يطلق على السائل المحيط بالجنين داخل الرحم اسم ( السائل الأمنيوسي , أو السلوي ) ويعد وجوده ضروريا حيث يحمل قيمة حيوية في إطار استكمال رحلة الحمل بمنتهى الأمان , كما يمكن أن نستدل من خلاله على الوضع الصحي للحمل نظرا لكونه من المؤشرات الهامة التي تعكس وجود استقرار حملك من عدمه حيث يوفر بيئة نمو ذات درجة حرارة مناسبة وثابتة ضمانا لأفضل حماية للجنين داخل الرحم علاوة على دوره في المساعدة على امتصاص الصدمات والوقاية من العدوى ,ومن الممكن أن تواجه الحامل أحد المشكلات الطبية المتعلقة به والمسببة لمضاعفات تؤثر على سلامه حملها و تعد مشكلة انصمام السائل الأمنيوسي من ضمن الحالات الحرجة التي تستوجب عناية طبية عاجلة.. وسوف نتعرف عليها بمزيد من التفاصيل
حول انصمام السائل الأمنيوسي
على الرغم من شيوع حالات تسرب السائل الأمنيوسي نتيجة حدوث تمزق مبكر في الكيس الأمنيوسي والتي تلاحظ الحامل خروج خلالها قطرات من سائل مائل إلى اللون الأصفر من الرحم فإنه من جهة أخرى هناك تلك الحالة المسماة بإنصمام السائل الأمنيوسي والتي تصنف لكونها نادرة الحدوث ومع ذلك تكمن خطورتها في حدوث تسريب سواء للسائل الأمنيوسي ذاته أو بعض مكوناته التي تشمل خلايا أو شعر إلى المجرى الدموي وذلك كشكل من أشكال المضاعفات الوارد حدوثها أثناء مرحلة المخاض أو ولادة الطفل .
ماالمقصود بإنصمام السائل الأمنيوسي ؟
انصمام السائل الأمنيوسي
وعند إصابة المرأة الحامل بتلك الحالة الطبية الطارئة سواء خلال فترة الحمل أو في غضون 48 ساعة بعد الولادة وذلك بغض النظر عن نوع الولادة سواء طبيعية أو قيصري فإنه من المتوقع أن ينشأ رد فعل مناعي كشكل من أشكال الإستجابة غير الطبيعية المؤدية إلى فشل القلب والقصور الرئوي مع تدفق نزيفا دمويا حادا
توجد بعض الأعراض الأولية التي تتخذ طريقها في الظهور كمؤشرات خطر على الإصابة بإنصمام السائل الأمنيوسي ومن أبرزها أزمات ضيق التنفس , وهبوط ضغط الدم إلى جانب اضطراب التخثر , والتي تتطلب الرجوع الفوري إلى الطبيب للحصول على تشخيص طبي مبكر واتخاذ كامل إجراءات الإنعاش القلبي الرئوي السريع بهدف انقاذ كلا من الأم والجنين
عوامل خطر الإصابة بإنصمام السائل الأمنيوسي
عوامل خطر الإصابة بإنصمام السائل الأمنيوسي
1-التقدم في العمر
بالنسبة للنساء اللاتي خضن تجربة الحمل بعد تجاوز سن 35 عاما , فإن السيدات في تلك المرحلة العمرية يكن أكثر عرضة للإصابة بإنصمام السائل الأمنيوسي , لذلك فإن أعمار الحمل المتقدمة تعد أحد عوامل الخطر المتوقعة
اقرأ أيضا متلازمة شيهان.. من مضاعفات فقدان الدم المفرط أثناء الولادة
2-انفصال المشيمة عن جدار الرحم قبل الآوان
انفصال المشيمة
سبب آخر يشير إلى أحد المشكلات المتعلقة بالمشيمة ذلك العضو الذي ينمو خلال الحمل لإمداد الجنين بالأكسجين والمغذيات حيث من الممكن أن تعاني المرأة من تعرض حاجز المشيمة للإنهيار الأمر الذي يعطي فرصة لدخوله وتصريفه إلى دم الأمهات ليختلط به
يمكن أن تطرأ بعض التشوهات في المشيمة التي من شأنها زيادة مخاطر التعرض لإنصمام السائل الأمنيوسي , ومن بين صور التشوه المتوقعة أن تقوم المشيمة بتغطية عنق الرحم سواء جزئيا أو كليا وهذا ماتتم صياغته تحت المشيمة المنزاحة أو انفصال المشيمة التي تفرض قيود من الحواجز بينك وبين طفلك
