عند الحديث عن تجلط الجيوب الأنفية الكهفي، يجب علينا العلم أنها تعد من الحالات الصحية التي من الوارد حدوثها مع عدد ليس بالقليل من الأشخاص، مما قد يدفعنا هذا الأمر إلى ضرورة الحديث عن هذه المشكلة الصحية بمزيد من التوضيح. لهذا الأمر قررنا اليوم من خلال صحة المرأة أن نقوم بفتح ملف الجيوب الأنفية الكهفي بشكل موسع من حيث أسباب الحدوث وأعراض الإصابة وطرق التعامل العلاجية مع هذا الأمر.
ما هو تجلط الجيوب الأنفية الكهفي؟
يعد تجلط الجيوب الأنفية الكهفي من الحالات المرضية التي قد ينجم عنها التهاب شديد أو انتفاخ في الأنسجة المحيطة بالجيوب الأنفية حيث يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى حدوث إغلاق جزئي أو كلي في هذه الجيوب مما ينتج عن هذا حدوث الإصابة بالتجلط الكهفي.
ما هي أسباب الإصابة بخطر تجلط الجيوب الأنفية الكهفي؟
يجب معرفة أن هذه النوعية من المرض تعد ناتجة بشكل رئيسي عن الكثير من الأسباب والمتغيرات التي يلزم علينا التعرف عليها بمزيد من الفهم والوضيح:
– يُعتبر التهاب الجيوب الأنفية أحد أهم أسباب حدوث الإصابة بتجلط الجيوب الأنفية الكهفي، حيث يتسبب في احتقان الأنسجة المحيطة بالجيوب وتراكم المخاط فيها، مما قد يؤدي إلى انسداد الجريبات الشعرية الموجودة في الجيوب الكهفية وتجمع السوائل فيها، ومن هنا يتم تكوين الجلطات.
– الأشخاص الذين يعانون من حساسية مزمنة حيث أنهم أكثر عرضة لهذه الحالة المرضية حيث يتسبب تفاعل الجهاز المناعي مع مواد مثل الغبار أو الحبوب اللقاحية في زيادة إنتاج السوائل في الأنف والجيوب الأنفية، مما يزيد هذا من احتمالية تجلطها.
– قد تكون هناك عيوب في التركيب الأنفي مثل الحواجز أو العيوب الخلقية التي تؤدي إلى انسداد الجيوب أو تدفق غير طبيعي للسوائل من خلالها مما يؤدي هذا إلى حدوث تكوين للجلطات.
– المرور بفترة الحمل حيث يمكن أن تزداد فرصة تجلط الجيوب الأنفية الكهفي بسبب التغيرات الهرمونية والزيادة في إنتاج السوائل وحدوث تورم في الأنسجة.
– يعتبر التدخين عاملا مهما يؤدي إلى تراكم السوائل وتهيج الأنسجة في الجهاز التنفسي، مما يزيد هذا من احتمالية تجلط الجيوب الأنفية الكهفي.
– تعد العدوى هي سبب نموذجي لحدوث الإصابة بتجلط الجيوب الأنفية الكهفي حيث تنتشر العدوى خارج الوجه أو الجيوب الأنفية أو الأسنان. بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن تسبب التهابات الأذن أو العين أيضا حدوث الإصابة بهذه الحالة المرضية.
إقرأ أيضا: ثقب الحاجز الأنفي.. ماهو؟ وأهم الطرق المعنية بالتعامل معه
ما هي أعراض الإصابة بتجلط الجيوب الأنفية الكهفي؟
توجد العديد من الأعراض التي تدل على حدوث تجلط الجيوب الأنفية الكهفي والتي تتمثل في الآتي:
- التهاب واحتقان الجيوب الأنفية الكهفي.
- السيلان الأنفي المستمر.
- الألم الشديد في المنطقة المحيطة بالجيوب الأنفية الكهفي.
- آلام الوجه وخاصةً في منطقتي الأنف والخدين.
- الحمى المتقطعة والإرهاق الشديد.
- خسارة الشهية ومن ثم فقدان الوزن.
- آلام الرأس الشديدة، وخاصةً في منطقة الجبين والشرايين الخلفية للعينين.
- الإصابة بصعوبة في التنفس نتيجة للاحتقان الشديد في الأنف.
