كما نعلم جميعا أن فترة الحمل تعد من أهم الفترات التي يعاني فيها جسم المرأة من العديد من التغيرات الجسدية والهرمونية والنفسية الفسيولوجية. فعلى الرغم من أن هذه التغييرات تعد طبيعية إلى حد كبير وتحدث مع أغلب النساء، إلا أن حدوث الإصابة باضطرابات النوم أثناء الحمل ، وخاصة توقف التنفس أثناء النوم، تعد من الأمور المقلقة جدا والتي يمكن أن تؤدي إلى العديد من المخاطر الضارة على صحة الأم والجنين. لذا سنتناول اليوم الحديث عن مخاطر إصابة المرأة الحامل بمتلازمة توقف التنفس أثناء الحمل، وكيف نستطيع التعامل مع هذا الوضع المرضي؟
متلازمة توقف التنفس أثناء النوم
تعرف متلازمة توقف التنفس أثناء النوم بأنها حدوث نوبات متكررة من انقطاع ونقص التنفس بسبب انسداد الجهاز التنفسي العلوي خلال هذه الفترة. فالجدير بالذكر أن هذه العملية تتكرر مع البعض بشكل دائم أثناء النوم، مما يسبب هذا الأمر العديد من نوبات الشخير وانقطاع النفس حيث من الوارد أن يجعل هذا المرأة الحامل تقلق وتستيقظ من نومها أو تنام بحالة من العمق الشديد.
النساء الحوامل وتوقف التنفس أثناء النوم
أثناء خوض المرأة لتجربة الحمل، فسوف تعاني الكثير من الإنزعاج الجسدي والتغيرات الهرمونية والضغوط القلقة بشأن أمر الاستعداد للأمومة وإستقبال ملاكها الصغير إلى داخل المنزل. الجدير بالذكر أن هذا الأمر يؤثر بشكل كبير على فرص الحصول على تجربة النوم، مما يتسبب هذا في وقوع العديد من النساء الحوامل في حالة من الأرق والشعور بمشاعر عدم الرضا والتوتر والقلق.
من الهام معرفة أن التغيرات الهرمونية وضغط الحمل من أهم الأوضاع الصحية الشائعة مع المرأة الحامل والتي تزيد من خطر الإصابة بانقطاع النفس النومي أو تفاقم الأعراض. إلى جانب هذا فمن الممكن أن تكون اضطرابات النوم لدى النساء الحوامل مرتبطة بالتغيرات الهرمونية والجسدية والنفسية الفسيولوجية أيضا، فالأمر هنا هو عبارة عن دائرة والنتيجة النهائية تتمثل في زيادة فرص معاناة وتعب المرأة الحامل بوجه عام.
على وجه التحديد وفي أول 3 أشهر من الحمل، يسبب ارتفاع هرمون البروجسترون العديد من الظواهر الغير مريحة والتي تتمثل في الشعور بالغثيان والقيء والتبول المفرط وآلام الظهر والارتجاع المعدي المريئي. بالإضافة إلى معاناة النساء الحوامل أيضا من النعاس والنوم أثناء النهار والشكوى من اضطرابات النوم في الليل حيث يمكن أن تؤدي زيادة مستويات هرمون البروجسترون أيضا إلى زيادة خطر توقف التنفس أثناء النوم والشخير.
بصورة شاملة وعندما يكون الجسم أكثر تكيفا، فغالبا ما تجد النساء الحوامل أنه من الأسهل النوم بشكل أفضل. ولكن، وبحلول آخر 3 أشهر من الحمل أي عندما ينمو الجنين فمن الممكن أن يؤدي الوضع الصحي آنذاك الوقت إلى الشكوى من آلام في العضلات، وتشنجات، والتبول المفرط، وحرقة المعدة، وزيادة الضغط على الحجاب الحاجز وزيادة خطر توقف التنفس أثناء النوم محور حديثنا اليوم.
