قد يكون لتناول الأدوية الخافضة للضغط مع الأدوية الأخرى العديد من المخاطر محتملة الحدوث نتيجة حدوث حالة من التفاعلات الدوائية الضارة. على سبيل التوضيح، يمكن لبعض الأدوية أن تقلل من فاعلية انخفاض ضغط الدم أو تسبب اضطرابات الكهارل، مما يترتب على ذلك التأثر على صحة القلب. بشكل توضيحي مفسر، سوف نقوم الآن بالحديث عن أهم التفاعلات واردة الحدوث عند تناول الأدوية الخافضة للضغط مع بعض المنتجات الدوائية الأخرى.
ما هي الأدوية المتناولة مع الأدوية الخافضة للضغط وتؤدي إلى حدوث تفاعلات ضارة؟
1) مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية
مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية
من أكثر التفاعلات الدوائية شيوعا وإنتشارا، فيمكننا أن نقوم بالحديث عن الأدوية الخافضة للضغط والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين والنابروكسين وما إلى ذلك.
على سبيل التوضيح، قد تقلل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية من التأثير الخافض للضغط خاصة مع النوعية الدوائية التي تتمثل في مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEIs) وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين II (ARBs) ومدرات البول وحاصرات بيتا.
بوجه عام، يُعتقد أن هذه الآلية ناتجة عن قيام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بالتسبب في تضيق الأوعية الكلوية من خلال تثبيط تخليق البروستاجلاندين وهو عامل مهم في الحفاظ على تدفق الدم إلى الكلى، وتباعا يتم تقليل مستوى الترشيح الكبيبي ، والاحتفاظ بالملح والماء، وبالتالي مواجهة التأثير الخافض للضغط الناتج عن تناول الدواء العلاجي.
هذا التفاعل شائع الحدوث عند كبار السن أو المرضى الذين يعانون من قصور كلوي مزمن أو أولئك الذين يتناولون أدوية متعددة. لذا، وعندما تكون مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية قصيرة المدى مطلوبة التناول، فمن الواجب علينا أن نقوم بمراقبة ضغط الدم ووظائف الكلى عن كثب.
قد يكون لبعض مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل السيليكوكسيب تأثير أقل، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى توخي الحذر قدر الإمكان ولكن إذا أمكن، فمن الواجب علينا اختيار مسكنات الألم البديلة مثل الباراسيتامول خاصة مع المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والذين يقوموا بتلقي العلاج.
2) مدرات البول
مدرات البول
من المرجح أن تزيد مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEIs) وحاصرات مستقبلات AT1 (ARBs) ومدرات البول التي تحتفظ بالبوتاسيوم مثل سبيرونولاكتون أو الإبليرينوني من مستويات البوتاسيوم في الدم. الجدير بالذكر، أنه عندما يتم الجمع بين هذه الأدوية مع بعضها البعض أو مع أدوية أخرى تؤثر على البوتاسيوم، فسوف تزداد مخاطر الإصابة بفرط بوتاسيوم الدم الشديد.
يمكن أن تؤدي أزمة فرط بوتاسيوم الدم هذه إلى عدم انتظام ضربات القلب أو بطء عمل القلب ومع الحالات الشديدة فيمكن أن يصل الوضع إلى حدوث الإصابة بالسكتة القلبية.
يجب العلم أنه من الوارد أن تكون المظاهر والأعراض السريرية غير واضحة، لذلك فمن الضروري المراقبة الدورية للإلكتروليت أثناء تلقي العلاج المنسق.
من الهام معرفة، أن هذا التفاعل شائع مع مرضى الفشل الكلوي أو السكري أو كبار السن أو أولئك الذين يتناولون الكثير من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم. بالإضافة إلى أنه عند تناول مكملات هذا الفيتامين الفموية الإضافية أو في استبدال الملح بملح البوتاسيوم فقد يزيد هذا الأمر من المخاطر الصحية أيضا.
مع بعض الحالات المرضية التي تعاني من قصور القلب الذي يصاحبه انخفاض الكسر القذفي، فسوف يكون لروتين الجمع بين سبيرونولاكتون مع ACEI / ARB حاجة ماسة ولكن يجب مراقبة هذا الأمر عن كثب حيث يُنصح بضرورة التعرف على علامات فرط بوتاسيوم الدم والتي تتمثل في ضعف العضلات وعدم انتظام ضربات القلب مع ضرورة الإبلاغ في حالة وجود أي أعراض مقلقة وغير مزعجة.
3) حاصرات بيتا وأدوية الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن
حاصرات بيتا وأدوية الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن
تستخدم حاصرات بيتا مثل بروبرانولول أو أتينولول أو بيسوبرولول على نطاق واسع في علاج ارتفاع ضغط الدم خاصة مع المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية. بالرغم من ذلك، فمن الممكن أن تؤثر هذه الفئة من الأدوية على وظيفة الجهاز التنفسي خاصة عند دمجها مع أدوية الربو القصبي أو مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
يمكن لحاصرات بيتا غير الانتقائية مثل بروبرانولول أن تثبط من مستقبلات بيتا 2 في الرئتين، مما يتسبب هذا في الشكوى من التشنج القصبي، وتباعا سوف يتعارض ذلك مع تأثيرات موسعات الشعب الهوائية لناهضات بيتا 2 مثل السالبوتامول، ومن ثم ستتفاقم أعراض ضيق التنفس والصفير لدى مرضى الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
بالنسبة للمرضى الذين يطلب منهم تناول حاصرات بيتا، فيوصى بضرورةاختيار بيتا 1 الانتقائي والذي يتمثل في بيسوبرولول أو ميتوبرولول، ويستخدم في علاج الربو المستقر أو مرض الانسداد الرئوي المزمن المستقر، ولكن حتى مع الاستخدام الانتقائي، فلا يتم القضاء تماما على مخاطر الإصابة بالتشنج القصبي.
4) حاصرات قنوات الكالسيوم ومثبطات CYP3A4
حاصرات قنوات الكالسيوم ومثبطات CYP3A4
يتم استقلاب حاصرات قنوات الكالسيوم ثنائي هيدروبيريدين مثل أملوديبين ونيفيديبين بشكل أساسي من خلال نظام إنزيم CYP3A4 في الكبد، فالجدير بالذكر أنه عند استخدامه بالتزامن مع مثبطات CYP3A4 القوية مثل كلاريثرومايسين، وكيتوكونازول، وريتونافير، وعصير الجريب فروت، فمن الممكن أن تحدث حالة من زيادة تركيز حاصرات قنوات الكالسيوم في الدم بشكل كبير.
يجب العلم، أن هذا التأثير يزيد من مخاطر انخفاض ضغط الدم المفرط أو الوذمة الطرفية أو غيرها من الآثار غير المرغوب فيها مثل الصداع والدوخة والخفقان. على العكس من ذلك، إذا تم استخدامه مع محاثات CYP3A4 مثل ريفامبين، وكاربامازيبين، فقد تقل من فاعلية الدواء بشكل كبير.