في وقتنا هذا يتطور عالم التكنولوجيا بإستمرار، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأجهزة اللاسلكية التي تعمل عن طريق تجنب استخدام اليدين مثل سماعات الرأس الذي إنتشرت وبصورة كبيرة في هذه الآونة مع ظهور مخاوف عديدة لكون إستخدامها آمن على الصحة أم لا حيث صرح الكثير من العلماء سابقا أن المخاطر الصحية المحتملة لتكنولوجيا المجال الكهرومغناطيسي غير المؤين (EMF) المتمثلة في أجهزة البلوتوث قد تسبب حدوث الأورام السرطانية في الجسم وتساعد على إنتشارها. لذا سنقوم اليوم بمناقشة هذا الموضوع بمزيد من التفصيل لكى نستطيع إتباع الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بأي أخطار.
ما هي تقنية البلوتوث؟
يقوم مطورون التكنولوجيا بإستخدام البلوتوث لإنشاء اتصالات لاسلكية حيث تقوم هذه التقنية بالعمل من خلال ترددا لاسلكيا قصير المدى لتوصيل الأجهزة ببعضها ضمن مسافة معينة.
يجب العلم أيضا أن أجهزة البلوتوث تقوم بإستخدام إشعاع الترددات الراديوية (RF) حيث يندرج هذا النوع من الإشعاع تحت مسمى الإشعاع الكهرومغناطيسي (EMR)، الذي ينتقل في الموجات باستخدام المجالات الكهربائية، والمغناطيسية.
يحدث إشعاع الترددات اللاسلكية في الحالات الطبيعية والاصطناعية داخل الهواتف المحمولة والراديو الـ AM و FM وأجهزة التلفزيون التي تنبعث منها إشعاعات الـ (RF) حيث تجدر الإشارة إلى أن أجهزة البلوتوث تعطي إشعاعا أقل قليلا من الهواتف المحمولة.
يمكن أن يزداد التعرض لهذه الإشعاعات في حالة إستخدام سماعات رأس البلوتوث اللاسلكية لساعات في اليوم حيث الاستماع أو ممارسة بعض الأنشطة الترفيهية مثل رؤية الفيديوهات أو ممارسة الألعاب.
ما العلاقة بين الإشعاعات والأورام السرطانية؟
يوجد الإشعاع في صورتين ألا وهما الـغير مؤين أو الـمؤين، فيمتلك الإشعاع غير المؤين الطاقة اللازمة لتحريك الذرات، لكنه لا يستطيع إزالة الإلكترونات من تلك الذرات أما في المقابل، فالإشعاع المؤين لديه القدرة على القيام بالأمرين معا.
يحتوي الإشعاع غير المؤين على مقدار طاقة أقل، مما يجعله أقل عرضة للإضرار بالصحة حيث يمكن للإشعاع المؤين، الذي يتضمن الأشعة السينية والنفايات المشعة، أن يعمل على إتلاف الأنسجة، والحمض النووي حيث من الوارد أن تصبح الخلايا التالفة سرطانية إذا لم يقم الجسم بإصلاحها أو التخلص منها بشكل صحيح.
يجب معرفة أن المواد المسرطنة هي أي مواد أو تعرضات قد تؤدي إلى حدوث الإصابة بالسرطان، وأورامه حيث أن العلاجات الطبية المحددة لهذا المرض مثل الإشعاع هي من بين أنواع التعرض التي تندرج تحت قائمة المواد المسرطنة المحتملة، ولكن تتم تحت أنماط طبية مخصصة ومعنية بذلك.
هل يشكل البلوتوث خطرا متزايدا للإصابة بالسرطان؟
تقنية البلوتوث هي نوع من الإشعاع غير المؤين، مما يعني أنها لا تسبب الإصابة بالأورام السرطانية، ولكن مع ذلك، لا تزال التوقعات متزايدة حول البلوتوث وارتباطه بخطر الإصابة بالسرطان لذا يجب العمل بقدر الإمكان على تجنب التعرض الكثير لهذه الإشعاعات كنوع من أنواع الوقاية.
ماذا يجب علينا أن نفعله تجاه الإشعاعات الصادرة من الأجهزة اللاسلكية؟
يجب أن نقوم بوضع معايير سلامة محددة تجاه كمية الإشعاعات المنبعثة من الأجهزة الإلكترونية التي نقوم بإستخدامها حيث يجب الإلتزام بالتعرض لمستويات قليلة من هذه الإشعاعات مع الحذر عند القيام بوضعها على الجلد مباشرة.
عند إستخدام السماعات الهوائية التي تقوم بإستقبال ونقل الموجات يجب تجنب زرعها في قاع الأذن، والعمل على وضعها بالخارج قليلا ممتدة إلى الأسفل وهذا لتقليل التعرض الشديد للأشعة، إلى جانب هذا يفضل القيام بنزع هذه السماعات في حالة عدم إستخدامها، والعمل على بقاؤها بعيدة عن الأذن.
يفضل القيام بتجنب التعامل مع التقنيات اللاسلكية بقدر الإمكان فإذا كنا في حاجة إلى إستخدامها يجب أن نختار سماعات الرأس السلكية بدلا من اللاسلكية.
هل سماعات الرأس اللاسلكية آمنة للأستخدام اليومي؟
بغض النظر عن نوع سماعات الرأس التي نقوم بإستخدامها والإشعاعات المنبثقة منها إلا أنه من الضروري الانتباه إلى المخاطر الصحية الأكثر إلحاحا التي تظهر من خلال فقدان الإنتباه والتركيز حيث يحدث هذا بسبب الإنعزال عن المؤثرات الخارجية المحيطة وضعف التنبه إلى ما يحدث حولنا بسبب التركيز على ما يبث داخل هذه الأجهزة اللاسلكية.
يمكن أن تسبب سماعات الرأس الضرر الشديد بالسمع إذا لم يتم إستخدامها بشكل معتدل مثالي أو عند الإحتياج لها، وتجنب الإفراط في التعامل مع مثل هذه الأشياء.
من الأفضل الحد من استخدام سماعة الرأس فعلى أقصى تقدير يتم التعامل معها لمدة زمنية تتراوح من 60 إلى 90 دقيقة يوميا، مع الآخذ في الإعتبار الحصول على فترات راحة منتظمة. إلى جانب هذا يجب الإنتباه لضرورة خفض مستوى الصوت إذا كانت مدة الإستماع ستمتد لمدة تزيد عن الـ 90 دقيقة.
يجب العمل على إلغاء أنظمة الضوضاء حتى لا يؤدي هذا إلى رفع مستوى الصوت، ومن ثم القيام بالعمل على حجب هذا النمط، وبالأخص في حالة الذهاب إلى الخارج أو أثناء السير على الأقدام حتي يتسنى للفرد الإنتباه، والبعد عن تشتيت التركيز وسماع ما يحيط به.