خلال مرحلة الطفولة من الوارد أن يتعرض الطفل للعديد من المشاكل الصحية والبدنية والنفسية منها من نكون على علم ودراية به ومنها من يكون مبهم أو مجهول إلى حد ما بالنسبة لنا. الجدير بالذكر أن من أهم هذه المشاكل يمكننا أن نذكر المتلازمة الكلوية عند الأطفال، فما هي هذه المتلازمة؟ وما أسباب حدوث الشكوى منها؟ وما هي طرق العلاج المناسبة لها؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم من خلال سطورنا القادمة.
ما هي المتلازمة الكلوية عند الأطفال؟
تعد المتلازمة الكلوية هي عبارة عن مرض كلوي يسبب إفراز كميات كبيرة من البروتين في البول، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث انخفاض في بروتين الدم. فمن الهام معرفة أنه عادة ما تقوم البروتينات بالعمل على منع الماء من التسرب عبر جدار الوعاء الدموي إلى الأنسجة. ويعد هذا الأمر شائع بين سن الـ 2-10 سنوات.
ما هي أسباب إصابة الأطفال بالمتلازمة الكلوية؟
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإصابة بالمتلازمة الكلوية عند الأطفال ولكن حتى الآن لا يعرف العلماء بالضبط السبب الأكثر شيوعا ودقة لحدوث الأطفال من الشكوى تجاه هذه المتلازمة.
بوجه عام يمكننا القول أن هذا الأمر يحدث بسبب عدم عمل الجهاز المناعي بشكل صحيح ولكن بشكل أكثر دقة يجب الإطمئنان لأنه لا يمكن أن تنتقل المتلازمة الكلوية عند الطفل من شخص لآخر حيث قد يصل الأمر إلى صعوبة وندرة إصابة الأطفال الآخرون في العائلة أيضا بالمتلازمة الكلوية، ولكن من الوارد أن يحدث هذا الأمر فقط عندما يكون سبب المتلازمة الكلوية لدى الطفل طفرة جينية نادرة.
يجب العلم أن هناك العديد من المتلازمات الكلوية التي من المحتمل أن يعاني الأطفال منها، ولكن الشكل الأكثر شيوعا للمتلازمة الكلوية هو المتلازمة الكلوية المستجيبة للستيرويد. فالجدير بالذكر أن سبب هذا النموذج من المتلازمة ليس مفهوما جيدا بعد، ولكن كما يوحي الاسم ، يمكن أن يستجيب جسم الطفل بصورة مباشرة للمنشطات (مثل بريدنيزولون).
بصورة شاملة تعد حالة المتلازمة الكلوية من أهم الحالات الأكثر شيوعا عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 2-3 سنوات، ولكن يمكن الشكوى منها في أي مرحلة عمرية. إلى جانب هذا فمن الوارد أن يصاب العديد من الأطفال ببعض الأمراض الكلوية أيضا بحالات أخرى تسببها الحساسية (مثل الربو والأكزيما ونزلات البرد)، ولكن بصورة خاصة لم يتم تحديد عوامل حساسية محددة مرتبطة بالأطفال المصابين بالمتلازمة الكلوية.
إقرأ أيضا: إلتهاب الكلى الذئبي وكل ما يتعلق به من معلومات
ما هي أهم طرق علاج المتلازمة الكلوية عند الأطفال؟
بعد تعرض الطفل المصاب للفحص البدني، وفحص ضغط الدم لتحديد المتلازمة الكلوية، سوف يقوم الأطباء بتوجيه الوالدان نحو ضرورة القيام بإجراء اختبارات الدم والبول لإجراء التشخيص. في بداية الأمر سوف يصف الطبيب عادة أدوية الستيرويد مثل الـ بريدنيزون وبريدنيزولون للطفل، ومن ثم سوف يستفيد معظم الأطفال للعلاج حيث يتم نفاذ البروتين في البول وإزالة الوذمة في 2 أسابيع.
