كما هو الحال بالنسبة للتأثيرات الضارة التي تخلفها الكائنات الحية الدقيقة من بكتيريا وفيروسات فإن الأمر كذلك بالنسبة للفطريات التي ينتج عنها عدوى مرضية يمكن أن تصيب أماكن متفرقة من الجسم, وتنتشر بشكل شائع سواء في صورة تقرحات على الفم أو طبقات الجلد ,بالإضافة إلى احتمالات ظهور تلك العدوى الفطرية على الأجزاء التناسلية الخاصة والتي يكون المتسبب الرئيسي فيي حدوثها نوع معين من فطريات المبيضات يطلق عليه Candida. ADVERTISEMENT , ومن أجل مزيد من التفاصيل سوف نقدم من خلال مقالنا التالي كل الأمور المتعلقة بداء المبيضات ..
حول داء المبيضات
إذا كنت تعانين من ضعف شديد في مناعة جسمك , مما يقلل من قدرة جهازك المناعي على مقاومة العدوى فإن تلك الظروف مناسبة تماما لظهور ,وانتشار هذا الداء الفطري والتي تسببه خميرة المبيضة ,ومع اتساع نطاق العدوى الآخذة في الإنتشار فإن ذلك سوف ينعكس في صورة عواقب صحية جسيمة على الجسم
ما هو داء المبيضات؟
من خلال تلك النظرة التي يتم إطلاقها عن قرب قد وجدنا أننا نتعامل مع شكل من أشكال العدوى الفطرية الناجمة زيادة هائلة في النمو فطريات تعرف بإسم Candida ,والتي يمكن ملاحظتها في مناطق مختلفة من الجسم لذلك من المتوقع رؤيتها في أجزاء كثيرة , ولكن المفارقة العجيبة تتمثل في أن تلك الفطريات تتواجد بشكل طبيعي بنسب قليلة على سطح الجلد , كما تستوطن الأمعاء , ومواضع أخرى في الجسد , إلا أنه في حالات معينة يكون فرط النمو بمثابة مؤشرا على حدوث عدوى .
يجب الـتأكيد على أن عدوى الخميرة تعتبر مسمى آخر لداء المبيضات تجنبا لأي خطأ في الفهم
أنواع داء المبيضات
تلك العدوى لاتأتي في نوع واحد فقط بل تم إيجاد أنواع مختلفة يتم تحديدا بناء على موقع ظهورها في الجسم:
1-داء المبيضات الفموي
هو مايعرف بمرض القلاع الفموي وهو أحد المشكلات الجلدية الفطرية التي تظهر في صورة بقع بيضاء اللون على الفم واللسان ,حيث يمكن توقع ظهوره في التجويف الداخلي أي الأغشية المبطنة للفم من الداخل
2- داء المبيضات الجلدي:وفقا للمسمى فإن البقع يكون محلها الجلد وتحديدا الأجزاء الواقعة في الأجزاء الرطبة من الجسم كمنطقة أسفل الإبط , وبين الفخذين وتتخذ أيضا شكل بقع بيضاء أو مائلة للأصفر وتكون مثيرة للحكة
3-داء المبيضات المهبلي
بما أنها أحد المناطق الرطبة في الجسم فإن بعض النساء يمكن أن يتعرضن للإصابة بعدوى الخميرة فيي الأجزاء الخاصة من الجهاز التناسلي مما ينتج عنه رغبة شديدة في حك الجلد مع خروج افرازات مخاطية بيضاء اللون .
4- داء المبيضات الجهازي:ربما يكون أمر غير متوقع أن يصيب هذا الداء الفطري الدم وأعضاء حيوية أخرى في الجسم من الداخل كالقلب والرئتين مما يؤثر على وظائفها وبذلك يكون من أشد الأنواع صعوبة وأكثرها خطورة , لذلك تم إدراجه من ضمن الأنواع الحادة , والتي يصاحبها حمى شديدة , وهبوط في ضغط الدم
أعراض داء المبيضات
هذا الملف الخاص بتلك العدوى الفطرية لن يكتمل إلا بذكر مجموعة الأعراض التي يتم تقسيمها على النحو التالي:
-داء المبيضات الفموي
- ظهور عدة بقع ذات لون أبيض على سطح اللسان وفي تجويف الفم من الداخل
- مواجهة صعوبات تعوق عملية بلع الطعام بشكل طبيعي
- تعرض جانبي الفم لمشكلات الجفاف مع زيادة التشققات في الزوايا
-داء المبيضات الجلدي
- انتشار طفح جلدي أحمر اللون في دلالة على التهيج والإلتهاب مع حكة جلدية مزعجة
- تكون قشور جافة مع تشققات جلدية في موقع الإصابة
-داء المبيضات المهبلي
- الرغبة الملحة في حك منطقة الأعضاء التناسلية
- خروج إفرازات بيضاء ذات قوام لزج وكثيف
- حرقان مؤلم عند فعل التبول أو عند ممارسة العلاقة الحميمية بين الزوجين
-داء المبيضات الجهازي ( نادر الحدوث)
- حمى: تصف السخونية المؤقتة الدالة على استجابة الجهاز المناعي في الجسم للتعبير عن وجود عدوى في الدم
- الإحساس بالرجفة والقشعريرة الداخلية
- سيطرة الضعف والتعب العام
