تعاني بعض النساء من حدوث مشاكل تشوه الرحم التي تتلخص في كونها تطورات غير طبيعية تحدث في بنية الرحم حيث تستطيع هذه التشوهات التأثير بشكل كبير على خصوبة المرأة. إلى جانب هذا فقد تنقسم تشوهات الرحم أيضا إلى عدة أنواع، كل منها يتوافق مع نوع خطر معين، وبالاخص في حالة الرغبة بالحمل، والولادة حيث تعد هذه هي الهياكل الغير طبيعية التي تجعل الحمل أكثر صعوبة، وذو مجهود مضاعف. لذا هيا بنا نتعرف على مشكلة تشوهات الرحم بمزيد التفصيل مع توضيح تأثيرها على الصحة الإنجابية.
ما هو تشوه الرحم؟
تعتبر تشوهات الرحم هي نوع من أنواع التشوهات الهيكلية التي تحدث بداخل الرحم، وذلك بسبب حدوث اضطرابات الأعضاء التناسلية في وقت تكوين الجنين، فعادة ما تشمل هذه التشوهات الرحم، وقناتي فالوب، والمبيضين. لذلك، يمكن أن يؤثر أي تشوه واقع في هذه المناطق على الأداء الجنسي للمرأة، وكذلك طبيعة قيامها بوظيفتها الإنجابية.
من أهم الأعراض الشائعة لهذه المشكلة هو الإصابة ببعض الأزمات الصحية مثل العقم، والولادة المبكرة، والإجهاض المتكرر، ففي المرضى الذين يعانون من مشاكل الخصوبة، يرتبط حوالي نسبة 25 إلى 30 % من حالات الإجهاض المتتالية بحدوث مشكلة تشوهات الرحم.
ما هي أهم أنواع تشوهات الرحم؟
بناء على شكل الرحم عند تشوهه، فمن الممكن أن يتم تقسيم هذه التشوهات إلى 7 أنواع شائعة تتمثل في “عدم وجود رحم، رحم مع حاجز، رحم مزدوج، رحم ذو قرن واحد، رحم ذو قرنين، ورحم مقبب، والتشوهات المرتبطة بمتلازمة التعرض لثنائي إيثيل ستيلبيسترول (DES)”، وسنتعرف عليهم بمزيد من التفصيل فيما يلي:
أولا: عدم وجود رحم
يعتبر هذا هو أندر أنواع التشوهات حيث عادة يحدث عندما لا يكون لدى النساء في هذه الحالة رحم أو يكون الرحم صغيرا جدا، إلى جانب صغر حجم المهبل أيضا، مما يؤدي ذلك إلى عدم وجود حيض، ولا حتى مهبل. ومع ذلك، يتواجد لديهم المبايض وقناتي فالوب كالمعتاد.
في حالة التشوهات بدون رحم، لا يمكن الحمل بأي شكل من الأشكال لأن الطرق العلاجية لم تعتمد بعد تقنية زرع الرحم الاصطناعي حيث يعتبر هذا هو الملاذ الوحيد للتعامل مع هذه المشكلة.
إقرأ أيضا: مشاكل الأمعاء الشائعة بعد مرور فترة الحمل
ثانيا: الرحم مع الحاجز
يعتبر الحاجز الذي يقسم الرحم إلى شطرين هو شكل من أشكال الرحم المشوه حيث يمتد هذا الحاجز من القاعدة إلى جزء من الرحم، حتى يمتد إلى عنق الرحم.
سواء كان هذا الحاجز قصيرا أو طويلا، فإنه يؤثر على قدرة المراة الإنجابية حيث يحدث هذا نظرا لأن تجويف الرحم ضيق، مما يتسبب ذلك في حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة، لذلك يجب على النساء المصابات بالرحم الحاجز إجراء جراحة الحاجز إذا كان لديهن العقم، والإجهاض المتكرر، وإلا فمن الصعب ضمان سلامة الجنين أثناء فترات حملهن.
ثالثا: الرحم المزدوج
الرحم المزدوج هو حالة يوجد فيها غرفتان من الرحم يكاد كل منهما تنفصل عن الآخرى حيث لا علاقة لهما ببعضها البعض.
يجب العلم أنه من الممكن أن يكون لكل غرفة رحم مهبل ورحم خاص بها. لذلك يمكن القول أن المرأة التي لديها رحم مزدوج وارد أن تمتلك مهبلان ورحمان منفصلان.
من الهام جدا معرفة أن النساء اللائي يعانين من الرحم المزدوج هم أكثر عرضة لحدوث الإجهاض، أو الولادة المبكرة، أو تأخر النمو، أو الإملاص أثناء فترة الحمل حيث يحدث ذلك بسبب بعثرة الشرايين التي تقوم بتغذية الجنين، وحدوث ضيق في تجويف الرحم.