يجب العلم أيضا أن هذا المرض يسمى مغفرة عندما يكون البروتين في البول سالبا لمدة 3 أيام على التوالي، فعندما يكون الطفل مصابا بالوذمة يمكن وصف أدوية إضافية للعمل على تقليلها والتي تعرف بمدرات البول. فإذا زادت هذه الوذمة، فقد يحتاج الطفل إلى دخول المستشفى والعمل على إدرار البول وكذلك تسريب الألبومين تحت إشراف طبي مختص.
الأهم من ذلك، ويجب علينا أن نكون على دراية به هو أن العديد من الأطفال سيكون لديهم تكرار حدوث المعاناة من المتلازمة الكلوية حيث أنه من الوارد أن يعاني الأطفال من الانتكاس، فعندما يتم اكتشاف كمية كبيرة من فقدان البروتين في البول لمدة 3 أيام متتالية. قد ينتكس بعض الأطفال من 2-3 مرات أو أكثر.
إذا انتكس طفلك بشكل متكرر، فقد يبدأ الطبيب المعالج بالعمل على إضافة دواء آخر مع بريدنيزون لمنع تكرار هذه الحالة المرضية، فمن الهام معرفة أن هذا الدواء يتمثل في الميكوفينولات، أو سيكلوفوسفاميد أو السيكلوسبورين.
عادة ما تقل هذه الحالة من الإنتكاسات خلال مرحلة المراهقة وتصبح نادرة في مرحلة البلوغ أي نعم يعد من الصعب التنبؤ بالضبط بموعد توقف الطفل عن الانتكاس، لكن بوجه عام تعد الانتكاسات أقل احتمالا في الأطفال سلبيي البيلة البروتينية لمدة 5 سنوات.
من هنا نستطيع أن نذكر أنه إذا استجاب الطفل للأدوية العلاجية المذكورة سابقا، فمن المرجح أن يتم علاج المتلازمة الكلوية ومن ثم سوف يكون لدى الطفل بعض وظائف الكلى الطبيعية كشخص بالغ، وهذا يعني أنهم سوف يكبرون ليصبحوا بالغين طبيعيين وأصحاء يمكنهم العمل والزواج وإنجاب الأطفال.
ما هي أفضل النصائح الطبية للأطفال الذين يعانون من المتلازمة الكلوية؟
بالإضافة إلى ضرورة اتباع تعليمات الطبيب لعلاج المتلازمة الكلوية التي قمنا بذكرها من قبل، فسوف يحتاج الوالدان أيضا إلى القيام بإعطاء الطفل بعض سبل العناية المناسبة لزيادة فعالية العلاج ومنع تكرار الإصابة بهذه المتلازمة المرضية. الجدير بالذكر أن هذا الأمر يتمثل فيما يلي:
– توجيه الأطفال دائما نحو ضرورة الإلتزام بالراحة التامة للجسم، وتجنب القيام بالحركات القوية الضارة. على وجه التحديد خلال فترة الوذمة المتعددة وقلة البول، وبالأخص عندما يكون الطفل مستلقيا، فيجب أن يتم وضع الرأس في حالة أعلى من الجذع إلى جانب أهميةالانتباه إلى إبقاء الأطفال دافئين بعناية، خاصة في فصل الشتاء.
– يحتاج الآباء إلى تغيير بعض العادات الغذائية التي قد تلحق العديد من الأضرار بالطفل خلال المعاناة من هذه المتلازمة الكلوية حيث أهمية الحد من كمية الملح (كلوريد الصوديوم) في الوجبات اليومية. إلى جانب ضرورة التحقق من كمية الملح على المنتجات الغذائية عند القيام بشراءها، وتجنب إعطاء الطفل الأطعمة المشبعة بالدهون والكوليسترول.
متى يكون من الضروري إدخال الطفل إلى المستشفى؟
يجب على الآباء اصطحاب أطفالهم إلى أخصائي أمراض الكلى أو استشارة أخصائي أمراض الكلى عندما تتم ملاحظة الآتي:
- إكتساب الأطفال البروتين في البول لمدة 4 أيام.
- زيادة وزن الطفل أكثر من 1 كجم خلال فترة الانتكاس.
- يعاني الطفل من أطراف باردة أو ألم في البطن.
- معاناة الطفل من الحمى أو القيء أثناء القيام بتلقي العلاج.
- تعرض الطفل لجدري الماء خلال فترة العلاج.