ينتاب النساء الحوامل اللواتي عانين من خلال فترات حملهن بعض القلق وبالأخص في المراحل الأخيرة حيث يقتربن من وضع أطفالهن ولكن يسيطر عليهن الخوف من خطر الولادة المبكرة الذي يعتبر مصدر القلق الرئيسي لمعظم الأمهات الحوامل. إذن ما يجب فعله للحد من هذا الخطر، والعمل على تجنبه، هذا ما سنتعرف عليه في المقالة التالية من خلال إعطاء الأمهات الحوامل بعض المعلومات التي يحتجن إلى معرفتها حول الولادة المبكرة.
متى يتم تسمية الولادة بأنها مبكرة؟
من المتعارف علية أن تلد المرأة الحامل التي تتمتع بصحة جيدة طفلا في خلال الأسبوع الـ 40 من الحمل، وقد يكون وقت الولادة الفعلي مقارنة بالوقت المتوقع مبكرا أو فارق من خلال بضعة أيام بسيطة وهنا يبدو الأمر طبيعي، ولكن إذا أنجبت الحامل طفلها قبل الـ 37 أسبوعا من الحمل حيث يتم حساب هذه الايام من اليوم الأول لآخر دورة شهرية، ففي ذلك الوقت يتم إطلاق على عملية الولادة هذه الولادة المبكرة.
ما هو تأثير الولادة المبكرة على الطفل؟
يجب العلم، أنه في الغالب لا يتم تطوير الأطفال الخدج بشكل كامل جسديا وعقليا. وهذا وفقا لأراء الأطباء المختصين بهذا الأمر، فالجدير بالذكر أن اليوم الذي يبقى فيه الطفل داخل رحم أمه سيحدث له تطور لمدة أسبوع كامل مقارنة بولادة الطفل في حالة مبكرة.
من الهام معرفة أنه كلما ولد الطفل مبكرا، كلما إزدادت نسب تعرضه للمخاطر والمشكلات التي تؤثر على صحته من خلال ما يلي:
- المعاناة من نقص الوزن الملحوظ
- معرضون بشكل كبير لحدوث فشل بالجهاز التنفسي
- ضعف الجهاز المناعي
- عرضة للكثير من أنواع العدوى
- صعوبة الهضم وسوء الامتصاص
- الإصابة لأمراض القلب الخلقية
- أمراض المعدة
- خطر الإصابة ببعض مشاكل شبكية العين
- خطر التعرض للاضطرابات السلوكية في مراحل متقدمة من العمر
نتيجة لما سبق ذكره، فيجب العلم إن الأطفال الخدج محرومون بشكل كبير من بعض مميزات الحياة الطبيعية الصحية مما يسبب ذلك حدوث تأثير ملحوظ على نموهم.
إقرأ أيضا: المنظفات المنزلية وتأثيرها على صحة الأم والجنين
ما هي علامات الولادة المبكرة؟
طبقا لأحدث الدراسات فقد تم إثبات ميلاد طفل من كل 10 أطفال قبل الأوان، لذا فإن الولادة المبكرة ليست ظاهرة نادرة أو مستحيلة الحدوث، لذلك فلا ينبغي أن تكون النساء الحوامل غير مدركات لأخطار الولادة المبكرة وعلامتها التحذرية المتمثلة في بعض العلامات التالية:
- حدوث التشنجات بشكل متكرر، وضيق في منطقتي البطن والحوض.
- يصبح المهبل في حالة وردية لزجة .
- الإصابة بنزيف أو مخاط عنق الرحم.
- تسرب السائل الأمنيوسي.
- بعض الأمهات الحوامل يعانين من آلام أسفل الظهر وآلام الظهر.
- الإسهال الشديد .
ماذا نفعل عندما تكون هناك علامات على خطر الولادة المبكرة؟
ما يجب القيام به بمجرد وجود إحدى علامات الولادة المبكرة المذكورة على النحو الوارد أعلاه هو الذهاب إلى البيب المختص وعلى الفور لتشخيص الحالة ورؤية ما يجب أن يتم فعله اعتمادا على الظروف الصحية للأم والجنين.
