يعتبر الـ “Orthopnea” المعروف بمسمى “ضيق التنفس الإضطجاعي” هو أحد أعراض الشعور بضيق التنفس عند الرغبة في الاستلقاء، ولكن عند الجلوس أو الوقوف يتحسن الشعور بهذه الأعراض. الجدير بالذكر أيضا أن هذه المشكلة من الوارد ظهورها مع بعض الحالات الصحية المرضية بما في ذلك قصور القلب، وأمراض الجهاز التنفسي، وبمجرد أن يتعرف الطبيب المختص عن السبب الأساسي في حدوث ذلك فإنه من الممكن تلقي العلاج الذي يساعد على التنفس بعمق، وراحة عند الاستلقاء، لهذا سنقوم في السطور التالية بالتعرف عن هذه المشكلة بمزيد من التفصيل مع معرفة أهم أعراضها وطرق علاجها المناسبة.
ما هي أعراض ضيق التنفس الإضطجاعي؟
عند حدوث الإصابة بـ” ضيق التنفس الإضطجاعي”، يحدث الشعور بصعوبة، وضيق في التنفس بشكل غير طبيعي أثناء القيام بعملية الاستلقاء مما يؤدي ذلك إلى الإحساس بعدم إمكانية التنفس بعمق كاف مما يجعل التنفس صعبا.
في بعض الأحيان قد لا يكون ضيق التنفس الإضطجاعي واضحا جدا.ففي مثل هذه الحالات، تظهر المعاناة من صعوبة في التنفس عند الاستلقاء بعد إدراك أنه من الأسهل عليك الاستلقاء عندما يكون رأسك مدعوما.
ما الذي يسبب حدوث ضيق التنفس الإضطجاعي؟
عند لحظات الإستلقاء، يجب أن تعمل الرئتين بشكل جاد أكثر من المعتاد، وهذا لجلب الهواء حيث يعتبر هذا الجهد الإضافي هو ما يمكن أن يؤدي إلى حدوث ضيق التنفس الإضطجاعي لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية معينة ألا وهي:
أولا: قصور في القلب
في حالة فشل القلب، لا تستطيع عضلاته أن تقوم بضخ الدم الغني بالأكسجين إلى الأنسجة والأعضاء المختلفة من الجسم، فنظرا لأن عضلات القلب لا تضخ الدم بشكل فعال، فقد يبدأ السائل في الارتجاع في الرئتين.
يجب العلم أن السائل الزائد يجعل من الصعب القيام بعملية التنفس السليمة، خاصة عند الاستلقاء. يؤدي الجلوس والوقوف إلى إطلاق بعض السوائل في الرئتين مرة أخرى إلى الجسم، مما يساعد هذا في العمل على تسهيل عملية التنفس.
ثانيا: ارتفاع ضغط الدم الرئوي
يعتبر ارتفاع ضغط الدم الرئوي هو حالة من الزيادة في الضغط داخل الأوعية الدموية في الرئتين حيث أنه من الصعب على القلب القيام بضخ الدم ضد الضغط العالي في الرئتين حتى تبدأ السوائل في التراكم بداخلها.
ثالثا: مرض الإنسداد الرئوي المزمن
يمكن أن يؤدي مرض الانسداد الرئوي المزمن، إلى حدوث مشكلة ضيق التنفس الإضطجاعي التي تسبب العديد من الأزمات أثناء العملية التنفسية وقت الإستلقاء حيث يعتبر هذا المرض هو مجموعة من الحالات التي تسبب انخفاض تدفق الهواء، مما يجعل التنفس صعبا.
من أهم الحالات التي تحدث تحت مظلة مرض الانسداد الرئوي المزمن هي حدوث انتفاخ بالرئة، مما يجعل من الصعب على الرئتين إخراج الهواء من الجسم إلى جانب هذا أيضا ومن الحالات الأخرى لمرض الانسداد الرئوي المزمن هي حدوث التهاب الشعب الهوائية المزمن، وهذا في حالة تكون المخاط في الشعب الهوائية مما يجعل التنفس صعبا.
يعتبر ضيق التنفس هو أحد الأعراض الشائعة لمرض الانسداد الرئوي المزمن الذي يمكن أن يزداد سوءا عند الاستلقاء، أو في أي أوضاع أخرى في الحالات المرضية الشديدة.
كيف يتم تشخيص ضيق التنفس الإضطجاعي؟
يمكن للطبيب المختص القيام بتحديد الإصابة بـ “ضيق التنفس الإضطجاعي” عن طريق طرح بعض الأسئلة حول مشاكل التنفس التي يواجهها الشخص المصاب حيث يتساءل عما إذا كان ضيق التنفس عند الاستلقاء قد بدأ تدريجيا، أو بشكل مفاجيء، وما إذا كان الوضع يزداد سوءا أم لا، وعدد الوسائد التي يتم الإحتياج لها لدعم التنفس بشكل مريح.
إلى جانب هذا يتم العمل على قياس أو طلب الوزن، والطول، والإستماع إلى حالة القلب، والرئتين، وذلك للمساعدة في تحديد السبب الكامن وراء حدوث تقويم العظام، ومن الوارد أيضا أن يسأل الطبيب عن أي أعراض أخرى من الوارد ظهورها المتمثلة في، التورم في الأطراف السفلية، وحدوث بعض القصور في القلب، أو صعوبة بالتنفس في أي وقت آخر.
يتم اللجوء في الحالات التشخيصية إلى ضرورة الخضوع إلى التصوير أو الاختبار الي يمكن أن يشمل ما يلي:
- أشعة سينية على الصدر
- مخطط كهربية القلب، وهو اختبار يقيس النشاط الكهربائي للقلب
- مخطط صدى القلب، وهو تصوير بالموجات فوق الصوتية للقلب
- اختبار وظائف الرئة
كيف يتم القيام بعلاج ضيق التنفس الإضطجاعي؟
يعتمد علاج ضيق التنفس الإضطجاعي بشكل أساسي على السبب الرئيسي الذي يسبب حدوث ذلك فإذا كان الأمر يتعلق بقصور القلب الذي يمكن أن يؤدي إلى وجود سوائل في الرئتي ويسبب تقويم العظام، فقد يصف الطبيب المختص العلاج المتمثل في مدرات البول حيث تقوم هذه الأدوية بأخذ السوائل الزائدة من الجسم وتمريرها إلى البول، إلى جانب هذا فإنهم يأخذون السوائل الزائدة من الرئتين مما يساعد هذا على تخفيف الأعراض الظاهرة.
في الحالات التي يسبب فيها مرض الانسداد الرئوي المزمن أو مشكلة رئوية أخرى حدوث مشكلة ضيق التنفس الإضطجاعي، فقد يوصف الطبيب أيضا طرق العلاج بالأكسجين، وهذا لأن الرئتين لم تعد تنقل الأكسجين إلى الدم بشكل فعال، حيث يمكن أن يساعد العلاج بالأكسجين في تحسين الأعراض.
في مرض الانسداد الرئوي المزمن، قد يتم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي تعمل على فتح الشعب الهوائية، وتقليل بعض الالتهابات في الرئتين مما يساعد هذا أيضا في علاج صعوبة بالتنفس، وأهم هذه الأدوية هي بخاخات التنفس.
من الوارد أن يقوم المختصين بإرشاد المصاب إلى ضرورة استخدام الوسائد العالية، ورفع الرأس أثناء النوم لأنها يمكن أن تقلل من كمية السوائل والضغط على الرئتين، وتساعد في التنفس بشكل مريح إلى حد ما، وإذا كان المريض يعاني من زيادة بالوزن، فيجب أيضا العمل على فقدانه.