تعد نوبات الهلع النومية المعروفة أيضا باسم الذعر الليلي من أهم الحالات المزعجة التي من الوارد أن تصيب الأطفال وتظهر بحالة تشبه الكابوس ولكنها أكثر دراماتيكية. الجدير بالذكر، أنه من الممكن أن يكون الذعر أثناء النوم مقلقا، لكنه عادة ما يكون غير ضار، ويتعافى الأطفال منه دائما عندما يكبرون. للتغلب على خالة إضطراب الهلع النومي عند الأطفال ينصح بضرورة القيام بإتباع نظام غذائي صحي سنقوم بالتعرف عليه من خلال سطورنا القادمة.
اضطراب الهلع النومي
تعد حالات الذعر النومي، والمعروفة لدى أغلب الأطفال أيضا باسم رعب النوم هي أحد أهم الحالات المقلقة والتي تبدو واضحة في صورة صراخ ومخاوف شديدة عندما لا يزال الطفل نائما، فمن الهام معرفة أن هذه الحالة تعد عكس الكوابيس تماما والتي غالبا ما تصيب الأطفال والبالغين على حد سواء، ولكن فيما يتعلق بهذه الحالة فهي تؤثر بشكل أساسي على الأطفال فقط.
بشكل أكثر توضيحا، تقوم الكوابيس بخلق إحساسا قويا بالخوف حيث من الوارد على آثاره أن يستيقظ الطفل ويتذكر الحلم. ولكن فيما يخص نوبات الهلع أثناء النوم، فقد يصيح الأطفال ويصرخون ويلوون ويقفزون من السرير ويفتحون أعينهم ولكن لا يستيقظون ولا يتذكرون شيئا بعد الاستيقاظ.
توقيت تعرض الأطفال لاضطراب الهلع النومي
تحدث نوبات الهلع الليلية عادة بعد مرور حوالي 2-3 ساعات من نوم الطفل، فالجدير بالذكر أنه خلال هذه الأوقات، يمكن للجسم تحريك الأطراف تماما دون وعي لأن هذا هو الوقت الذي يكون فيه الدماغ في مرحلة معينة تتمثل في بطء حركة العين حيث يكون الطفل مستيقظا جزئيا وتصبح منطقة الدماغ التي تتحكم في استجابة القتال أو الهروب متحمسة بشكل مفرط، مما يتسبب هذا في جعل الأطفال يشعرون بالذعر والخوف.
من الهام أيضا معرفة، أن نوبات الهلع الليلية تعد أكثر شيوعا عند الأطفال دون سن الـ 13 عاما. ومع ذلك، فمن الوارد تعرض بعض الأشخاص لها نتيجة المعاناة من الإجهاد والقلق والشكوى من اضطرابات النوم الأخرى مثل المشي أثناء النوم وتوقف التنفس أثناء النوم وما إلى ذلك.
أهمية النظام الغذائي للأطفال الذين يعانون من اضطراب الهلع النومي
يلعب النظام الغذائي دورا مهما في إدارة وتحسين حالات الذعر أثناء النوم، فالجدير بالذكر أن هذه الأنظمة لا توفر التغذية الصحية للجسم فقط، بل تؤثر أيضا بشكل مباشر على الحالة المزاجية والنوم وكذلك الصحة العامة.
تحتوي العديد من الأطعمة على الكثير من العناصر الغذائية التي تساعد على موازنة الناقلات العصبية في الدماغ ، وخاصة السيروتونين وهي عبارة عن مادة تساعد على تنظيم الحالة المزاجية والنوم. إلى جانب بعض الأطعمة الأخرى ذات التأثير الفعال في تقليل التوتر والقلق، ومن ثم مساعدة الجسم على الاسترخاء والنوم بسهولة أكبر.
بالإضافة على الفوائد السابق ذكرها، يمكننا القول أيضا بأن النظام الغذائي الصحي يساعد على استقرار إيقاع الساعة البيولوجية، وتحسين جودة النوم، وتقليل تكرار نوبات الكوابيس التي من الوارد أن يتم التعرض لها في بعض الأوقات.
