هذا المناخ الربيعي الذي هل علينا من وقت قريب بعد أن ودعنا فصل الشتاء والذي ينتظره كثيرون بفارغ الصبر حيث يكون الجو قد أخذ طريقه في الإعتدال مع نسمات من الهواء اللطيف والأزهار المتفتحة ذات الرائحة العطرية الجذابة إلا أن استقباله لن يكون بنفس الحفاوة لدى مرضى الحساسية , حيث توجد علاقة وثيقة بين هذا الفصل من فصول السنة واستثارة الجهاز المناعي لدى بعض الأشخاص ممن لديهم حساسية مفرطة لدى أنواع مختلفة من المواد التي يطلق عليها مثيرات الحساسية , ومع انطلاق فصل الربيع تصبح حبوب اللقاح هي المسبب لظهور بعض ردود الفعل التحسسية مابين الطفح الجلدي الأحمر , والتورم , والتهيج .. وسوف نتحدث بإستفاضة عن كل مايتعلق بحساسية الربيع .
حول حساسية الربيع
حول حساسية الربيع
في حين أن كثيرون يجدون من فصل الربيع فرصة للخروج والإستمتاع بالهواء الطلق بدون أي مشكلة , إلا أن الأمر قد يكون صعبا على من يعانون من تفاعلات تحسسية يتفاقم أثرها تزامنا مع بدايات هذا الفصل , ولكن ليس هذا هو الشكل الوحيد من الحساسية الشائعة بل يوجد أشخاص مصابون بحساسية غذائية تجاه أنواع معينة من الأطعمة كالأسماك والحليب والموز والبيض , أو بعض المواد الداخله في تركيب الأدوية وتعرف بالحساسية الدوائية , والبعض تظهر لديهم مشكلة التهيج الجلدي مع لدغ الحشرات
ماالمقصود بحساسية الربيع ؟
ماالمقصود بحساسية الربيع ؟
تتعدد المسميات التي يتم إطلاقها على تلك الحساسية الموسمية مابين حساسية حبوب اللقاح , وحمى القش والتي مإن كان الشخص مصابا بها فإنه يعاني من ظهور أعراض مشابهة لنزلات البرد والإنفلونزا مثل العطس وسيلان الأنف , مع فرط افرازات الدموع , وتوجد فيسيولوجيا معينة متعلقة بكيفية حدوثها حيث يصبح الهواء متشبع بحبوب اللقاح التي تجد طريقها ممهدا للدخول إلى التجويف الأنفي مؤدية إلى تحفيز قوي للجهاز المناعي , الذي يتعامل مع الأمر بإطلاق الأجسام المضادة التي تتعامل مع حبوب اللقاح على أساس كونها أجسام غريبة , ويرتبط ذلك أيضا بتنشيط عملية إطلاق مادة الهيستامين المسئول الرئيسي عن ظهور الأعراض
ويجب أن نعلم أن جهاز المناعة له طريقة معينة للتعامل مع محفزات الحساسية ففي حال كان التعرض للمرة الأولى قد لايقترن ذلك بظهور أي ردود فعل , وبمرور الوقت يكتسب هذا الجهاز الدفاعي معرفة دقيقة للمثير التحسسي ليبدأ بعد ذلك في إطلاق أسلحته ممثلة في الأجسام المضادة عد مواجهته مرة أخرى وتلك العملية تعرف بالتحسس
ومع تزايد فرص التعرض المتكرر لأكثر من مرة لهذا المناخ الذي تنتشر به حبوب اللقاح قد تتفاقم الأعراض في الظهور لتبدو أكثر شدة مقارنة بالمضايقات المعتادة , ففيما يتعلق بحمى القش فإن نوبات التحسس الخاصة بها سوف تكون متزايدة وتصل إلى ذروتها بين شهري أبريل ومايو نتيجة زيادة تركيز حبوب اللقاح في الهواء
اقرأ أيضا 7 أطعمة تساعد في تقليل أعراض الحساسية الموسمية
أعراض حساسية الربيع
أعراض حساسية الربيع
على الرغم من اتفاق أعراض الحساسية في العديد من الجوانب إلا أنها تشهد بعض الإختلافات أيضا بناءا على نوع المثير التحسسي أما عن العلامات الدالة على حساسية الربيع فمن أكثرها شيوعا مايلي:
- سيلان الأنف في صورة مخاط ذات طبيعة سائلة نتيجة تهيج الغشاء الداخلي للأنف
- فرط افرازات الدموع
- نوبات العطس والسعال
- الرغبة الشديدة في حك العين والأنف
- ملاحظة دوائر الهالات السوداء الداكنة حول العين
- صعوبات تنفسية تتفاقم بشكل خاص لدى مصابي مرض الربو التحسسي
من ضمن الملاحظات الهامة التي يجب وضعها في الإعتبار هي تلك الخاصة بمريض الربو الذي يجب أن يتوخى كامل حذره مع كافة الإستعدادات الدوائية والعلاجية في بدايات فصل الربيع
تشخيص حساسية الربيع
تشخيص حساسية الربيع
يجب أولا أن تتم ملاحظة ظهور بعض المؤشرات والأعراض المرضية ذات الصلة بوجود ردود فعل تحسسية في هذا التوقيت تحديدا ليتم بعد ذلك التحقق من الشكوك من خلال الإختبارات التشخيصية التي تؤكدها ومن ضمنها
- اختبار حساسية الجلد: والذي يرتبط بوخز الجلد بواسطة حقنة تحتوي على مواد محفزة للتحسس لتحقن في الذراع , أو في منطقة الظهر من أعلى ثم الإنتظار لحين رؤية طفح جلدي أو بقع حمراء في موقع الحقن
- اختبار الممتز التحسسي الشعاعي وتقوم آليته على تحديد شكل الاستجابة المناعية لأنواع معينة من المواد المسببة للتفاعلات التحسسية عن طريق حساب تركيز الغلوبولين المناعي هـ
علاج حساسية الربيع
علاج حساسية الربيع
يرتكز الخيار العلاجي الدوائي على تخفيف حدة الأعراض والسيطرة عليها ومن أبرز الأدوية الموصى بها :
- الأدوية المضادة للهيستامين:من العلاجات الرئيسية والشائعة المضادة للحساسية التي يعتمد عليها معظم الأطباء لتقليل مواجهة أعراض الحساسية والإنزعاج المتصل بها مثل الحكة والعطس عن طريق تقليل إطلاق مادة الهيستامين في الجسم والمسببة لظهور الأعراض
- مزيلات احتقان الأنف: تتوافر مضادات الإحتقان إما في صورة تؤخذ عن طريق الفم أو كرذاذ أنفي مما يعمل على تهدئة الإحتقان وتخفيف الإلتهاب , وذلك عن طريق خصائصها المساعدة على تضييق الأوعية الدموية الأنفية , وعند مقارنة كلاهما نجد أن بخاخات الأنف هي الأقل في نوعية الآثار الجانبية المتوقعة
- يجب الإشارة إلى وجود بعض الأضرار المحتملة جراء استعمال أقراص الحساسية الموسمية أو الإبر الخاصة بعلاج حساسية الربيع التي تحتوي في تركيبها على الستيرويدات بما يتجاوز مدة خمسة أيام حيث تتفاقم الأعراض وتصبح أكثر سوءا
- قطرات العيون للسيطرة على حساسية العين: يجب اختيار قطرة العين التي يوجد بها مضادات للحساسية ضمن تركيبها الدوائي بما يساعد في تخفيف أي تأثير للحساسية على العين من سيلان وتهيج