في المراحل الأولى من ولادة طفلك قد تعاني عزيزتي الأم من إضطراب النوم، وأوقاته التي تكاد تكون غير متواجدة إطلاقا، فطفلك الجميل غير مستقر في هذه المرحلة، وبالتالي تصبحي تابعة له في عدم الإستقرار هذا، ولكن من الممكن إيجاد حل مؤقت لذلك الوضع يسمى بتغذية الأحلام، فهذا النمط يعتبر جديد، وغير مستساغ لأسماعنا، ويوجد من لم يسمع عنه مطلقا لذلك سوف نقوم اليوم بمعرفة ما هي هذه التغذية؟ وكيف يتم تطبيقها مع الرضيع في أيامه الأولى؟.
تغذية الأحلام
نعلم عزيزتي الأم أنه عندما تضعي طفلك الرضيع في سريره ليلا، وتستعدي لكي تستقري، وتنامي بضعة من الساعات، يستعد طفلك وقتها للإستيقاظ، وفي هذا الوقت ينتابك الإحباط الشديد بسبب التعب البدني، والجسماني الذي يصيبك، ولكن وقتها تقومي بالتفكير، وتتساءلي ماذا سوف يحدث إذا أستيقظ طفلي بعد ثلاث ساعات من وضعه كل ليلة، هل من الممكن أن أقوم بإطعامه، وهو نائم قبل الذهاب إلى الفراش مباشرة، بينما ما زلت أنا مستيقظة؟”
عزيزتي الأم تعتبر التغذية التي قمنا بذكرها سابقا هي التغذية المسماه ب”تغذية الأحلام”، والتي تتضمن إطعام طفلك بعد ساعات قليلة من ذهابه للنوم ليلا، فالفكرة تتشابه مع فكرة التخزين، وذلك يتم قبل وقت النوم لكي سيدتي، على أمل أن ينام طفلك لفترة أطول قبل أن يعاود الإستيقاظ مرة أخرى.
تشير تغذية الأحلام إلى ضرورة إطعام طفلك بعد ساعات قليلة من ذهابه إلى الفراش، وقبل أن تستغرقي في النوم.، فهذه التغذية تتمثل في تقديم لطفلك الثدي أو الزجاجة الخاصة بالرضاعة على الرغم من أن طفلك لم يستيقظ بعد، فأثناء العمل بهذا النوع من التغذية عادة ما يكون الأطفال أغمضوا أعينهم، ويكونون في حالة حالمة من النوم.
قد تبدو فكرة إطعام طفلك أثناء نومه فكرة غريبة جدا للكثير من الأمهات، ولكن الهدف الرئيسي منها أن يظل الطفل نائم، وبعد تناوله للرضعة الخاصة بهذه التغذية يتم تمديد الجزء الأول من نومه، بحيث يكون أقل عرضة لإيقاظ الأم في الساعات الأولى من الليل، فالفكرة هي أن جوعهم يتم إشباعه لفترة أطول خلال الليل عندما يتم تنفيذ هذا النظام بشكل سليم.
كيف نقوم بتطبيق تغذية الأحلام؟
إذا كنت تفكري عزيزتي في تجربة هذا النوع من الرضاعة، فمن المحتمل أن يكون لديك الكثير من الأسئلة حول هذا النظام، وسنقوم في السطور التالية بإستعراضها
- موعد بداية تغذية الأحلام
ربما تتساءلي سيدتي في أي عمر من المنطقي تجربة ذلك مع طفلك، فالإجابة تتلخص أن هذا النظام لا يطبق في الأيام الأولى للأطفال حديثي الولادة، حيث تكون جداول تغذية الطفل، ونومه غير منتظمة بشكل كبير، بالإضافة لذلك فإن طفلك لا يعرف حتى الفرق بين الليل، والنهار، ولما التعجب فالطفل في أيامه الأولى، ولا يعلم شيء لذا فإن محاولة تعديل جدول التغذية في تلك المرحلة قد تكون صعبة جدا، وتبوء بالفشل.
أتفق الخبراء على أنه من الأفضل تجربة “تغذية الأحلام” عندما يكبر الطفل قليلا، ويصل إلى عمر 2 إلى 3 أشهر، حيث يمكن للأطفال عادة قضاء ثلاث إلى أربع ساعات بين الرضعة، والأخرى، لذلك قد يكون هذا هو الوقت المناسب للبدء، ومع ذلك يختلف جميع الأطفال عن بعضهم، لذا يجب عليكي عزيزتي النظر إلى الطفل لكي تقومي بتحديد متى تظهر أنماط التغذية الخاصة به، ومتى قد تنجح إضافة رضعة إضافية.
- التوقيت المناسب لتغذية الأحلام
قد تتساءلي أيضا سيدتي متى تقومي بالتغذية في المساء؟ فعادة ما تحدث الرضاعة بعد حوالي ثلاث ساعات من وضع طفلك في سريره للنوم، لذا فإنه من الممكن أن تجعليه يتناول هذه التغذية بالقرب من الساعة 10-11 مساء مقابل 1-2 صباحا حيث تساعدهم هذه التوقيتات على مواءمة إمتدادهم الليلي الطويل مع الوقت الذي ستذهبي فيه عزيزتي إلى الفراش، وخلودك للنوم.
