عندما يتوارد على مسامعنا إصابة فلان بالنزيف الدماغي، فمن هنا يتملكنا على الفور الشعور الفوري بالقلق الشديد. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية تنتج عند حدوث تمزق مفاجئ للأوعية في الدماغ، مما يؤدي هذا إلى الإصابة بتلف في أنسجة المخ، وبالتالي فإن درجة الضرر الذي تصيب وظيفة الأعصاب آنذاك الوقت ستكون أكثر حدة من بعض الحالات المرضية الأخرى مثل الإحتشاء الدماغي. بشكل شامل وأدق سوف نقوم اليوم بالتعرف على النزيف الدماغي وما هي أهم أسبابه؟ وكيف نستطيع القيام بعلاجه بشكل سليم؟
ما هي أسباب حدوث الإصابة بالنزيف الدماغي؟
أولا: النزيف الدماغي الأولي
بسبب حدوث التعرض لأمراض تصلب الشرايين، فغالبا ما يحدث التنكس الجزئي لجدار الأوعية الدموية بسبب ارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة. فالجدير بالذكر أنه عندما يصاب الشخص بنوبة من ارتفاع ضغط الدم، فإن هذا الأمر يزيد من الضغط على جدار الوعاء الضعيف والانفجارات، ومن ثم تحدث الإصابة بنزيف الدماغ.
أثناء هذه الحالة ستملأ منطقة النزيف أنسجة المخ المحيطة مباشرة، مما يتسبب هذا الأمر في حدوث التهاب في هذه الأنسجة واحتشاء دماغي ثانوي مع الإستمرار في عملية النخر والتسبب في حدوث النزيف وزيادته بشكل تدريجي.
الجدير بالذكر أنه عندما يكون الحجم كبيرا بما يكفي، فإنه يقوم بالضغط على الدماغ الذي يزيد داخل الجمجمة، والمعاناة من الوذمة الدماغية الشديدة ، مما يسبب هذا الوضع في حدوث التشويش وموت الدماغ.
ثانيا: النزيف الدماغي الثانوي
عند حدوث المعاناة من مسببات تشوهات الأوعية الدموية التي تتمثل في (تمدد الأوعية الدموية، والقسطرة الشريانية الوريدية، والناسور الشرياني الوريدي الجافية، وتشوهات الأوعية الدموية الكهفية)، بالإضافة إلى حدوث مضاعفات النزيف بعد الاحتشاء، واضطرابات التخثر، ونزيف أورام المخ، فمن الوارد أيضا الشكوى من نفس الدوامة المرضية على النحو الوارد أعلاه.
الجدير بالذكر وفيما يخص النزيف الدماغي الناجم عن إصابات الدماغ الرضحية، فإن له علاج مختلف يتعلق الجراحة، لذلك لا يتم ذكره عادة في السكتة الدماغية النزفية. أما من حيث الموقع، فينقسم النزيف داخل المخ غير المؤلم إلى نزيف تحت الجافية، ونزيف تجويف تحت العنكبوتية، ونزيف في حمة الدماغ ونزيف داخل البطيني.
يجب العلم أن كل موقع من مواقع النزيف قد يشير إلى منطقة الآفة وتلف الأوعية الدموية ونوع النزيف وهذا حتى يتم التعامل معه بشكل صحي مناسب.
إقرأ أيضا: أفضل الأطعمة الغذائية للحد من السكتة الدماغية
ما هي عوامل الخطر التي تزيد من حدوث النزيف الدماغي؟
توجد عدة عوامل تزيد من مخاطر حدوث الإصابة بالحالة المرضية الخطيرة المسماه بالنزيف الدماغي. فالجدير بالذكر أن هذه العوامل تتمثل فيما يلي:
- المراحل العمرية المتقدمة.
- تاريخ سابق من السكتات الدماغية.
- إدمان المشروبات الكحولية.
- إدمان المواد المخدرة.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض كامنة مثل ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات تخثر الدم، وتناول مضادات التخثر، والعلاج بتحلل الفيبرين، وتشوهات الشريان الدماغي، والتهاب الأوعية الدموية، والداء النشواني الدماغي، والأورام داخل الجمجمة.
ما هي مظاهر حدوث الإصابة بالنزيف الدماغي؟
في أغلب الأوقات تحدث أعراض هذه الحالة المرضية فجأة، وبشكل شديد حيث أن هذا الأمر عادة يكون أثناء ممارسة التمارين الرياضية الثقيلة، ويظهر في صورة القيء والصداع الشديد واضطراب الوعي.
الجدير بالذكر أن هذا الأمر غالبا ما يكون خطير في الساعات الأولى من الإصابة وبالأخص مع المرضى الذين يعانون من نزيف دماغي، فبعد أول 12 ساعة يتطور المرض بسرعة ويزداد سوء، وفي بعض الأحيان الأخرى من الوارد ظهور بعض العلامات سحائية أما في المرحلة الكاملة يعاني المريض من بعض العلامات مثل الحمى، وإرتفاع كريات الدم البيضاء المحيطية.
بالإضافة إلى ذلك، فيظهر النزف الدماغي من خلال الدوخة، وفقدان التوازن والتنسيق الحركي، والحساسية للضوء، والشكوى من مشاكل الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما، وتصلب الرقبة، والشلل أو فقدان الوعي في الحالات الشديدة. إلى جانب ضعف الذراع أو الساق، وفقدان الوعي والغيبوبة، وصعوبة في التحدث أو فهم الكلام، وصعوبة في البلع، وتواجد طعم غريب في الفم.
كيف يتم العمل على علاج النزيف الدماغي؟
كما نعلم جميعا أن النزيف الدماغي هو حالة صحية طارئة، لذلك يجب علينا اتباع مبدأ إعطاء الأولوية لاستقرار مجرى الهواء والجهاز التنفسي وضغط الدم حيث ينتج عن هذا الأمر السيطرة على النزيف، والنوبات، وضغط الدم، والضغط داخل الجمجمة.
اعتمادا على كل حالة مرضية، فيمكن للأطباء الموصوفين استخدام سلسلة من المهدئات والمسكنات والأدوية لوقف هذه النوبات. بالإضافة إلى إمكانية تصحيح اضطرابات التخثر من خلال إستخدام بعض الأدوية التي تعمل على نقل عوامل التخثر إذا كان هناك نقص في الصفائح الدموية والبلازما.
قد نلجأ مع بعض الحالات إلى ضرورة التدخل الجراحي الذي يتمثل في الاستئصال الجراحي للتخثر داخل الجمجمة، مما يقلل هذا من الضغط داخل الجمجمة ويحسن التصريف البطيني، والتدخل داخل الأوعية الدموية لإدارة التشوهات الدماغية الوعائية.
بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المرضى أيضا إلى رعاية داعمة وبشكل دقيق، بالإضافة إلى العمل على تصحيح الأمراض المصاحبة مثل الحمى والعدوى ونقص الأكسجين والجفاف وارتفاع السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم.