجلد، والشعر، فعند حدوث الإصابة بمرض البهاق يكون هذا بسبب حدوث إضطراب في القدرة على إنتاج الميلانين، والذي بدوره ينتج عنه مناطق خالية من الخلايا الصباغية التي تسبب تحول الشعر إلى اللون الرمادي.
يجب العلم أيضا أن الغدة الدرقية قد تزيد أو تقلل من النشاط المفرط، والذي يحدث نتيجة الإصابة ببعض الأمراض المختلفة مثل مرض جريفز، أو مرض هاشيموتو اللذان يقومان أيضا بالتسبب في حدوث حالات الشيب المبكر للشعر عند الأطفال.
-
نقص فيتامين ب 12
نقص فيتامين ب 12
يعد نقص فيتامين ب 12 في الجسم أحد أسباب الشيب المبكر للشعر عند الأطفال حيث أن الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا، غالبا ما يفتقر الجسم إلى بعض المغذيات الهامة. لذلك ، فإن الأطفال الذين يتناولون الطعام النباتي منذ صغرهم أكثر عرضة لخطر شيب الشعر.
من الأسباب الأخرى الهامة لنقص فيتامين ب12هو القيام بإجراء التدخلات الجراحية التي تتداخل مع الأداء الطبيعي للجهاز الهضمي. فالجدير بالذكر أن هذا يؤدي إلى حالة لا تمتص فيها المعدة الكمية اللازمة من الفيتامينات، مما يؤدي إلى شيب الشعر قبل الأوان. في جميع الأحوال من الهام جدا أن يتم إعطاء الطفل مكملات إضافية لضمان احتياجاته الغذائية.
-
الإجهاد
الإجهاد
على الرغم من أن هذا السبب ليس شائعا جدا، إلا أن الإجهاد عند الأطفال يمكن أن يكون أيضامن العوامل المساهمة في حدوث الشيب المبكر للشعر، ولكن يجب العلم هنا أن الإجهاد لا يعني الإجهاد النفسي، ولكن المقصود هو الإجهاد السام الجيني الناجم عن العوامل البيئية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تعرض الطفل العالي للأشعة فوق البنفسجية إلى ظهور شعر رمادي سابق لأوانه.
-
إستخدام الشامبوهات الكيميائية
إستخدام الشامبوهات الكيميائية
نعلم جميعنا أن العديد من منتجات العناية ليست على المستوي المطلوب من الإستخدام وهذا بسبب إحتوائها على الكثير من المواد الكيميائية خاصة استخدام الصابون والشامبو ذو الطبيعة الغير مناسبة للشعر مما يؤدي ذلك إلى حدوث جفاف بالشعر، ومن ثم تغير لونه للرمادي، خاصة عند استخدامه للأطفال.
لذا يجب علينا كأمهات أن نعتني بأطفالنا منذ البداية، وهذا عن طريق تجنب استخدام منتجات البالغين للأطفال، فهم ليسوا “بالغين مصغرين” !!، والأفضل من هذا هو القيام بالحصول على المنتجات التي تناسب الطفل وعمره حيث البعد عن المواد الكيمياءية ويفضل أن يتم الإستعانة بالشامبوهات العشبية.
-
تناول وشرب الأطعمة الغير صحية
تناول وشرب الأطعمة الغير صحية
مع نمط الحياة الحالي وقيام العديد من الأطفال بالإعتماد بشكل كلي على الوجبات السريعة، والمقليات، فلا عجب إذن في أن الشيب المبكر للشعر أصبح أكثر شيوعا. فالجدير بالذكر أنه يمكن أن يتداخل استهلاك الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، والسكريات مع قدرة الجسم على إنتاج الميلانين، مما يؤدي إلى هذه الحالة. لذلك، يجب عليكِ عزيزتي الأم متابعة طفلك في هذه المرحلة التأسيسية، والتأكد من أنه لا يأكل الكثير من الشوكولاتة، والحلويات، والأطعمة السكرية الأخرى، والمقليات، والمقرمشات، والسناكس والمعجنات.
-
فقر الدم
فقر الدم
فقر الدم الناجم عن نقص الحديد يمكن أن يؤثر بشكل كامل ورئيسي على الأطفال مما يجعلهم دائما في حالة من الإنهاك الكامل والتعب حيث تعرضهم بشكل رئيسي للإصابة بشيب الشعر المبكر عند الأطفال.
-
اللوكيميا (سرطان الدم)
اللوكيميا (سرطان الدم)
يعد هذا المرض من الأمراض الرئيسية التي يحدث فيها إنخفاض كمية الميلانين في الجسم، مما يؤدي هذا إلى تلاشي شعر الطفل بصورة سريعة وملحوظة.
إقرأ أيضا: حب الشباب عند الأطفال وأهم المعلومات عنه
ما هي أهم الأطعمة التي تساعد في الوقاية من حدوث الشيب المبكر عند الاطفال؟
عند النظر إلى الأسباب المذكورة في الأعلى، يمكن ملاحظة أن معظم الشيب المبكر الذي يحدث للشعر عند الأطفال ينبع من نقص العناصر الغذائية الأساسية. لذلك سنقوم فيما يلي بذكر بعض المعادن الاساسية التي يحتاج الأطفال إلى تناولها ليحدث إستكمال لها في داخل الجسم:
أولا: فيتامين أ
أولا: فيتامين أ
يعد فيتامين (أ) الموجود في الخضر، والفواكه ذات اللون الأصفر من العوامل الهامة التي تساعد على تحسين صحة الشعر، وفروة الرأس بشكل عام. إلى جانب هذا فإنها تقوم بالعمل على ضمان أن يكون لدينا شعر لامع، وبصر في صورة جيدة وحادة.
ثانيا: فيتامينات ب
ثانيا: فيتامينات ب
يجب العلم أن فيتامينات (ب) مهمة أيضا بشكل كبير، مما يساهم هذا في صحة الشعر حيث تتحكم هذه المغذيات في إفراز الزيوت مما يؤدي إلى جعل الشعر حريريا، وقويا. لذا يجب العلم أن هذا الفيتامين وفير في الزبادي والخضروات الخضراء والطماطم والموز، لذلك يجب عليكِ عزيزتي الأم القيام بإضافتها إلى قائمة أطعمة طفلك اليومية.
ثالثا: البروتين
ثالثا: البروتين
من الهام معرفة أن البروتينات تساعد في الحفاظ على لمعان الشعر، وتقوم بالتحسين من نسيجه بصورة ملحوظة فمن أهم المصادر الهامة للبروتين الحبوب الكاملة، وفول الصويا، واللحوم، والدواجن.
رابعا: المعادن
رابعا: المعادن
الحديد والزنك والنحاس هي أسماء المعادن التي تتبادر إلى الذهن عند الحديث عن المعادن المفيدة للشعر حيث أنها تقوم بالمساعدة على حماية الشعر وجعله في صورة قوية، وكذلك منع الشيب المبكر للشعر عند الأطفال.
يجب العلم أن الزنك وفير في الخضروات الخضراء، واللحوم الحمراء،أما بالنسبة لعنصر الحديد فهو متواجد في البيض والقمح وبذور عباد الشمس. بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن نقوم بإعطاء الطفل الحبوب الكاملة أو المأكولات البحرية لتكملة عنصر النحاس.
في النهاية نأمل أن يكون صحة المرأة قد تمكن من توضيح الشيب المبكر عند الأطفال بمزيد من المعلومات مع المساعدة على اختيار تدابير وقائية فعالة حيال ذلك.