- عينة جدول تغذية الحلم
من الممكن وضع جدول زمني يعتمد على تغذية الطفل الذي يرضع كل ثلاث ساعات بهذا النظام، ويمكنه الإستغراق في النوم لفترة أطول في الليل، ومن المفترض أن يتماشى هذا مع الوقت الذي ينام فيه الوالدان، بحيث يتزامن أطول فترة نوم لطفلهما مع وقت نومهم لتجنب القلق، والإرهاق البدني.
- 7 صباحا: تغذية
- 10 صباحا: تغذية
- 1 مساء: تغذية
- 4 مساء: تغذية
- 7 مساء: تغذية
- 10 مساء: تغذية الأحلام
- 10 مساء – 4 صباحا: النوم بدون تقطع، ونأمل حدوث هذا
- 4 صباحا: تغذية
كيف تعرفين أن طفلك جاهز لتجربة تغذية الأحلام
إليكي عزيزتي طريقة فعالة عن كيفية معرفة ما إذا كان طفلك مستعدا لتجربة تغذية الأحلام أم لا، وذلك من خلال إيجاد وقت لا يكون فيه طفلك في فترة نوم عميق حيث يتحرك أثناء نومه، ثم يتم تنبيهه بلطف للرضاعة إما عن طريق وضع الطفل على الثدي أو حلمة الزجاجة إذا كان يرضع من الحليب الصناعي.
أثناء تغذية الاحلام ، حافظي على هدوء الأمور، فهذا الوقت غير مناسب لتغيير الحفاض أو القيام بأي شيء آخر يستدعي إيقاظ طفلك، فيجب أن تجعلي الأمر يقتصر على الرضاعة فقط، فقومي بإرضاعه في حالة نصف نائم حتى يعودوا إلى النوم بعد ذلك مباشرة.
إقرأ أيضا: متى يمكن للطفل الرضيع شرب الماء؟
ضرورة تجشؤ الطفل
أخيرا، يتساءل العديد من الآباء عما إذا كان التجشؤ ضروريا أثناء تغذية الحلم، وجاءت الإجابة من خبراء تغذية الأطفال، وهي أن تجشؤ طفلك ليس ضروريا بشكل كبير، فعلى الرغم من أنه يمكنك بالتأكيد القيام بذلك إذا كنت تعتقدي أنه طفلك بحاجة إلى هذا الإجراء لكي لا يصاب بالغازات داخل معدته، فالحاجة إلى التجشؤ تعتمد على طبيعة كل طفل، فيمكن للبعض الاستغناء عنها.
ما هي فوائد تغذية الأحلام؟
يمكن أن تكون تغذية الأحلام مفيدة بشكل فعال لكل من الآباء، والأطفال، فأكبر وجه إستفادة من ذلك هو إمكانية منح نفسك فترة إضافية من النوم دون إنقطاع حيث يعتبر الحرمان من النوم الذي يعاني منه معظم الأمهات، والأباء الجدد مشكلة كبيرة تدفعك إلى تجربة أي شيء تقريبا للتخلص من هذه المعاناة، فإذا نجحت تغذية الأحلام، واستمر الطفل في نومه لمدة أربع ساعات حتى الرضاعة التالية، فقد يكون هذا بالتأكيد نجاحا كبيرا.
يمكن أن تكون تغذية الأحلام مفيدة أيضا للأطفال الذين يعانون من مشاكل في التغذية مثل مشكلة زيادة الوزن الناتجة من حصوله على المزيد من السعرات الحرارية، ولكن إذا كان طفلك يواجه أي مشكلة جدية، فيجب عليكي التحدث إلى طبيب الأطفال حول هذا الأمر، وما هي الخطوات الإضافية التي يجب عليكي إتخاذها لتجنب حدوث هذه المشكلة.
مما جدير بالذكر إن أفضل جزء هو أنه لا يوجد أي ضرر في نظام تغذية الأحلام، سواء تقومي بتطبيقها عزيزتي أم لا، فهو شكل لطيف من تدريب طفلك على النوم طوال الليل.
نصائح لتحقيق أكثر إستفادة من تغذية الأحلام
شارك خبراؤنا بعض النصائح الفعالة لجعل تغذية الأحلام تعمل بشكل أفضل بالنسبة لكي، ولطفلك عزيزتي، ومن أهم هذه النصائح:
- تهيئة الطفل
إذا كان طفلك يشعر بالنعاس الشديد عند محاولة الرضاعة بنظام تغذية الأحلام، فحاولي اللعب معه قليلا، أو دغدغته تحت ذقنه، أو حتى في أصابع قدميه.
- الغرفة ذو إضاءة هادئة أو مغلقة
يجب أن تكون الأنوار مطفأة أو هادئة، والتفاعل في أقل صورة له حتى يتمكن الطفل من العودة مباشرة إلى مكان نومه بعد ذلك.
- التجهيز المسبق
يجب عليكي عزيزتي الأم أن تقومي بإعداد كل شيء للتغذية بشكل مسبق مثل الوسادة، والأضواء المنخفضة، ثم نقل الطفل بهدوء إلى وضع التغذية هذا.
- الصبر بشكل كبير
يجب التنبأ بأن هذه الطريقة لا تعمل مع جميع الأطفال بشكل يسير لذا كوني صبورة، وامنحي طفلك من ثلاثة إلى خمسة أيام لمعرفة ما إذا كان سوف يعتاد عليها أم لا.
إقرأ أيضا: دليلك الكامل لحواس طفلك الخمسة تعرفي عليها