على عكس المسمى فلا تحتوي حمى المقصورة على أعراض الحمى مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم أو التعب، ولكن المقصود هنا هو الحمى النفسية حيث تأثير هذه الوضع على النفس بشكل أساسي من خلال إحتجاز الشخص أو بقاؤه في مكان ما منفردا لفترة زمنية من الوقت مثلما حدث في أوقات إنتشا ر وباء COVID-19. لذا سنتعرف بمزيد من التفصيل من خلال سطور مقالنا التالية على ما هي حمى المقصورة؟ وما هي أهم أعراضها؟ وكيفية التغلب عليها قدر الإمكان.
ما هي حمى المقصورة؟
حمى المقصورة أو الضائقة الرهابية الإحتجازية أو متلازمة الكوخ هي كلها عبارة عن مصطلحات تستخدم لوصف الشعور بالملل عند الاضطرار إلى البقاء في مكان ما منعزلا لبضع ساعات أو أيام أو فترات زمنية طويلة. فيجب العلم أن مشاعر الملل هذه ليست هي المشكلة الوحيدة التي وارد أن يتعرض لها الشخص المنعزل هذا ولكن قد يمتد الأمر إلى أعراض أخرى متنوعة من المشاعر السلبية ومشاعر الحزن أو الشعور بالانفصال عن العالم الخارجي حتى قد يصل الأمر إلى حد الإكتئاب.
غالبا ما تحدث مشاعر الهجر والعزلة والشعور بالوحدة خلال أوقات التباعد الاجتماعي بسبب جائحة أو ظروف جوية قاسية مما يجعلها تؤثر بشكل مباشر وسلبي على النفس، ومن هنا يمكن لهذه الحمى أن تؤدي إلى مجموعة من الأعراض الأخرى غير المتوقعة التي لا يمكن التنبؤ بها.
في العموم يجب العلم أن هذه الحالة ليست اضطرابا نفسيا معترفا به. ولكن لا يمكننا أن نقوم بإنكار وجود حالات تعاني منه على ارض الواقع حيث تأثيره السلبي على النفس والجسد.
ما هي أعراض حمى المقصورة؟
حمى المقصورة هي حالة ذهنية نفسية سلبية يمكن أن تؤدي إلى الشعور ببعض المشاعر التالية:
- الإكتئاب.
- الارق.
- عدم القدرة على التحمل.
- الغضب في كثير من الأوقات.
- إنعدام الدافع.
- الشعور بالوحدة.
- اليأس وعم رؤية أي جوانب إيجابية في الحياة.
- سيطرة الحزن في أغلب الأوقات.
من الهام معرفة أن حمى المقصورة لها الكثير والعديد من الآثار العقلية والجسدية التي لا يمكن تجاهلها ولا ينبغي غض الطرف عنها وهذا لما تسببه من تغيرات في أنماط الحياه وحدوث الخلل في السلوكيات البشرية التي تظهر من خلال ما يلي:
- فقدان الوعي بالتاريخ والوقت.
- صعوبات شديدة في النوم.
- النوم أكثر من اللازم.
- صعوبة التركيز والإنتباه.
- حدوث تغير ملحوظ في المظهر.
- التغير في بعض عادات الأكل.
- الاستهلاك المفرط للسجائر والتبع.
ما هي أسباب الإصابة بحمى المقصورة؟
كما ذكرنا من قبل، فإن سبب الإصابة بما يسمى بحمى المقصورة هو الشعور بالوحدة والملل عندما لا تكون هناك أي علاقات اجتماعية. بالإضافة إلى عدد من العوامل الأخرى التي تسبب أو تساهم في المرض بما في ذلك:
- الشعور بعدم القدرة على التواصل الجسدي مع الأصدقاء أو العائلة.
- عدم القدرة على الانخراط في أنشطة مهمة وذات مغزى وهدف.
- الشعور بالتعب والإرهاق عند القيام بأداء بعض المهام العملية.
- الشعور بقلة الحافز المشجع لانه لا يوجد أي مهام يمكن القيام بها بصفة مستمرة.
- الشعور بالقلق المالي بسبب نقص الدخل أو فقدانه حيث التوقف عن العمل.