العناصر الغذائية الأساسية للأطفال الذين يعانون من اضطراب الهلع النومي
على الرغم من وجود العديد من الأنماط العلاجية المختلفة المتاحة للتغلب على اضطراب الهلع النومي عند الأطفال، إلا أن النظام الغذائي يمكن أن يلعب دورا مهما في إدارة الأعراض حيث يتم اللجوء إلى بعض العناصر الغذائية الفعالة في هذه الأوقات والتي من الوارد أن تتمثل في الآتي:
أولا: أحماض أوميغا 3 الدهنية
تعد أحماض أوميغا 3 الدهنية هي نوع من أهم أنواع الدهون الصحية الموجودة في بعض أنواع الأطعمة مثل الأسماك والبذور.
الجدير بالذكر، أن بعض الأبحاث قد أظهرت أن أحماض أوميغا 3 يمكن أن تساعد وبشكل رئيسي في تقليل القلق وتعزيز الكثير من مشاعر الاسترخاء، مما يجعل هذا العنصر إضافة رائعة لأي نظام غذائي يعمل على إدارة الكثير من مشاعر الرهاب.
تشمل أفضل مصادر أوميغا 3 السلمون والجوز وبذور الشيا وبذور الكتان، وإذا لزم الأمر يتم اللجوء إلى تناول المكملات الغذائية تجت إشراف طبي.
ثانيا: الأطعمة الغنية بفيتامينات ب
بوجه عام تلعب فيتامينات ب، بما في ذلك الثيامين (B1)، والريبوفلافين (B2)، والنياسين (B3)، وحمض البانتوثنيك (B5)، والبيريدوكسين (B6)، والبيوتين (B7)، وحمض الفوليك (B9)، والكوبالامين (B12)، دورا أساسيا في حماية الصحة العقلية والعاطفية.
إلى جانب هذا، فلا يمكننا أن نقوم بإنكار دورها الفعال والمساعد في تنظيم الجهاز العصبي، ودعم الوظيفة المعرفية، ومن هنا يجب العلم أن المصادر الجيدة لفيتامينات ب تشمل الخضروات الورقية الخضراء والفاصوليا والبقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات.
ثالثا: الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة
تعتبر مضادات الأكسدة هي مركبات موجودة في العديد من الأطعمة التي تساعد على الحماية من تلف الخلايا، والتي من الممكن أن تكون مفيدة بشكل خاص في إدارة أعراض الخوف، حيث قد تم ربط الإجهاد التأكسدي بالقلق والاكتئاب.
تشمل المصادر الجيدة لمضادات الأكسدة التوت والشوكولاتة الداكنة والمكسرات والتوابل مثل القرفة والكركم والخضروات مثل السبانخ واللفت والبروكلي.
رابعا: الكربوهيدرات المعقدة
فيما يخص الكربوهيدرات المعقدة، فيجب العلم أنها نوع من الكربوهيدرات التي تحتاج إلى فترة زمنية أطول لكي يتم هضمها حيث يأتي هذا الأمر على النقيض من الكربوهيدرات البسيطة مثل الخبز الأبيض أو السكر.
توفر هذه النوعية من الكربوهيدرات الطاقة للجسم والتي يتم إطلاقها ببطء وثبات، ومن ثم يمكن أن تساعد في استقرار مستويات السكر في الدم، وتقليل الشعور بالقلق والتوتر.
تشمل المصادر الجيدة للكربوهيدرات المعقدة الحبوب الكاملة مثل الأرز البني والكينوا، وكذلك الخضروات مثل البطاطا الحلوة والخضروات الورقية الخضراء.
خامسا: البروبيوتيك
عند الوصول إلى محطة البروبيوتيك، فيمكننا القول بأنها عبارة عن بكتيريا وخمائر حية مفيدة للصحة، وخاصة الجهاز الهضمي حيث قد أظهرت الأبحاث أن العلاقة بين الأمعاء والدماغ تلعب دورا مهما في الصحة العقلية والعاطفية.
لذا، فتساعد البروبيوتيك في تنظيم إنتاج الناقلات العصبية المنظمة للمزاج مثل السيروتونين حيث يتم خوض تجربة النوم بمزيد من الراحة والهدوء.
تشمل المصادر الجيدة للبروبيوتيك الأطعمة المخمرة مثل الزبادي واللبن الرايب ومخلل الملفوف.