في هذا الوقت سيقوم الطبيب بإتخاذ القرار الملائم لوضعك الصحي حيث يتمثل ذلك في وصف العلاج المناسب الذي يعمل على الحد من تقلصات الرحم للبعد عن خطر الولادة المبكرة. إلى جانب هذا يجب القيام بالإستلقاء براحة تامة لفترة يقوم الطبيب بتحديدها، والبعد عن الأنشطة التي تحتاج إلى مزيد من الجهد والإرهاق.
إقرأ أيضا: مشاكل الأمعاء الشائعة بعد مرور فترة الحمل
ما هي أسباب حدوث الإصابة بخطر الولادة المبكرة؟
يجب العلم أن الولادة المبكرة تحدث نتيجة عدة عوامل تتمثل فيما يلي:
- حدوث حالة من التمزق السابق لأوانه للسوائل الأمنيوسية، حيث يحدث هذا بسبب الحمل المتعدد، والسوائل الأمنيوسية المتعددة، والإصابة بتشوهات الحمل.
- بسبب الحالة الصحية للأم مثل ارتفاع ضغط الدم، والتهاب الحويضة والكلية، وتشوه الرحم، وسوء التغذية، والتدخين، الأشغال الشاقة المفرطة والمجهدة
إلى جانب ما سبق ذكره يجب العلم أن نسبة كبيرة من النساء اللواتي تعرضن لحدوث هذه المشكلة لم يكن قد أصيبن ببعض الأعراض التي قمنا بذكرها من قبل مما يدل ذلك على أن حدوث الإصابة في بعض الحالات ليس لديها سبب واضح يؤدي إلى حدوث هذه المشكلة.
هل من الممكن العمل على تقليل خطر الولادة المبكرة؟
من الوارد أننا نستطيع أن نقوم بفعل ذلك ففي حالة إهتمام النساء الحوامل بأنفسهن أثناء الحمل عن طريق الرعاية الصحية الجيدة، فإن ذلك يساعد على تقليل خطر الإصابة بمشاكل الولادة المبكرة، لذلك يجب خلال هذه الفترة الإلتزام ببعض الأشياء اهمها:
- فحص ما قبل الولادة عن طريق الطبيب المختص، والقيام بإخباره بأي معلومات تخص الإصابة بأي مشكلات أو تشوهات بالجسم.
- تناول ما يكفي من العناصر الغذائية الصحية المفيدة للجسم.
- عندما تكون هناك أمراض تظهر أثناء الحمل مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، فيجب العمل وبشكل دقيق على اتباع تعليمات الطبيب المعالج.
- الحفاظ على مزاج عقلي مريح، وتجنب الإجهاد الشديد، والتوتر العصبي الذي يسبب العديد من المشكلات.
- تجنب التدخين والبعد عن المدخنين
- البعد عن إستخدام الأدوية بشكل عشوائي.
كيف تتم رعاية الأطفال الخدج؟
يجب العلم أنه في حالة الولادة المبكرة، سيكون الجهد والوقت الذي يقضيه الوالدان في رعاية الطفل أصعب بكثير وأكثر تعبا من أقات رعاية الأطفال العاديين لأن جسم الطفل آنذاك الوقت ضعيف، ويحتاج إلى رعاية واحتياجات غذائية خاصة لكي يحدث له تطور في الوقت المناسب كما هو الحال عندما لا يزال جنين داخل رحم الأم.
في الغالب، ستكون متطلبات التغذية والبروتينات والفيتامينات للأطفال الخدج عالية جدا بينما تكون قدرة الامتصاص ضعيفة إلى حد ما، لذلك غالبا ما يتم الاحتفاظ بالأطفال الخدج في المستشفى للحصول على رعاية مثالية من خلال المعدات اللازمة.
خلال هذه الفترة يتم إرضاع الطفل من الثدي مع مغذيات خاصة يقوم طبيب الأطفال المختص بالقيام بوصفها.وعندما يصل الطفل إلى 3600 جرام ويكون في صحة مستقرة، يُصرح له بالخروج من المستشفى. ولكن سوف يتم هذا تحت إشراف الطبيب الذي سوف يقوم بتقديم النصائح العديدة حول كيفية رعاية طفلك الخديج وما هي طرق التعامل معه بشكل مثالي.