يعتبر “سكري الحمل” هو حالة من الحالات المرضية المرتبط حدوثها أثناء فترات الحمل حيث يقوم بجعل نسبة السكر في الدم أعلى من المعتاد على الرغم من عدم مواجهة الحامل مشكلة مع ارتفاع نسبة السكر في الدم أو مرض السكري قبل حدوث حملها، ومما يثير خوف وقلق بعض الحوامل أن هذا المرض قد يزيد من خطر إنجاب طفل مرتفع الوزن عند الولادة، مما قد يعقد عملية الولادةالطبيعية بشكل عام، وفي ذلك الوقت يتم اللجوء للتدخل الجراحي والولادة القيصرية، ولكن يتم تحديد ذلك من خلال الطبيب المختص الذي يقوم بإجراء العديد من التحاليل والفحوصات لتحديد كيفية التعامل مع هذا الوضع. لذلك سنقوم اليوم بالتعرف على مشكلة سكري الحمل بمزيد من التفصيل.
ما هي أهم أعراض الإصابة بسكري الحمل؟
في الغالب لا يسبب سكري الحمل عادة أي أعراض، ومع ذلك، إذا حدث ظهور لبعض الأعراض فقد يتمثل الوضع في العطش أكثر من المعتاد، والقيام بالتبول بكثرة ولكن الجدير بالذكر أنه قد يكون من الصعب ملاحظة هذه الأعراض لأنها أيضا تعتبر أعراض شائعة في فترة الحمل تعاني منها الحامل في معظم الأوقات.
عند الذهاب إلى الطبيب المشرف على متابعة حالة المرأة الحامل يستطيع من خلال فحص الدم في الأسبوع ال 24 من الحمل إكتشاف حدوث هذه المشكلة، ومن ثم تحديد الطرق المناسبة للتعامل معها.
ما أهم الاسباب الشائعة التي تسبب حدوث الإصابة بسكري الحمل؟
لا يعرف الباحثون السبب الدقيق وراء حدوث إصابة الحوامل بسكري الحمل، حيث تؤثر الحالة البدنية على قدرة الجسم على صنع الأنسولين، والقيام بإستخدامه، فالأنسولين هو هرمون ينتجه البنكرياس، ويسمح للجسم باستخدام الجلوكوز (السكر) للحصول على الطاقة المناسبة.
من الوارد أيضا أن تسبب التغيرات الهرمونية زيادة فرص الإصابة بهذا المرض، وذلك بسبب عدم قدرة الأنسولين على استخدام نسبة السكر في الدم، وضعف حساسية خلايا الجسم تجاهه حيث يعرف هذا التأثير بمسمى “مقاومة الأنسولين”، مما يعني أن الجسم لا يستجيب للأنسولين بشكل فعال.
ما هي عوامل الخطر التي تسبب حدوث إصابة النساء بسكري الحمل؟
قام الباحثون بتحديد بعض الروابط بين العوامل التالية وزيادة خطر الإصابة بسكري الحمل، وأهم هذه الروابط ما يلي:
- الحمل في المرحلة العمرية ال 35 أو أكثر.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسكري الحمل أو مرض السكري بشكل عام.
- الإصابة بسكري الحمل أثناء الحمل السابق.
- وجود تاريخ من إنجاب طفل يزن 9 أرطال أو أكثر.
- إضطرابات الغده الدرقيه.
- السمنة، وزيادة الوزن.
إعلمي عزيزتي الحامل أنه إذا كنت معرضة لخطر الإصابة بسكري الحمل، فيجب التحدث إلى طبيبك المختص حول متى يجب أن تخضعي لاختبار سكري الحمل، ويفضل أن يكون في وقت مبكر، وهذا لمراقبة نسبة السكر في الدم.
كيف يتم تشخيص سكري الحمل؟
يوصي الأطباء المختصين بضرورة فحص جميع الحوامل بحثا عن سكري الحمل بدءا من الأسبوع ال 24 من الحمل أو بعده حيث سيبدأ الطبيب ببعض الخطوات المحددة المترتبة علي بعضها ألا وهي:
الخطوة الأولى
في بادئ خطواتنا سيقوم الطبيب المختص بإرشاد الحامل بضرورة الصيام لمدة لا تقل عن ثماني ساعات ثم القيام بعد ذلك بشرب محلول الجلوكوز “السكر” بمقدار 75 جراما، وبعد تناول المحلول، سيقوم المختصون بسحب عينة من الدم ويكون هذا على مرتين بينهما فاصل زمني من ساعة ل ساعتين وهذا للقيام بقياس مستوى السكر في الدم.