- فقدان الرؤية أو الشعور بالرؤية المزدوجة.
ما هي التقنيات الطبية المستخدمة في عملية تشخيص تجلط الجيوب الأنفية الكهفي؟
في حالة تألم المريض من الجيوب الأنفية، فسوف يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني و عدد من الاختبارات بما في ذلك:
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- الأشعة المقطعية.
- تصوير الأوعية التاجية.
- تصوير الأوعية بالأشعة المقطعية.
- الموجات فوق الصوتيه.
- فحص الدم.
ما هي طرق علاج تجلط الجيوب الأنفية الكهفي؟
تتعدد وتتنوع طرق علاج هذه الحالة المرضية حيث يمكن للطبيب المعالج أن يقوم بإتباع البعض منها أو يستعين بأكثر من وسيلة نستطيع من خلالها مقاومة المرض وتحسين الحالة الصحية، بوجه عام تتمثل هذه الطرق فى الآتي:
أولا: الوقاية والحماية
يجب على الفرد العمل دائما على تجنب العوامل المسببة لتجلط الجيوب الأنفية الكهفي حيث يشمل ذلك البعد عن التعرض للروائح الكيميائية القوية والهواء الملوث، فالجدير بالذكر أن هذه العوامل قد تزيد من تهيج الجيوب الأنفية وتجلطها.
إلى جانب هذا فإنه من الجيد أيضا تجنب التواجد في المساحات المغلقة ذات التهوية السيئة، حيث يمكن لضغط الهواء المنخفض هذا أن يؤدي إلى حدوث تجلط الجيوب الأنفية.
ثانيا: أنماط الحياة الصحية
ينصح الأطباء دائما بضرورة إتباع أنماط الحياة الصحية لعلاج تجلط الجيوب الأنفية الكهفي حيث يحدث ذلك عن طريق زيادة تناول السوائل، بما في ذلك الماء والعصائر الطبيعية، وهذا للمساعدة على ترطيب الجهاز التنفسي وتخفيف الاحتقان والتورم.
ينصح أيضا بضرورة إتباع أنظمة غذائية صحية وتجنب تناول الأطعمة الدهنية والمقلية والغنية بالسكريات، حيث يمكن أن تزيد هذه النوعية من التهاب الجيوب الأنفية وتجلطها. بالإضافة إلى ذلك فإنه من الجيد جدا القيام بالعمل على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث يساعد هذا الامر على تحسين الدورة الدموية وتقوية جهاز المناعة بوجه عام.
ثالثا: الأنماط العلاجية الطبية
على الصعيد الطبي يوجد مجموعة من العلاجات الطبية التي يمكن استخدامها لعلاج تجلط الجيوب الأنفية الكهفي، والتي تتضمن القيام بإستخدام المضادات الحيوية في حالة حدوث التهاب بكتيري في الجيوب الأنفية حيث يقوم هذا العلاج بقتل البكتيريا وتخفيف الالتهاب.
يجب أيضا العمل على استشارة الطبيب المختص قبل القيام بإستخدام أي أدوية علاجية، وبالأخص المضادات الحيوية، حيث لا ينصح باستخدامها بشكل طويل الأمد نظرا لمخاطر مقاومة البكتيريا.
يمكن أيضا اللجوء إلى مضادات الهيستامين لتخفيف الأعراض المرتبطة بتجلط الجيوب الأنفية الكهفي، مثل الحكة والعطس واحتقان الأنف. وفي بعض الحالات الشديدة، قد ينصح الأطباء بضرورة الإستعانة بإجراء التدخلات الجراحية لتنظيف الجيوب الأنفية وإزالة التجلطات.
وفي الختام، يجب علينا أن نذكر أن الوقاية هي الأفضل دائما حيث أنه من الجيد الحفاظ على نظافة الأنف بشكل منتظم عن طريق استخدام الماء العادي أو المحلول الملحي. كما يمكن أيضا إستخدام البخاخات الأنفية المتاحة في الصيدليات لترطيب الأغشية المخاطية وتقليل إحتقان الأنف.
بالإضافة إلى ذلك، ينصح بضرورة تجنب التدخين والتعرض للتدخين السلبي، حيث يمكن أن يتسبب في احتقان الجيوب الأنفية وحدوث تجلطها.