تعد مشكلة هبوط الرحم من أهم مصادر القلق لدى النساء وبالأخص عند إقتراب المرأة من موعد ولادتها حيث من الوارد حدوث الإصابة بهذه الحالة المرضية مع جميع انواع الولادة ولكن سوف نخص بالذكر اليوم الولادة القيصرية وعلاقتها بحدوث هذه الأزمة وهذا لكي تتفهم المرأة هذا الأمر بشكل صحيح وتستطيع التعامل معه بصورة سليمة.
ما هو هبوط الرحم؟
هبوط الرحم هو عبارة عن حالة يتدلى فيها الرحم إلى وضع أقل من المعتاد حيث يقوم بالضغط على المهبل بصورة كبيرة. تظهر هذه الحالة المرضية من خلال عدة مراحل:
- المرحلة الخفيفة: هنا يحدث هبوط للرحم ولكن ليس بشكل مرضي خطير حيث يسبب بعض أحاسيس الألم التي تستطيع المرأة أن تقوم بتحملها.
- المرحلة المتوسطة: في هذه المرحلة يحدث تدلى بشكل متزايد بالقرب من فتحة المهبل.
- المرحلة الشديدة: عند وصولنا لهذا المستوي يجب علينا الإنتباة حيث تظهر هذه الحالة عن طريق رؤية تدلى الرحم خارج المهبل حيث حدوث الإصابة بالإلتهابات، والمضاعفات بشكل مرتفع للغاية.
ما هي أسباب تعرض النساء بعد الولادة لهبوط الرحم؟
خلال فترة الحمل، يحدث تضخم في الرحم مع نمو الجنين حيث تقوم العضلات والأربطة التي تدعم الرحم بالتكيف أيضا مع هذا الوضع. وفي مرحلة ما بعد الولادة، قد يحتاج الرحم إلى بعض الوقت لكي يحدث له الانقباض، ولكن لم تعد الأربطة والأنسجة الداعمة إلى حالتها الطبيعية، مما يؤدي ذلك إلى التعرض لخطر هبوط الرحم.
يجب العلم أنه من الممكن أن تصاب أي سيدة بهبوط الرحم بعد الولادة، ولكن النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بهبوط الرحم هن من تعرضن للظروف التالية:
- المخاض المطول.
- الولادة الصعبة.
- إنجاب توأمين أو الولادة أكثر من مرة.
- الإجهاد المفرط أثناء الحمل.
- حمل الأشياء الثقيلة بعد الولادة.
- الإصابة بالإمساك أو سعال ما بعد الولادة لفترة طويلة والتخاذل عن علاجه.
- المرأة صاحبة الوزن الزائد.
ما هي علامات هبوط الرحم بعد الولادة؟
من الوارد أن تصاب النساء بعد الولادة بهبوط الرحم المعتدل أو الشديد إذا كان لديهن الأعراض التالية:
- الشعور بالثقل والضيق في المنطقة التناسلية.
- صعوبة في التبول أو الإصابة بسلس البول.
- الإمساك المزمن والمستمر.
- الشعور بالآلام أثناء ممارسة العلاقة الجنسية.
- الشعور بجدران المهبل في الحالة الرخوة.
- آلام أسفل الظهر المتكررة.
- بروز الأنسجة الرخوة الغريبة عند فتحة المهبل.
- تكون الأعراض أكثر اعتدالا عند الاستيقاظ في الصباح وأسوأ أثناء النهار خاصة مع الوقوف لفترات طويلة أو ممارسة أي تمارين رياضية حتى وإن كانت خفيفة
عندما تظهر أي من هذه العلامات، فسوف تحتاج النساء آنذاك الوقت إلى الذهاب بشكل فوري إلى طبيب النساء الخاص بها وهذا لكي نتجنب تدهور الحالة الصحية بشكل سريع، مما قد يؤدي هذا إلى التعرض للمضاعفات التي تؤثر على قدرة الحمل مرة أخرى في وقت لاحق.
هل الولادة القيصرية تسبب هبوط الرحم؟
أثناء الخوض في تجربة الولادة القيصرية ففي الغالب، لا يخضع رحم الأم لتقلصات قوية طويلة لإخراج الطفل. لذلك، لا يحدث هنا توسيع في جدار المهبل حتى يمر الطفل كما هو الحال أثناء الخوض في الولادة الطبيعية.
الجدير بالذكر أيضا، أنه لا يحدث تمدد في الأربطة والعضلات التي تدعم الرحم كثيرا مما قد تساعد هذه الأمور في تقليل خطر هبوط الرحم مقارنة بالولادة المهبلية.
في العموم يتلخص الامر في أن النساء الحوامل اللائي يلدن بعملية قيصرية هن أيضا معرضات بنسبة كبيرة لخطر الإصابة بهبوط الرحم حيث يحدث هذا اعتمادا على التغيرات الواقعة في هذه المنطقة وفي الأربطة وعضلات قاع الحوض، وأنشطة ما بعد الولاد. لذلك، تحتاج جميع السيدات الحوامل إلى ضرورة ملاحظة ما يجب وما لا ينبغي فعله بعد الولادة لتجنب حدوث هذه الازمة الصحية.
كيف يتم الوقاية من هبوط الرحم بعد الولادة؟
سواء تعرضت المرأة للولادة الطبيعية أو القيصرية، فيجب عليها ان تقوم بالإلتزام ببعض النصائح االتالية التي يجب القيام بها حتى نساعد الرحم على التعافي بشكل أفضل، ونمنع من هبوطه قدر الإمكان:
- يجب العلم أن قيام الأمر بالتحرك بشكل سليم بعد عملية الولادة القيصرية من الامور الهامة التي تعمل على دعم العضلات وعودة الرحم إلى حالته الطبيعية حيث يجب ان يتم هذا من خلال ممارسة روتين المشي بشكل لطيف مع ضرورة الإستعانة بالمقربين لضمان السلامة بوجه عام.
- لاستعادة القوة البدنية والحالة الصحية بعد الولادة بشكل سريع وكذلك التقليل من الإمساك الذي يمكن أن يسبب هبوط الرحم فيجب أن نقوم بتناول العناصر الغذائية الكاملة والمتوازنة حيث من الهام التركيز على تناول مجموعة كاملة ومتنوعة من الخضروات والفواكه.
- من الضروري دائما الإنتظام على شرب كمية كافية من الماء لتكون صحية ومحاربة للإمساك الوارد حدوثه بعد العملية القيصرية حيث يمكننا تنفيذ هذا الأمر من خلال تناول الحليب والعصائر الطبيعية بشكل دوري ويومي منتظم.
- أظهرت بعض الدراسات أن هرمون الأوكسيتوسين الذي ينتج عند إرضاع الطفل له تأثير في مساعدة الرحم على التعافي وتقليل نزيف ما بعد الولادة. لذا يجب المحاولة دائما على إرضاع الطفل بشكل طبيعي لضمان صحة بدنية جيدة له وللأم
- من الهام ممارسة تمارين كيجل من خلال توجيه المختصين وهذا لمساعدة عضلات قاع الحوض للأم بعد الولادة على التعافي بشكل سريع مما يقلل هذ الأمر من أزمة هبوط الرحم. فمن الهام معرفة أن المدة التي تكون فيها تمارين كيجل آمنة بعد الولادة القيصرية تختلف من إمرأة لأخرى، وهذا طبقا لحالتها الصحية.