إقرأ أيضا: ماذا أفعل عندما يتوقف طفلي عن التنفس أثناء النوم؟
المخاطر الناتجة عن توقف تنفس الحامل أثناء النوم
يجب العلم أن متلازمة توقف التنفس هذه شائعة جدا أثناء النوم مع الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، والرقبة القصيرة، والأشخاص الذين يعانون من تشوهات هيكلية في الجهاز التنفسي العلوي.
فإذا قمنا بتحديد الحديث فيما يخص النساء اللائي يعانين من السمنة المفرطة، فبالإضافة إلى مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فسوف يكون هناك احتمال أكبر لزيادة خطر المعاناة من مشاكل في الجهاز التنفسي حيث تتمثل هذه المشاكل في زيادة مخاطر الإصابة بالربو ومتلازمة توقف التنفس أثناء النوم.
يمكن أن يكون لمتلازمة توقف التنفس أثناء النوم العديد من العواقب الخطيرة على صحة ونوعية حياة المرضى، فمن أخطر المضاعفات الخاصة بها هي أنه عند إنخفاض كمية الأكسجين في الدم فجأة، فقد يتسبب هذا الوضع المرضي في زيادة الضغط على الدورة الدموية والقلب مما يسبب هذا حدوث السكتة الدماغية وفشل القلب واحتشاء عضلة القلب.
أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن سوء نوعية النوم والشكوى من اضطراباته الأخرى من الأمور الهامة التي لا تؤثر فقط على الحوامل ولكن الوضع المرضي هذا يمتد أيضا إلى أطفالهن حيث يتعرضون لزيادة فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الضارة في وقت لاحق من مراحل أعمارهم.
على جانب آخر، فغالبا ما تصيب مقدمات الارتعاج النساء اللائي يصدرون أصوات أثناء النوم بشكل مزمن مما يؤثر هذا الأمر على ارتفاع ضغط الدم أيضا ومن ثم يترتب على ذلك قلة تدفق الدم إلى الجنين عبر المشيمة حيث يعد هذا الأمر خطير جدا، ومن الوارد أن يؤدي إلى مشاكل في نمو الجنين.
يمكننا القول أن متلازمة توقف التنفس أثناء النوم والشخير غالبا ما تتطور بشكل أكثر حدة أثناء الحمل، وخاصة في آخر 3 أشهر من الحمل، مما يزيد هذا الأمر من خطرالإصابة بضغط الدم وتسمم الحمل ومرض السكري.
كيفية التغلب على اضطرابات النوم أثناء الحمل
للتغلب على اضطرابات النوم أثناء الحمل تحتاج المرأة الحامل إلى القيام بإتباع نظام عمل وراحة بشكل معقول، والعمل على تجنب الشعور بالقلق والتوتر قدر الإمكان.
إلى جانب هذا فتلعب التغذية أيضا دورا مهما في زيادة فرص الإستغراق في النوم حيث يجب على النساء الحوامل الحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الدهون، والكثير من السكر والشاي الصلب والقهوة ومنتجات الكافيين بوجه عام.
تجدر الإشارة أيضا إلى ضرورة ممارسة الرياضة بانتظام وبشكل لطيف وتحت إشراف من قبل المختصين، والعمل دائما في الحصول على حمام دافئ قبل النوم، وممارسة بعض أنماط الاسترخاء والراحة حيث يجب أن يكون المكان وغرفة النوم نظيفة وجيدة التهوية وهادئة إلى حد ما.
إذا تم أخذ في الاعتبار ضرورة إجراء تعديلات في أنماط الحياة والتغذية بشكل جيد، ولم تتحسن على آثار ذلك اضطرابات النوم، فمن الواجب على النساء الحوامل آنذاك الوقت القيام بزيارة الطبيب المختص لتحديد السبب والعلاج المناسب حيث من الواجب أن يتم تجنب إستخدام المنتجات الدوائية دون تلقي النصائح الطبية الصحية من قبل المختصين.