3-وقوع أحد الصدمات
لايسلم الأمر في بعض الأحيان من حوادث السقوط المفاجئة أو الصدمات العنيفة أو خطأ وارد أثناء الخضوع لأحد الإجراءات الطبية أثناء الولادة والتي تزيد من فرص حدوث الإنصمام
4-تفاعلات تحسسية
ربما لاتكوني على علم بكافة مسببات الحساسية ولاتقتصر معرفتك إلا على الأطعمة المثيرة للتحسس أو الأدوية التي تسبب آثار جانبية غير متوقعة , إلا أن هذا السائل السلوي المحيط بالجنين يمكن أن يرتبط بردود فعل تحسسية من النوع الشديد لدى السيدات مما يحفز نوع من الإستجابة الإلتهابية غير الطبيعية
الأعراض الشائعة لإنصمام السائل الأمنيوسي
1-صعوبات تؤدي إلى أزمات تنفسية
- في البداية سوف تشعر المصابة بإنقباضات حادة في الصدر يتخللها ضيق تنفسي
- علامات الإزرقاق
- تسارع وتيرة التنفس
2-قصور في الدورة الدموية
حيث من الممكن التعرض لهبوط شديد في الضغط الدموي بالإضافة إلى ضربات قلب غير منتظمة
3-اضطرابات تجلط الدم
اضطرابات تجلط الدم
تعبر عن مشكلات في تخثر الدم وهذا مايتسبب في نوبات حادة من النزيف ناجم عن خلل في عوامل التجلط الدموي داخل الأوعية الدموية المنتشر , بينما تشمل الأعراض العصبية الشائعة نوبات التشنج وقد يصل الأمر إلى حد غياب الوعي أو الدخول في غيبوبة
كيفية تشخيص انصمام السائل الأمنيوسي
قياس مخطط كهربية القلب (ECG)
يعتمد التشخيص المبكر على التدخل المبكر للتعرف جيدا على طبيعة الأعراض التي تقع بشكل مفاجىء سواء كان أثناء الولادة أو فيما بعدها ومن ضمن الإختبارات التي يوصي بها الطبيب
- اختبار فحص الدم الذي يعد من أشكال التحاليل الشائعة المفيدة في وضع تقييمات للمشكلة التخثر
- للكشف عن اضطرابات نظم القلب يتم اللجوء إلى تخطيط كهربية القلب بغرض ضبط وتنظيم إيقاع القلب
- للتحقق من مستويات الأكسجين في مجرى الدم بهدف قياس التأكسد النبضي عن طريق مشبك يعلق في الإصبع أو شحمة الأذن
- إجراء التصوير الطبي للصدر عن طريق الإستعانة بالأشعة السينية التي ترصد صورا للسوائل الموجودة حول قلبك
طرق العلاج الفعالة لإنصمام السائل الأمنيوسي
تستدعي إجراءات العلاج تدخلا فوريا عاجلا معتمدا على الإنعاش القلبي الرئوي للمريض لتعزيز الكفاءة الوظيفية للقلب والرئة بالإضافة إلى السيطرة على النزيف الحاد وإدارته على النحو الأمثل
1-القسطرة
يلجأ إليها الطبيب كإجراء فعال لمراقبة مستويات ضغط الدم عن طريق إدخال أنبوب رفيع مجوف في أحد الشرايين بينما يوضع أنبوب آخر في الوريد في الصدر وذلك لتلقي السوائل أو العلاجات الدوائية بالإضافة إلى عمليات نقل أو سحب الدم
2-الأدوية الطبية
يمكن أيضا أن يتجه الطبيب إلى وصف بعض العقاقير لإستعادة وظائف القلب , وتقوم آليتها على تقليل مقدار الضغوط الناتجة عن تراكم السوائل في القلب والرئتين
3-إجراء نقل الدم
إجراء نقل الدم للحامل
بالنسبة للحالات بالغة الخطورة التي تعاني منها المرأة على سرير الولادة من مشكلة النزيف الدموي الغزير بحيث لايمكن السيطرة عليه فإن نقل الدم من أحد المتبرعين يمثل الخيار الوحيد وفي بعض الأحيان تتم الإستعانة بالسوائل البديلة لتعويض حجم الدم المفقود كالمحاليل الوريدية , والبلازما المجمدة الطازجة