من أصعب المراحل الحياتية التي تمر بها المرأة هي مرحلة انقطاع الطمث، فالجدير بالذكر أنه في هذه الأوقات يصبحن النساء معرضات لخطر نقص المناعة بسبب التغيرات الهرمونية التي تصيب أجسامهن خاصة انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، بالإضافة إلى تأثير المرحلة العمرية في هذه الأوقات، ومن ثم تؤثر هذه العوامل على دفاعات الجسم الطبيعية مما يؤدي هذا إلى زيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية. لذا سنتعرف اليوم على أهم العلامات التحذيرية التي يجب علينا ملاحظتها لإكتشاف أزمة ضعف الحالة المناعية لدى النساء بعد فترة إنقطاع الطمث.
النساء وفترة انقطاع الطمث
النساء وفترة انقطاع الطمث
عند مرور النساء بمرحلة انقطاع الطمث، فمن الهام معرفة أن هذا الأمر لا يؤثر فقط على نظام الغدد الصماء ولكن أيضا يقلل من وظيفة الجهاز المناعي، مما يجعل أجسام النساء أكثر تعرضا للأمراض والالتهابات.
يأتي هذا الأمر بشكل رئيسي نتيجة انخفاض هرمون الاستروجين، وهو عامل رئيسي يلعب دورا مهما في دعم مناعة الحالة البدنية.
بعض علامات ضعف الجهاز المناعي لدى النساء خلال مرحلة انقطاع الطمث
بعض علامات ضعف الجهاز المناعي لدى النساء خلال مرحلة انقطاع الطمث
توجد العديد من العلامات التي تدل على ضعف الجهاز المناعة لدى النساء خلال فترة انقطاع الطمث حيث تبدو هذه العلامات واضحة من خلال الآتي:
1- القابلية للإصابة بالعدوى: عند الحديث عن النساء بعد مرحلة انقطاع الطمث، فمن الهام معرفة أنهم من أكثر الفئات البشرية عرضة للإصابة بالعدوى والتي من الوارد أن تتمثل في التهابات المسالك البولية أو عدوى الخميرة أو الأنفلونزا وهذا بسبب ضعف جهاز المناعة، ونقص هرمون الاستروجين الذي يقلل من دفاعات الجسم الطبيعية.
2- التعب لفترات طويلة: يمكن أن يكون التعب غير المبرر من أهم العلامات الدالة على ضعف جهاز المناعة حيث من الوارد أن تشعر النساء بعد انقطاع الطمث بالتعب والضعف أكثر من المعتاد.
3- المعاناة من الالتهابات: يمكن في هذه المرحلة العمرية أن يصاب الجسم بحالة من التهاب المفاصل أو التهاب الجلد أو بعض المشاكل الالتهابية الأخرى، وهذا لأن الجسم لم يعد يتمتع بحماية ذاتية جيدة كما كان من قبل.
4- الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا: نتيجة انخفاض مقاومة البكتيريا والفيروسات، فسوف يترتب على هذا الأمر جعل النساء بعد انقطاع الطمث أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى.
5- الشكوى من اضطرابات الجهاز الهضمي: يؤدي اختلال توازن بكتيريا الأمعاء الذي ينتج عن عدم كفاءة جهاز المناعة، إلى حدوث الشكوى من الانتفاخ أو الإسهال أو الإمساك أو آلام البطن غير المبررة.
6- التعرض للإصابة بالأمراض المزمنة: قد تكون النساء بعد مرحلة انقطاع الطمث أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وهشاشة العظام، والتي من الوارد أن ترتبط بحدوث انخفاض في الوظيفة المناعية.
7- صعوبة التئام الجروح: تعد أزمة ضعف الجهاز المناعي من الأمور الرئيسية التي يمكن أن تجعل من عملية التئام الجروح أمرا صعبا حيث تحتاج الخدوش والجروح الصغيرة إلى وقت أطول من المعتاد للشفاء. والسبب في ذلك هو أن الجهاز المناعي ضعيف، مما يؤدي هذا إلى انخفاض في تجديد الأنسجة وضعف القدرة المضادة للالتهابات.
إقرأ أيضا: 5 طرق لمساعدة النساء على إنقاص أوزانهن أثناء انقطاع الطمث
طرق التعامل بشكل صحي مع مرحلة انقطاع الطمث لدى النساء
طرق التعامل بشكل صحي مع مرحلة انقطاع الطمث لدى النساء
من الهام معرفة أن سبب هذه الحالة المرضية يرجع أساسا إلى انخفاض في هرمون الاستروجين الذي له دور رئيسي وتحفيزي في عملية إنتاج الخلايا المناعية مثل الخلايا البائية والتائية، مما يساعد هذا على حماية الجسم من البكتيريا والفيروسات، فالجدير بالذكر أنه في حالة إنخفاض مستويات هرمون الاستروجين، فسوف تضعف قدرة الجسم على مكافحة المرض أيضا.
بالإضافة إلى ذلك، تقلل الشيخوخة الطبيعية أيضا من قدرة الخلايا المناعية على الإنتاج والعمل، مما يؤدي إلى نقص المناعة المرتبط بالمرحلة العمرية وخاصة خلال مرحلة إنقطاع الطمث.
أطعمة الفيتويستروغنز للنساء بعد انقطاع الطمث
لا يمكننا أيضا أن نغض الطرف على أن نقص التغذية هي أيضا واحدة من أسباب هذه الحالة المزعجة، ففي حالة عدم توفر العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات D و C والزنك والسيلينيوم بشكل كاف عند النساء بعد انقطاع الطمث، فسوف يترتب على هذا ضعف وظيفة الجهاز المناعي بشكل مرضي ملحوظ..
لتحسين هذه الحالة، يجب وبشكل رئيسي أن نحافظ على تناول نظام غذائي صحي، ونعمل على ممارسة الرياضة بانتظام، ونقوم بالتقليل من القلق والتوتر، ونحصل على قسط كاف من النوم. بالإضافة إلى ذلك، فمن الواجب على النساء منذ فترة ما قبل انقطاع الطمث التخطيط لتكملة الجسم بالمواد والمغذيات الدقيقة.
يجب العلم أيضا، أن هرمون الاستروجين يعتبر هرمونا مهما في الجسد الأنثوي حيث أنه يؤثر بشكل مباشر على العديد من جوانب الصحة، وفي حالة إنخفاض إنتاجه الطبيعي تدريجيا مع دخول النساء في مراحل انقطاع الطمث، فيمكننا أن نعمل على استعادة قدر الإمكان عن طريق تناول المغذيات الدقيقة مثل الكالسيوم وفيتامين د وأوميغا 3 وفيتامينات ب وفيتويستروغنز.
يمكننا القول أيضا، بأن ضعف المناعة لدى النساء بعد انقطاع الطمث لا يحدث فقط بسبب الانخفاض الهرموني والشيخوخة، ولكن أيضا يرتبط ارتباطا وثيقا بأنماط الحياة اليومية حيث من الضروري أن يتم الجمع بين النظام الغذائي وممارسة الرياضة والتغذية السليمة حيث تساعد جميع هذه العموامل على تحسين جهاز المناعة وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض وضبط نوعية الحياة قدر الإمكان.