عند الحديث عن أمراض العيون، يجب علينا أن نتحلى بالكثير من الحرص والفهم الصحيح للطبيعة المرضية لكل حالة وهذا حتى يتم التعامل بشكل طبي مثالي مع هذا الأمر، الجدير بالذكر أن من أهم هذه الحالات يمكننا أن نقوم بذكر حالة إعتام عدسة العين وأهم العلامات التحذيرية الواضحة التي تدل على حدوث المعاناة من هذه الحالة المرضية.
إعتام عدسة العين
تعتبر الحالة المرضية المسماه بـ (إعتام عدسة العين) هو عبارة عن وضع مرضي يصبح فيه جزء العدسة غائما مع مرور الوقت، وعلى الرغم من أن هذه الحالة شائعة الحدوث، إلا أن معظم الحالات لا يتم اكتشافها حتى تتقدم وتفقد الرؤية تدريجيا. فمن الهام معرفة أن هذه الحالة المرضية يمكن أن تحدث في كلتا العينين أو في عين واحدة.
أسباب الإصابة بمرض إعتام عدسة العين
توجد العديد من الأسباب الت تؤدي إلى حدوث المعاناة من مرض إعتام عدسة العين، فعلى سبيل التوضيح تتمثل هذه الأسباب فيما يلي:
– الشيخوخة حيث تعد هي السبب الرئيسي لإعتام عدسة العين، فطبقا للعديد من الدراسات والأبحاث فقد تم إثبات أن النسبة الكبرى من مصابي هذه الحالة المرضية تزيد أعمارهم عن الـ 60 عاما.
– المعاناة من بعض الحالات المرضية مثل داء السكري، والتهاب القزحية، وتلف الشبكية.
– إعتام عدسة العين الخلقي والذي من الوارد حدوث الإصابة به نتيجة التعرض لبعض المسببات الوراثية أو بسبب إصابة الجنين ببعض المشاكل الصحية أثناء الحمل.
– حدوث حالة من حرمان العدسة من الأكسجين، أو بسبب تواجد مكون البروتين في حالة من التلف، حيث من الوارد حدوث هذا الأمر بسبب التعرض المباشر لأشعة الشمس، أو الضوء الاصطناعي المتمثل في الضوء القوي الناتج عن (الأضواء الكاشفة، وأضواء السينما، وأضواء الجهد العالي)، أو بسبب التعرض للفيروسات والجراثيم وشرب الكحول ودخان السجائر.
– التعرض للإشعاع المؤين الذي غالبا ما يستخدم في الطب للأشعة السينية، والعلاج الإشعاعي لمرضى السرطان.
العلامات التحذيرية الدالة على حدوث الإصابة بإعتام عدسة العين
على الرغم من عدم وجود أعراض واضحة تدل على حدوث الإصابة بإعتام عدسة العين في البداية، إلا أنه مع مرور الوقت، وتقدم الحالة المرضية، فقد يعاني المرضى من إحدى العلامات التالية:
1- سيطرة حالة الخفوت على النظر، والشعور وكأن هناك ضبابا أمام العين.
2- المعاناة من الرؤية المزدوجة حيث رؤية إثنان من الصور في نفس الوقت بسبب الضوء الذي يمر عبر العدسة المبعثرة.
3- ظهور نقاط صغيرة أو خطوط سوداء أمام مجال الرؤية (ظاهرة الذباب الطائر).
4- ظهور الصور المباشرة باللون الأصفر الفاتح بينما تبدو الألوان الأخرى اللافتة للنظر مثل الأحمر والبرتقالي في حالة من البهتان.
5- مواجهة المرضى صعوبة أكبر في القراءة لأن عيونهم أصبحت في حالة من الضبابية، مما يقلل هذا الأمر من التباين مع الكلمات، بالإضافة إلى أنه من الوارد أن تصاب العيون بحالة من الألم السريع خاصة عند قراءة الكتب والصحف لفترة طويلة من الوقت.
6- زيادة الحساسية للضوء والتي من الممكن أن تبدو واضحة في إيجاد معاناة كبيرة عند القيادة ليلا بسبب الوهج الصادر من المصابيح الأمامية للمركبات القادمة.
أما عندما يصل المرض إلى مرحلة أكثر حدة، فمن الوارد أن تتمثل الأعراض فيما يلي:
1- فقدان البصر حيث يعد هذا العرض شائع مع تدهور حالة إعتام عدسة العين.
2- عدم وضوح الرؤية أو صعوبة الرؤية أو إجهاد العين عند التركيز على شيء ما.
طرق تشخيص إعتام عدسة العين
للكشف عن إعتام عدسة العين، يجب على المريض أن يسعى جاهدا نحو ضرورة إجراء فحص شامل للعين متمثلا في الخطوات التالية:
- العمل على قياس معدل النظر عن طريق استخدام جدول الرؤية.
- فحص العدسة والشبكية بعناية، والإلتزام بفحص العين الدقيق بحثا عن أي أمراض أخرى.
- قياس ضغط العين حيث يعد هذا الإجراء روتيني للتحقق من الضغط في العين، فإذا كان في حالة زيادة، فقد يكون هذا الأمر علامة على الإصابة بالجلوكوما.
- إجراء لموجات فوق الصوتية للعين.
بالإضافة إلى إمكانية تضمين بعض الاختبارات الأخرى إذا لزم الأمر للتحقيق من بنية العين ومرضها.
أهم الطرق العلاجية للتعامل مع إعتام عدسة العين
بالنسبة لحالات إعتام عدسة العين في المراحل المبكرة التي لا تتطلب أي تدخلات جراحية، فسوف يقوم الأطباء بالعمل على وصف بعض الفيتامينات مثل C ، A ، E وبعض المكونات النشطة الأخرى لإبطاء عملية إعتام عدسة العين، بالإضافة إلى ضرورة تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس والغبار.
أما إذا كان أمر الخروج إلزاميا بشكل متكرر، فيجب العمل على اتخاذ تدابير حماية العين مثل ارتداء النظارات الشمسية أو ارتداء القبعات الواقية. إلى جانب ضرورة إتباع الأنماط الحياتية الصحيحة من خلال تناول الخضروات الخضراء والحبوب والفواكه والأسماك، والحد من تناول الأطعمة المقلية والدهنية، والحلويات.
عندما تكون أعراض المرض أكثر حدة، فلا يزال أمر التدخل الجراحي هو العلاج الأكثر فاعلية للتعامل مع إعتام عدسة العين. لذلك، وعندما تكون هناك أعراض مقلقة تجاه هذا الأمر، فسوف يحتاج المرضى إلى الذهاب إلى أقرب منشأة طبية لفحصهم وتشخيصهم لوصف العلاج المناسب ، وتجنب أي مضاعفات صحية.