عند إصابة الأطفال بالإسهال، وخاصة المعدي منه فيجب العلم أن هذا هو أحد أهم الأسباب الرئيسية لحدوث المعاناة من أزمة سوء التغذية ومن ثم ضعف الحالة الجسمانية للطفل المصاب. الجدير بالذكر، أنه في هذه الآونة سوف يلعب النظام الغذائي السليم للأطفال المصابين دورا مهما في تقصير مدة المرض ومنع مضاعفاته ودعم جميع سبل التعافي الصحي منه. من هنا، فقد قررنا أن نقوم اليوم بالتعرف على أفضل نظام غذائي للأطفال المصابين بالإسهال والالتهابات البكتيرية المعوية وهذا للتغلب على هذه الأزمة المرضية.
إصابة الاطفال بالاسهال
إصابة الاطفال بالاسهال
وفقا لتصريحات الكثير من خبراء التغذية، فلا يزال العديد من الآباء يخطئون في الاعتقاد بأنه عندما يصاب الأطفال بالإسهال، فمن الواجب عليهم الصيام أو الامتناع عن تناول الطعام وهذا لإراحة الأمعاء قدر المستطاع.
ولكن هذا الإعتقاد غير صحيح على الإطلاق، لأنه في هذه الآونة لا تزال الأمعاء تمتص حوالي 60٪ من العناصر الغذائية خاصة إذا تم إطعام الطفل بشكل صحيح.
لذلك، فمن الضروري أن نعمل جاهدين نحو تحقيق آلية الحفاظ على تناول وجبات الطعام واختيار المناسب منها وهذا لكونها المفتاح المناسب للتغلب على هذه الأزمة الصحية.
إقرأ أيضا: 5 أخطاء شائع فعلها عند تناول الأطفال لأدوية علاج الإسهال الحاد
الأطعمة التي يجب استخدامها عند إصابة الأطفال بالإسهال والالتهابات البكتيرية
الأطعمة التي يجب استخدامها عند إصابة الأطفال بالإسهال والالتهابات البكتيرية
في بداية الأمر، يجب العلم أن أهم شيء هو الاستمرار في الرضاعة الطبيعية خاصة للأطفال دون سن الـ 6 أشهر، فالجدير بالذكر أن حليب الثدي سهل الهضم ويوفر أجساما مضادة تساعد في محاربة البكتيريا وتقصير مدة المرض أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنا، فسوف يحتاج الآباء إلى الانتباه إلى المجموعات الغذائية التالية:
1- النشا سهلة الهضم والتي تتوفر في الأرز المطحون والبطاطس ودقيق الأرز المطبوخ الطري وما لهذه الأطعمة من دور فعال في توفير الطاقة.
2- مصادر البروتين عالية الجودة والتي تتوفر في اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والبيض، وما لها من دور فعال في العمل على تجديد خلايا الأمعاء وتحسين المناعة، ولكن ينصح بضرورة تقديم هذه الأطعمة للطفل في الشكل المفروم والمطبوخ لسهولة الامتصاص.
3- الفواكه والخضروات الناضجة مثل اليقطين، والجزر، والموز الناضج، والتفاح المهروس، والتي تعمل على توفير الفيتامينات والألياف القابلة للذوبان وما تستطيع أن تساهم فيه من تحقيق توازن الجهاز الهضمي.
4- الحليب ومنتجات الألبان، وخاصة إذا لم تظهر على الطفل علامات عدم تحمل اللاكتوز أما فيما يخص الزبادي فيعتبر خيارا جيدا في هذه الأوقات لأنه يحتوي على البروبيوتيك الذي يساعد على استعادة البكتيريا المعوية.
عند معاناة الأطفال من هذه الأزمة، فيجب العمل على تقسيم الوجبات على مدار اليوم بدلا من تناول الكثير من الطعام دفعة واحدة، مما يقلل هذا من عبء الهضم ويساعد على امتصاصه بشكل أفضل.
بالإضافة إلى أنماط التغذية الصحية، فيعد أيضا محلول الجفاف والإلكتروليتات من الخطوات الهامة التي لا غنى عنها عندما يعاني الأطفال من الإسهال. لذا، فيوصي الأطباء بضرورة استخدام محلول أوريسول (ORS) أما في حالة الجفاف الشديد، فسوف يحتاج الأطفال الذين يتقيأون كثيرا أو يفقدون الوعي باستمرار إلى نقلهم إلى أقرب منشأة طبية لتلقي العلاج في الوقت المناسب.
الأطعمة التي يجب تجنبها عند معاناة الطفل من الإسهال
الأطعمة التي يجب تجنبها عند معاناة الطفل من الإسهال
بالإضافة إلى الأطعمة المفيدة التي قمنا بذكرها من قبل، فسوف يحتاج الآباء أيضا إلى إيلاء اهتمام خاص ببعض الأطعمة التي يجب تجنبها في هذه الأوقات والتي تتمثل فيما يلي:
1- المشروبات الحلوة السكرية، والتي تتمثل في المشروبات الغازية والعصائر المصنعة التي يمكن أن تزيد من الضغط الاسموزي في الأمعاء، مما يجعل الإسهال في حالته الأسوأ.
2- الأطعمة المقلية والدهنية والساخنة والحارة، والتي تتسبب في المعاناة من عسر الهضم والانتفاخ وآلام البطن وتلف الغشاء المخاطي في الأمعاء.
3- الأطعمة الصلبة الغير قابلة للذوبان مثل الذرة والفاصوليا والخضروات النيئة أو الخضار والتي تحتوي على الكثير من الألياف تجعل من الصعب التعامل مع الأمعاء.
4- الأطعمة غير الصحية مثل الحليب غير المبستر والأطعمة النيئة والماء غير المغلي حيث تتسبب في إدخال المزيد من البكتيريا بسهولة إلى الأمعاء.
بعد انخفاض أزمة الإسهال عند الأطفال، فسوف يبدأ البراز في التكاثف مرة أخرى، وتباعا يجب على الآباء زيادة التغذية حتى يستعيد الأطفال وزنهم بمعدلات سريعة.
في هذه المرحلة، يوصي الخبراء بأهمية إدخال وجبة خفيفة إضافية يوميا لمدة أسبوعين على الأقل إلى أن يصبح الطفل المريض على ما يرام. إلى جانب هذا، فتساعد مكملات الزنك التي يتم إعطاؤها للاطفال لمدة 10-14 يوما أيضا الغشاء المخاطي للأمعاء على التعافي بشكل أفضل وتقلل من مخاطر الإصابة بالإسهال المتكرر.
على وجه التحديد، وفي حال معاناة الأطفال من الإسهال مع ارتفاع درجة الحرارة، والبراز الدموي ، والجفاف المفرط، والخمول، فمن الضروري اصطحابهم إلى الطبيب على الفور لتحديد السبب وتلقي العلاج وفقا للبروتوكول الطبي مع ضرورة عدم تناول المضادات الحيوية دون وصفة طبية، لتنجب أزمة تعطل توازن البكتيريا ومن ثم زيادة الحالة المرضية سوءا.