إذا كان مستوى السكر في الدم أعلى من 140 مجم / ديسيلتر في أي من الوقتين، فمن المحتمل أن تكون الحامل مصابة بسكري الحمل.
الخطوة الثانية
في الخطوة الثانية تقوم المرأة الحامل بتناول مشروب الجلوكوز بمقدار 50 جراما ثم يقيس المختص بذلك نسبة السكر في الدم خلال ساعة واحدة، أو ساعتين، أو ثلاث ساعات:
- في ساعة واحدة: إذا كان مستوى الجلوكوز يساوي أو يزيد عن 180 مجم / ديسيلتر، ففي ذلك الوقت تكون الحامل مصابة بسكري الحمل، ولا حاجة إلى مزيد من الإختبارات.
- في ساعتين: يكون مستوى السكر في الدم مرتفعا جدا إذا كان مستوى الجلوكوز يساوي أو يزيد عن 155 مجم / ديسيلتر.
- في ثلاث ساعات: يكون مستوى السكر في الدم مرتفعا جدا إذا كان مستوى الجلوكوز لديك يساوي أو يزيد عن 140 مجم / ديسيلتر.
إذا كان لديك قياسان لسكر الدم مرتفعان للغاية ، فسيقوم طبيبك بتشخيص حالتك الصحية على إنها سكري الحمل.
ما هي أنواع علاج سكري الحمل التي ينصح بها؟
عادة ما تكون علاجات سكري الحمل مرتبطة بنمط الحياة بهدف الحفاظ على مستويات السكر في الدم بحالتها المنخفضة حيث تشمل بعض أنواع العلاج ما يلي:
- إتباع نظام غذائي صحي: يجب ألا يحدث في هذه الفترة تقيد في السعرات الحرارية، ولكن قد يوصي طبيبك المختص بضرورة تناول كمية معينة من الكربوهيدرات، والتي يمكن أن تساعد في الحفاظ على نسبة السكر في الدم من الأرتفاع الشديد.
- الإنخراط في النشاط البدني: بعد إستشارة الطبيب من الممكن القيام بممارسة النشاط البدني المنتظم، مثل المشي حيث من الممكن أن يساعد هذا النشاط في خفض نسبة السكر في الدم ويساعد الأنسولين على العمل بشكل أفضل داخل الجسم.
- تناول الأدوية: إذا لم يحدث إنخفاض في مستويات السكر بالدم منخ خلال إتباع النصائح السابقة فيجب التواصل مع الطبيب المختص لكي يصف الأدوية المناسبة لعلاج هذا وتتمثل في أدوية خفض نسبة السكر في الدم، وتشمل هذه تناول الأنسولين.
عادة ما تعود مستويات السكر في الدم إلى طبيعتها إذا كانت الأم المصابة قد حدثت لها هذه المشكلة خلال فترات حملها فقط حيث يعود الوضع إلى طبيعته بعد الولادة. ومع ذلك، فإن ما يقدر بنحو 50 ٪ من النساء اللاتي أصيبن بسكري الحمل سيصابون بمرض السكري من النوع 2 في خلال فترات حياتهم.
كيفية الوقاية من سكري الحمل؟
الوقاية من سكري الحمل تبدأ فعليا قبل الحمل حيث يمكن أن يساعد الحفاظ على الوزن في صورته الصحية، والمثالية من خلال تناول الأطعمة المغذية، وممارسة التمارين الرياضة. ولكن يجب الإنتباه أن نتجنب العمل على إنقاص الوزن خلال فترات الحمل فقد يضر هذا بالحامل والطفل.
ما هي الحالات المرضية المصاحبة لسكري الحمل؟
يعد علاج سكري الحمل أمرا مهما لأن المصابات بهذا المرض أكثر عرضة للإصابة ببعض المشكلات الصحية، بما في ذلك:
- حديثي الولادة ذو الوزن الأكبر من المتوسط، مما قد يزيد من مخاطر إصابات الكتف أثناء عملية الولادة
- انخفاض نسبة السكر في الدم عند ولادة الطفل
- مقدمات الارتعاج، وهي حالة تسبب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
كيف يتم التعايش مع سكري الحمل؟
من الطبيعي عزيزتي الحامل أن تشعرين بالقلق إذا قام طبيبك بتشخيص إصابتك بسكري الحمل. ومع ذلك ، فإن تشخيص الحالة يعني أنه يمكنهم مراقبة نسبة السكر في الدم بإهتمام وتدقيق، فإذا لزم الأمر، وترغبين في الحفاظ على مستويات السكر في الدم عند مستوى صحي يجب عليكي أن تقومي بزيارة طبيبك بشكل منتظم لكي يستطيع مراقبة حالتك، وتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى تناول الأدوية أم لا.