كيف يتم العمل على محاربة مشاعر حمى المقصورة السلبية؟
بما أن هذه الحالة المرضية لا يمكن تصنيفها على أنها مرضا نفسيا، فطبقا لذلك لا يوجد حاليا علاج قياسي مباشر لحمى المقصورة. ولكن نستطيع من خلال القيام بـ 6 أنشطة أن نقوم بالحفاظ على المعنويات المرتفعة وهذا لتقليل فرض الإصابة بهذا النوع من الخلل النفسي:
أولا: قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق
يعد قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق أو التواجد في الطبيعة من أهم الأدوية التي تعمل على مساعدة الروح لكي تظل في حالة إسترخاء وإيجابية وهذا لمحاربة حدوث الإصابة بـ حمى المقصورة قدر الإمكان.
يجب العلم إن قضاء بعض الأوقات في الهواء الطلق لا يعمل على تعزيز كفاءة الصحة البدنية فقط، بل يعزز أيضا الجوانب العقلية مثل:
1) العمل على تحسين المزاج السلبي وتعزيز المشاعر الإيجابية.
2) تقليل التوتر والقلق قدر الإمكان.
ومع ذلك، إذا لم تتمكن من قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق فيمكننا أن نقوم بإختيار طرق بديلة تتمثل في:
1) فتح النوافذ بشكل يومي للسماح بدخول الهواء الخارجي إلى المنزل.
2) تزيين المنزل بالظهور الجميلة أو العمل على زراعة النباتات المحببة.
3) العمل على إستقطاب الطيور إلى المنزل عن طريق وضع أوعية مليئة بالحبوب على الشرفات أو النوافذ.
ثانيا: وضع خطة محددة والإلتزام بها
يجب العمل عل وضع خطط محددة ومحاولة الإلتزام بها بدقة لأن هذا الأمر يقوم بالمساعدة على تكوين عادات جيدة مثل النوم والإستيقاظ في موعد محدد أو الإلتزام بتناول وجبة الإفطار.
ثالثا: الحفاظ على العلاقات البشرية
إن الإضطرار إلى البقاء في المنزل لممارسة التباعد الاجتماعي ليس عذرا لإهمال العلاقات مع من حولنا. فيجب علينا أن نقوم بالتواصل مع أحبائنا، والتحدث والتشاور في أمور الحياة بأكملها. فالجدير بالذكر ان هذا الأمر يعمل على بناء وتعزيز العلاقات والتعاملات الاجتماعية.
رابعا: التوجه نحو تعلم مهارة جديدة
يعد وقت المكوث في المنزل من الفرص الرائعة التي نستطيع من خلالها تعلم بعض المهارات المختلفة مثل الرسم والطبخ، والأشغال اليدوية، والأنشطة الفنية التي تعمل على تدعيم سُبل الثقة في النفس حيث إتقان العديد والكثير من المهارات المتنوعة.
خامسا: إستقطاع الوقت للعناية بالنفس
في بعض الأحيان يجب علينا أن نقوم بإختيار بعض الأيام للنفس الذاتية نقوم من خلالها بوضع برنامج ترفيهي يحمل بداخله بعض أوقات للمتعة إلى جانب أوقات الراحة وهذا للعمل على إرخاء العقل.
من أهم سبل إراحة النفس هو الجلوس في مكان هادئ ومضاء جيدا لقراءة الكتب المفضلة أو الاستماع البرنامج المفضل أو التأمل بالإضافة إلى تعزيز سبل الاسترخاء لإنها وسيلة هامة لتحسين الصحة العقلية والحفاظ عليها.
سادسا: ممارسة التمارين الرياضية
أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام هم أقل عرضة للتأثر بالمزاج السلبي من أولئك الذين لا يمارسون الرياضة. وذلك لأن النشاط البدني يقلل من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول إلى جانب هذا فإن هذه التمارين تساعد الدماغ على إطلاق هرمون الإندورفين مما يحسن الحالة المزاجية ويعزز المشاعر الإيجابية.
متى يجب علينا اللجوء إلى تلقي المساعدة الطبية؟
في بعض الأوقات تتفاقم أعراض حمى المقصورة مما يترتب على ذلك وجوب التوجه الفوري إلى الطبيب المعالج المختص ومن أهم هذه العلامات:
- ظهور بعض علامات الاكتئاب أو حدوث تفاقم لها.
- ظهور بعض علامات الإصابة بـ اضطراب الوسواس القهري
- عدم وجود الدافع نحو أداء المهام.
- عدم إمكانية الخلود للنوم مطلقا.
- فقدان الشهيه بصورة ملحوظة.
- فقدان الوزن بشكل مرضي.