يعتبر الرحم المزدوج هو أيضا شكل نادر من الرحم المشوه، ففي خلال فترة الحمل، ستكون حجرة الرحم التي لا تحتوي على الجنين منخفضة، وتسبب إعاقة لحدوث الولادة الطبيعية. لذلك، غالبا ما توصف للأمهات الحوامل في مثل هذه الظروف ضرورة الولادة بإستخدام الطريقة القيصرية لضمان سلامة الطفل.
رابعا: الرحم ذو القرن الواحد
يعتبر الرحم ذو القرن الواحد، المعروف أيضا باسم الرحم الواحد هو أحد أنواع تشوهات الرحم التي تعني أن حجم الرحم في هذه الحالة هو نصف حجم الرحم الطبيعي وله قناة فالوب واحدة.
غالبا ما تواجه النساء ذوات الرحم الواحد صعوبة في الحمل بشكل طبيعي، ولكن تستطيع بعض الطرق الإنجابية المساعدة في علاج ذلك مثل الإخصاب في المختبر، وضخ الحيوانات المنوية.
خامسا: الرحم ذو القرنين
من أهم مواصفات الرحم ذو القرنين هو أنه على شكل قلب وهذه الهيئة تحدث على حسب درجة الإنحراف لديه حيث يمكن أن يتسبب هذا النوع من الإنحراف بسهولة في حدوث الحمل خارج الرحم مما يؤثر هذا سلبا على الجنين.
في هذه الحالة يصبح للجنين مساحة أقل لكي يقوم بالنمو فيها مما يجعل هذا الأم أكثر عرضة للإجهاض أو الولادة المبكرة عن كون الرحم في حالته الطبيعي.
إقرأ أيضا: حدوث الحمل أثناء الإصابة بالأورام الليفية
سادسا: الرحم على شكل قبة
الرحم المقبب هو حالة يكون فيها الرحم في شكل غير طبيعي، وقاعدة الرحم مقعرة حيث يمكن اكتشاف حدوث هذه المشكلة من خلال الموجات فوق الصوتية.
في هذه الحالة عادة ما يكون قاع الرحم مسطحا أو محدبا قليلا حيث يتسبب ذلك القاع المقعر في حدوث تدفق العضلة القاعدية إلى تجويف الرحم لتكوين وسادة صغيرة. فالجدير بالذكر أنه لا يؤثر رحم القبة على الخصوبة، ولكنه مسبب قوي لحدوث مشكلة الولادة المبكرة، أو الإجهاض المتكرر.
سابعا: التشوهات الأخرى
يوجد بعض حالات من تشوهات الرحم المرتبطة بمتلازمة التعرض لثنائي إيثيل ستيلبيسترول (DES).
كيف يتم علاج تشوه الرحم؟
يجب العلم أن كل تشوه في الرحم يتطلب نوع من العلاج الخاص، فعلى الرغم من أن بعض التشوهات لا تتداخل مع حدوث الحمل والولادة، إلا أنه قد تكون هناك حاجة لبعض الطرق الداعمة لكي نتغلب على مضاعفات هذه المشكلات.
يعتبر الإخصاب في المختبر (IVF) من أهم الطرق المستخدمة للعمل على حدوث الحمل بشكل آمن . فعند حدوث الإصابة بتشوهات في الرحم غالبا ما يحدث تغير في حركة إنتقال الحيوانات المنوية، وزرع الجنين. لذلك فإن التلقيح الاصطناعي يسمح للمختصين بإزالة البويضات مباشرة من مبيض الأم حيث تساعد البويضات المخصبة في مختبر خاضع للرقابة ولديها إمكانية تعشيش أعلى تعمل على زيادة معدلات الحمل، وبشكل كبير.
عند الحديث عن التشوهات، وفي حالة إحتواء الرحم على حاجز يسبب هذا حدوث إجهاضا متكرر، فمن الضروري القيام بالعمل على تصحيح شكل الرحم جراحيا. فخلال هذا الإجراء، سوف يقوم الأخصائي بالقيام بقطع الحاجز الذي يقسم غرف الرحم حيث يعتبر تنظير الرحم هو إجراء يزيد من فرص حدوث الحمل ولكن يمكن أن يترك تندبا داخل الرحم.
يمكن أن تتداخل تشوهات الرحم مع خصوبة الأم حيث أن لهذه المشكلة تأثير سلبي مباشر على نمو الجنين، وتطوره. لذلك، يجب على النساء ممن يرغبن في حدوث الحمل القيام بإجراء الاختبارات اللازمة المتعلقة بالأعضاء التناسلية المتمثلة في الرحم وذلك للكشف عن التشوهات الرحمية إن وجدت وهذا لكي يتم التمتع بحمل آمن خالي من أخطر، وأهم المشكلات.