يعد أمر تناول اللهاية عند الأطفال الرضع من الأمور الشائعة التي تقوم بها العديد من الأمهات للعمل على تهدئة أطفالهن قدر الإمكان حيث أعتبرت هذه الوسيلة فعالة للحد من التوتر وتوفير الراحة للطفل. ومع ذلك، هناك العديد من الأبحاث التي تشير إلى أن القيام بإستخدام اللهاية بشكل مطول يمكن أن يكون له آثار سلبية على صحة الطفل وتنميته قدراته العقلية والجسدية. لذا قررنا مع صحة المرأة اليوم أن نتعرف على أداة اللهاية بمزيد من التفصيل وما مدى أمان وفاعلية إستخدامها من حيث أهم المنافع والأضرار. هيا بنا
ما هي اللهاية؟
تعتبر اللهاية أداة مصطنعة تمتاز بأنها مشابهة لشكل ووظيفة حلمة الأم، حيث تقدم للطفل مصاصة مريحة تمكنه من الاحتفاظ بها في فمه وبالأخص بعد ولادته بشكل مباشر وهذا لكي يتوقف عن عادة مص أصابعه بالإضافة إلى أن بعض الدراسات قد أثبتت أنها تحمي من حدوث الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ.
ما فائدة إستخدام اللهاية مع الأطفال الرضع؟
فئة كبيرة من الأهل تؤيد استخدام اللهاية وتعتبرها أمرا إيجابيا، بسبب ما تقدمه من فوائد عديدة لطفلهم. ومن أهم هذه الفوائد ما يلي:
-
تهدئة الطفل وتخفيف آلامه
من المعروف أن الرضاعة الطبيعية والاحتضان تساعد على تهدئة وإراحة الرضع حيث تحاكي اللهاية الشعور بالراحة والأمان التي تقوم الرضاعة الطبيعية بتوفيرها. يمكن للهاية أن تقدم شعورا للطفل بأنه في حضن والدته، وبالتالي يخفف هذا الأمر من الألم و مستويات التوتر والتهيج.
-
تعزيز النوم الهادئ
يعاني العديد من الأطفال الرضع صعوبة في النوم. لذا، يمكن استخدام اللهاية لمساعدتهم على الاسترخاء والهدوء والنوم بشكل أفضل حيث تعمل اللهاية على تقليل التهيج والبكاء الزائد للطفل في خلال فترات نومه.
-
تنمية وظائف الفم
يساعد استخدام اللهاية في تعزيز وتنمية العضلات في منطقتى الفم والفك، حيث يتطلب أمر مص اللهاية جهدا من الطفل حتى يقوم بإستخدام عضلاته. وبالتالي، فإن هذه الأداة يمكن أن تعزز التحكم عند الطفل وبالأخص في حركاته الفموية بسبب أداء هذه التمارين الجيدة.
-
تلبية مطلب الطفل الطبيعي في عملية المص
كما ذكرنا في البداية، يكون لدى الأطفال حاجة طبيعية للمص، وقد لا تتوفر الأم عادة لكي تقوم بتلبية هذه الحاجة، وأحيانا يكون هذا في وقت غير مناسب، لذا يمكن استخدام اللهاية لتلبية هذا الطلب في أوقات البكاء والانزعاج.
-
تقديم الراحة والأمان
يمكن أن تقدم اللهاية شعورا للرضيع بأنه آمن ومحبوب حيث أنهم يعتادون سريعا على وجود اللهاية كوسيلة للراحة والإطمئنان عند الشعور بالضيق أو القلق.
في العموم تحصد اللهاية عدد من الفوائد التي تستطيع الأم تحديد مدى إحتياجها لبعض منها ومن هنا تقوم بإتخاذ قرار تناول طفلها للهاية من عدمة مراعية بعض الأضرار التي قد تسببها هذه الأداه في مرحلة ما وعند إستخدامها بشكل دائم، والتي سنقوم بالتعرف عليها لاحقا.
إقرأ أيضا: 8 علاجات بسيطة لإصلاح الأسنان السوداء لدى الأطفال
ما هي أضرار إستخدام اللهاية لفترات طويلة؟
أثبتت العديد من الأبحاث أن لإستخدام اللهاية العديد من الأضرار على الأطفال الرضع وبالأخص في حالة إستخدامها بشكل مستمر. فالجدير بالذكر أن هذه الأضرار تتمثل فيما يلي:
أولا: التأثير على النطق واللغة
إحدى المشكلات الشائعة التي قد تنشأ بسبب تناول اللهاية بشكل مطول هو تأثيرها على تطور النطق واللغة عند الطفل. فعند إستخدام الطفل هذه الأداة للرضاعة بشكل مستمر، فمن الوارد أن يقل اهتمامه بتكوين الكلمات وتكوين الجمل، مما يمكن أن يؤثر هذا سلبا على تنمية مهارات اللغة لديه. كما قد يؤدي التأخر في تعلم النطق الواضح والكلام.
ثانيا: زيادة خطر الإصابة بعدوى الأذن
قد تسبب اللهاية استجابة طبيعية للطفل تظهر من خلال المص والعض المتواصل عليها، مما قد يؤدي هذا إلى زيادة خطر إصابة الأذن بالعدوى، ومن هنا تزداد إحتمالية تطور الإلتهابات بشكل مؤلم على الطفل.
ثالثا: التأثير على نمو الأسنان
تناول اللهاية بشكل مستمر لفترات طويلة يمكن أن يؤثر على نمو الأسنان لدى الأطفال. فيجب معرفة أن الضغط المتكرر على الفكين قد يؤدي إلى التأخر في ظهور الأسنان بل والأصعب من هذا هو حدوث الكثير من التشوهات بها التي يصعب علاجها فيما بعد.
رابعا: تعطيل الرغبة في تناول الطعام الصلب
يعتبر إستخدام اللهاية بشكل مستمر أمرا مؤثرا على إهتمامات الطفل بتناول الطعام الصلب. إذ يشعر الطفل بالرضا والشبع عند استخدام الهاية، مما قد يؤدي هذا إلى إنعدام رغبته في تجربة الأطعمة الصلبة وتقبلها.
خامسا: التأثير السلبي على المعدة والجهاز الهضمي
قد تتسبب اللهاية في زيادة إبتلاع الهواء إلى داخل المعدة، مما قد يؤدي هذا إلى الزيادة في الغازات والانتفاخات والتسبب في الاضطرابات الهضمية لدى الطفل. إلى جانب هذا فيجب العلم ايضا أن أمر تناول اللهاية بشكل مستمر قد يتسبب في عدم تناسق عملية البلع والهضم، وبالتالي يسبب هذا الأمر الكثير من التأثيرات السلبية على معدة الطفل وجهازه الهضمي.
في النهاية علينا أن نعلم أن هناك أوقات محددة يكون فيها تناول اللهاية مناسبا ومفيدا للرضيع ولكن يجب علينا ألا نفرط في إستخدامها، ومع تدرج الطفل في العمر تتواجد فرصة للتخلي عن استخدامها تدريجيا وبالأخص عندما يصل الطفل إلى سن يستطيع فيه التحكم بالتوتر والقدرة على الاستعانة بوسائل أخرى للتهدئة، مثل اللعب أو العناق من الوالدين.