اقرأ أيضا القلاع الفموي عند حديثي الولادة.. طرق الوقاية الفعالة
أسباب داء المبيضات
- معدلات النمو والتكاثر المفرط لفطريات المبيضات : يعد ذلك نتيجة مترتبة عن حدوث خلل في مستويات التوازن الطبيعي الخاص بوجود البكتيريا والفطريات في الجسم , مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات فرط النمو الفطري بشكل غير طبيعي
- نوع من الآثار الجانبية الناجمة عن اعتياد استهلاك المضادات الحيوية أوعلاجات تحتوي على الكورتيزون: والتي على الرغم من فاعليتها في علاج العديد من الحالات الإلتهابية إلا أنها في طريقها لفعل ذلك تعمل على تدمير البكتيريا النافعة الموجودة في الجسم بشكل طبيعي والمسئولة في الأساس عن تثبيط نمو فطريات المبيضات وإعاقة انتشارها
- داء السكري : بما أن مرضى السكري يكونوا أكثر معاناة من ضعف المناعة فإنه وبإعتباره من أنواع الإضطرابات الأيضية التي تدفع بعض الأشخاص إلى التعامل مع ارتفاعات سكري الدم مما يزيد من فرص التعرض للعدوى الفطرية ومن ضمنها عدوى الخميرة
عوامل خطر داء المبيضات
توجد عدة عوامل في حالة توافرها لدى الأشخاص فإنهم يصبحون معرضين للإصابة بداء المبيضات مقارنة بغيرهم
- نقص المناعة : من يعانون من المناعة الضعيفة على أثر إصابتهم بالأمراض الإلتهابية كما هو الحال لدى مرضى الإيدز أو الأفراد الذين يقومون بتناول عقاقير ذات مفعول مثبط للمناعة
- فترة الحمل: تلك الفترة الحساسة التي تشهد ارتفاعا في مستويات الهرمونات الأنثوية تعد من عوامل الخطر المتوقعة أيضا
- تناول أقراص منع الحمل: على الرغم من اعتبارها من الوسائل الشائعة التي تلجأ إليها النساء لتحديد النسل , والوقاية من الحمل غير المخطط له إلا أنها تؤدي لإحداث مظاهر متغيرة في نسب توازن الفطريات الموجودة في الجسم
- تكرار ارتداء قطع الملابس غير المناسبة كالسراويل الضيقة أو الرطبة التي توفر بيئة خصبة للمساعدة في تهيئة الظروف أمام تكاثر الفطريات في ظل ظروف تتسم بالدفء والرطوبة
تشخيص داء المبيضات
أما فيما يتعلق بالإجراءات التشخيصية المتبعة فإنها تشمل :
- الخضوع لفحص طبي شامل للكشف عن الأعراض السريرية المصاحبة لداء المبيضات والتي تستلزم أن يتولى الطبيب تقييم الحالة الطبية , وإجراء الفحص البدني لمواقع الإصابة
- سحب عينة وإخضاعها للتحليل : تستدعي بعض الأحيان مثل هذا الإجراء البسيط الذي يحصل خلاله الطبيب أو أخصائي المعمل على عينة الجزء المصاب بالعدوى ( سواء كانت افرازات اللعاب , أو السوائل المهبلية )مع القيام بتحليلها تحت الميكروسكوب للكشف عن فطريات المبيضة
- اختبار فحص الدم : شكل من أشكال التحاليل الشائعة التي يتم اللجوء إليها بشكل شائع كإجراء تشخيصي للنوع النادر من داء المبيضات الذي قد يستهدف أعضاء الجسم الداخلية
علاج داء المبيضات
-العلاجات الدوائية
وتشمل منتجات الأدوية التي تطبق بشكل موضعي كالمراهم والكريمات, ومن أكثرها شيوعا كلوتريمازول أو تلك التي تحتوي في تركيبها على مكونات موضعية مثل نستاتين،كما ينصح الطبيب في داء المبيضات من النوع الشديد بتناول العلاجات الفموية ومن أبرزها دواء فلوكونازول.
-العلاجات المنزلية
- الحرص على اتباع روتين تطهير وتنظيف موقع الإصابة : للحد من طول فترة العدوى فإنه من الأفضل استعمال الماء مع منتجات الصابون الطبي لشطف المنطقة المصابة بشكل جيد
- اختيار قطع الملابس الواسعة المصنوعة والتي تتمتع بقدرات امتصاص عالية لإفرازات العرق , مع أهمية أن تكون فضفاضة تسمح بمرور الهواء فيما حول الأجزاء المصابة أكثر سوءا
- عدم استهلاك المضادات الحيوية بشكل تعسفي : الإستخدام العشوائي للمضاد الحيوي بدون داعي يؤدي إلى تدمير نهائي للبكتيريا النافعة والقضاء على جذورها .
- مراقبة مستوىات سكري الدم: بالنسبة لمصابي السكري فمن المهم الإهتمام بقياس نسبة السكر بشكل منتظم .
- تناول الزبادي أو مكملات البروبيوتيك:جفاظا على التوازن الطبيعي للبكتيريا المعوية النافعة مما يعمل على الحد من أضرار الإصابة بالعدوى