خلال فترات النوم يقوم الشخص النائم بفعل بعض السلوكيات الغريبة التي تصبح فيما بعد حالة تعودية لا يمكن الإستغناء عنها، فمن أهم هذه العادات عادة النوم بغطاء يعمل على تغطية الجسم بالكامل بما في ذلك الرأس كوسيلة لتقليل الضوضاء والضوء أو لتدفئة الجسم عندما يكون الهواء باردا. ولكن جئنا اليوم بلهجة تحذيرية ضد هذا السلوك الذي يجب التخلي عنه بسبب اضراره الكثيرة والمتنوعة التي قررنا ان نقوم بالتعرف عليها بمزيد من التفصيل من خلال سطورنا القادمة.
ما هي أخطار القيام بتغطية الوجه عند النوم؟
أولا: زيادة خطر الاختناق
أثناء لحظات النوم يقوم النائم في كثير من الأوقات بالعمل على تغطية الرأس أو ترك بعض الفجوات الصغيرة التي يستطيع الفرد من خلالها ان يقوم بالتنفس، ولكن هذا الأمر في العموم يحمل في طياته الكثير من معالم الخطورة الشديدة حيث يزيد هذا من فرص حدوث الإختناق.
يجب العلم أن الأشخاص الذين يعانون من بعض مشاكل النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم، والربو، وأمراض القلب، ومشاكل الرئة هم أكثر عرضة لحدوث خطر الاختناق، وبالأخص إذا قاموا بتغطية رؤوسهم أثناء النوم. علاوة على ذلك، إذا كانت البطانية ذو سمك كبير فسوف تسبب إعاقة مباشرة عن استنشاق الهواء النقي خلال فترات النوم.
علاوة على ذلك، فإن الشخص النائم لا يستطيع آنذاك الوقت ضبط النفس بسبب إستغراقه في النوم، مما يؤدي هذا إلى إنعدام سلوك ضبط النفس لإزالة البطانية من عالوجه عند الشعور بقرب حدوث الاختناق. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يمكنه أن يسبب مشاكل غير مقصودة وكثيرة.
وجب التنبيه على أنه في كل عام لا تزال هناك نسب كبيرة من الوفيات تحدث بسبب الإصابة بالإختناق الذي ينتج عن بعض عادات النوم السيئة والغير صحية.
ثانيا: التنفس في بيئة ملوثة
في الغالب لا يتم غسل البطانيات والألحفة بشكل أسبوعي أو شهري فهذا الأمر لا يعقل بسبب ثقل أوزان هذه الأغطية ولكن عملية التنظيف تتم بشكل موسمي، وبالأخص بعد مرور فصل الشتاء ولكن يتم تهوية هذه الأغطية وتعريضها للشمس بشكل دوري مستمر.
يجب العلم ان أمر تعريض الأغطية للشمس لا يعد كافيا لقتل البكتيريا أو للتخلص من الغبار بشكل تام. لذلك إذا تم إتباع روتين النوم بإستخدام البطانية فوق الرأس، فسوف يؤدي ذلك إلى توفير بيئة خصبة محملة بالكثير من مصادر الهواء الملوث للجسم.
عند قيام الجسم بإستنشاق كلا من البكتيريا والغبار فإن ذلك الأمر يسبب حدوث الكثير من الأضرار الصحية المتمثلة في زيادة خطر الحساسية أو الإصابة بمشاكل التنفس ذو درجات أكثر خطورة.
يتوارد إلى أذهان البعض أمان إستخدام البطانيات الحديث شراؤها في هذا الأمر، ولكن يأتي الواقع مخالفا للواقع بصورة كبيرة وذلك لأن جميع الأغطية تعد غير آمنة في هذه الأوقات بسبب إضافة بعض المواد الكيميائية الضارة أثناء عملية التصنيع.
إلى جانب ما سبق ذكره فيجب العلم أنه في بعض الآونة غالبا ما تصنع منتجات التغطية من أصل غير معروف من القطن المعاد تدويره الذي يحتوي على العديد من البكتيريا بالإضافة إلى أن الألوان والصبغات التي يتم إستخدامها في صناعة هذه الأغطية من الوارد أن تسبب الإصابة بعض الإلتهابات في الجلد بسبب إحتوائها على الأمينات العطرية.
إقرأ أيضا: الكمبيوتر المحمول وتأثيراته السلبية على البشرة
ثالثا: تفاقم أعراض توقف التنفس أثناء النوم
يعد انقطاع النفس المؤقت هوعبارة عن توقف في التنفس أثناء النوم وعادة ما يقترن حدوث هذا الأمر بالسمنة أو زيادة الوزن المفرطة. ولكن يجب العلم، أن هناك أيضا بعض العوامل التي تساهم حدوث هذه الظاهرة ألا وهي إعتماد عادة تغطية الرأس عند النوم بشكل دائم ومستمر.
يجب على الشخص النائم الذي يعاني من بعض المشكلات الصحية أن يتوقف عن فعل هذه العادة لكي لا يقوم بمنع وتقييد تدفق الهواء عبر الفم والأنف، مما يؤدي هذا إلى حدوث انقطاع النفس. بالإضافة إلى ذلك، يجب العلم أن تغطية الرأس بالبطانية خلال فترات النوم من الممكن أن يسبب الأرق الشديد أو يزيد الأمر سوءا بالنسبة لأولئك الذين يعانون من بعض مشاكل النوم.
رابعا: التداخل مع النوم العميق
في المعتاد غالبا ما يكون الجسم أكثر سخونة عند النوم فإذا قمنا بتغطية الجسم كاملا ببطانية ، فهذا يعني أن مصدر الحرارة هذا ليس لديه فرصة للتسلل إلى الخارج حيث يمكن أن يكون الدفء مفيدا للنوم إذا كنا في الهواء البارد، ولكن في معظم هذه الحالات، سيصبح مضر وخانقا للغاية.
يجب العلم أنه خلال هذه الفترة يقوم الجسم بالإحساس بالحرارة واللزوجة، مما يجعل هذا من الصعب النوم أو حدوث الإيقاظ بشكل متكرر مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث انخفاض في جودة الراحة.
من الهام معرفة أنه من الممكن أن يكون لارتفاع درجة الحرارة أيضا آثار جانبية أخرى مثل حدوث وذمة الوجه، والدوخة، والتشنجات العضلية، وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشاكل أكثر خطورة مثل الإنهاك الحراري.
خامسا: تلف الدماغ
جميعنا يعلم أن التنفس عملية مستمرة لضمان الحياة، فعند حدوث تغطية الرأس ببطانية أثناء النوم يعني ذلك الحد من مساحة المنطقة التنفسية للنائم حيث القلة في كمية الأكسجين الذي يتم تزويده للدماغ مع زيادة ثاني أكسيد الكربون وما يتبع هذا الأمر من أضرار متعددة
سيؤدي ذلك إلى حدوث ضيق في التنفس والاختناق، وهذا لأن الأعضاء لا تزود بكمية كافية من الأكسجين، لذلك تعمل بشكل سيء. فالجدير بالذكر أن الدماغ هو العضو الأكثر تضررا الذي غالبا ما يحدث به الكثير من التلف ومن ثم حدوث الإصابة بالخرف.
بالإضافة إلى ذلك، فإن حدوث تقييد تدفق الهواء عبر الفم والأنف بواسطة بعض الأغطية سوف يعمل على زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر المبكر.
في النهاية يجب العمل على التوقف عن هذه العادة الضارة لكي نستطيع أن نتجنب الكثير من المشاكل الصحية والبدنية وما يترتب عليها من مضاعفات أخرى فيما بعد.