تعتبر مشكلة ضيق التنفس من أكثر المشاكل الصحية شيوعا التي تصيب كبار السن مع تقدمهم في العمر. فالجدير بالذكر أن هذه الأزمة تحدث بسبب تعرض المسنين للعديد والكثير من الأمراض مثل أمراض القلب أو الرئتين أو فقر الدم أو ضعف العضلات أو المشاكل النفسية. في العموم سوف نتعرف الآن بمزيد من التوضيح عن أهم أسباب وأعراض إصابة كبار السن بضيق التنفس وكيف نستطيع التعامل مع هذا الأمر بشكل صحي سليم؟
كيف تعمل الرئتان بوجه عام؟
لكي نعلم بمزيد من التفصيل عن مشاكل التنفس الشائعة لدى كبار السن، نحتاج أولا إلى ضرورة فهم كيفية عمل الرئتين. فالجدير بالذكر أن الرئتان لهما أدوار مهمة في الصحة العامة وفيما يتعلق بوظائف الجسم.
فالدور الأول ينطوي على إدخال الأكسجين في الجسم من خلال عملية تنفس الهواء، والدور الثاني هو إزالة ثاني أكسيد الكربون (CO2) من داخل الجسم.
الجدير بالذكر أن الجسم يقوم بإنتاج ثاني اكسيد الكربون عندما يدخل الأكسجين إلى الرئتين ثم يتم الزفير من داخلهما. وبشكل أكثر تحديدا عندما نقوم بالتنفس فقد يملأ الهواء الأكياس الهوائية الصغيرة الموجودة في الرئتين.
نظرا لوجود أوعية دموية صغيرة في الأكياس الهوائية، فسوف يدور الدم حولها مع دخول الأكسجين إلى مجرى الدم من خلال هذه الآلية حيث يعد هذا هو المكان الذي يتم فيه إرجاع ثاني أكسيد الكربون من الدم إلى الرئتين بحيث يمكن زفيره. فالجدير بالذكر أنه هذه الوظيفة الثانية لا تقل أهمية عن الأولى لأن وجود الكثير من ثاني أكسيد الكربون في الدم في حالة عدم الزفير يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية.
ما هو ضيق التنفس عند كبار السن؟
يعد ضيق التنفس عند كبار السن من الحالات التي يعاني منها الكثير من المسنين حول العالم حيث تعتبر مشكلة صحية شائعة مع هذه الفئة العمرية. تتسبب حالة ضيق التنفس هذه في التأثير السلبي على جودة حياتهم وقدرتهم على ممارسة الأنشطة اليومية بسهولة.
ما هي أسباب إصابة كبار السن بضيق التنفس؟
هناك العديد من الأسباب المحتملة التي تؤدي لظهور ضيق التنفس عند كبار السن، ومنها:
— أمراض الرئة المزمنة: تشمل هذه الحالة الصحية أمراض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) والتهاب الرئة والربو التي قد يكون لها تأثيراً كبير وضار على كبار السن، حيث تتسبب هذه الحالات في ضيق التجاوز وتقليل الكفاءة التنفسية.
— مشاكل القلب: تتسبب أمراض القلب المختلفة مثل الارتفاع في ضغط الدم، وقصور القلب، والتسلخ الأبهري في التاثير على وظائف القلب والأوعية الدموية، مما يؤدي هذا إلى حدوث ضيق التنفس.
— الأمراض العصبية: يمكن أن تسبب بعض أمراض الجهاز العصبي المركزي مثل الشلل الدماغي والسكتة الدماغية والمياه الزرقاء حدوث ضيق التنفس نتيجة لتأثيرها على عضلات الجسم والجهاز التنفسي.
— السمنة والوزن الزائد: قد يؤدي الوزن الزائد إلى المعاناه من زيادة الضغط على الرئتين، مما قد يتسبب هذا الأمر في حدوث الإصابة بصعوبة التنفس.
— ضعف العضلات: يعد ضعف العضلات الذي يصاحب مرحلة الشيخوخة من المشاكل الصحية الشائعة التي تؤثر على العضلات الأساسية المستخدمة في عملية التنفس. فالجدير بالذكر أنه قد تتسبب هذه الحالة الصحية في عدم القدرة على التنفس بشكل صحيح.
— الأمراض المزمنة: توجد العديد من الأمراض المزمنة مثل السكري والكولسترول العالي ومشاكل التدخين التي يترتب على حدوث الإصابة بها استخدام بعض أدوية العلاج المزمنة، مما قد يزيد هذا من خطر الإصابة بضيق التنفس عند كبار السن.
إقرأ أيضا: متلازمة الضعف لدى كبار السن.. ما هي؟ وكيف يتم التعامل معها؟
ما هي أعراض الإصابة بضيق التنفس عند كبار السن؟
يعاني كبار السن من بعض الأعراض التي تدل حدوث الإصابة بمشكلة ضيق التنفس حيث تظهر من خلال مايلي:
- صعوبة التنفس وإستنشاق الهواء حتى يصبح الأمر في صورة مرضية.
- الإحساس بالتعب السريع عند أداء الأنشطة البدنية البسيطة مثل صعود السلالم.
- السعال المستمر أو المزمن.
- عدم القدرة على التحدث بصوت مسموع بعد أي مجهود بسيط.
- الدوخة وإختلال التوازن.
- ثقل وتورم الأطراف.
- الصداع الشديد.
- عدم القدرة على المشي لمسافات طويلة.
ما هي طرق التعامل السليمة مع ضيق التنفس عند كبار السن؟
توجد طرق صحية سليمة نستطيع من خلال القيام بإتباعها بمحاولة التعامل مع ضيق التنفس عند المسنين بشكل صحيح وتتلخص في الآتي:
أولا: ينبغي على كبار السن الحفاظ على وزنهم في صورة صحية من خلال العمل على ممارسة النشاط البدني بانتظام، وتجنب السمنة والركود البدني. فالجدير بالذكر أن هذه الأمور يمكن أن تؤدي إلى حدوث ضيق التنفس، حيث يتعذر على الرئتين والقلب القيام بوظائفهما بجودة وفاعلية. لذا، فمن الضروري على كبار السن أن يقومون بممارسة التمارين الرياضية المناسبة وتناول الطعام الصحي للحفاظ على الوزن المثالي.
ثانيا: يجب العمل على تجنب التدخين بأي شكل من الأشكال. وهذا لأنه يتسبب في تلف الشعب الهوائية ويرفع خطر الإصابة بأمراض الرئة المزمنة مثل التهاب الشعب الهوائية ومرض الانسداد الرئوي المزمن. بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب التعرض للملوثات البيئية مثل الروائح القوية أو الغبار بشكل عام.
ثالثا: الحرص على تناول الأدوية وفقا لتعليمات الطبيب، خاصة الأدوية الموصوفة لعلاج مشاكل التنفس كالربو أو مشاكل القلب. فالجدير بالذكر أن بعض هذه الأمراض تتطلب الإستعانة ببعض الأجهزة المساعدة مثل البخاخات أو الأكسجين الاصطناعي.
رابعا: يعد الاسترخاء والتنفس العميق من أهم طرق التحكم في ضيق التنفس.حيث يمكن لبعض الأنشطة البدنية التغلب على هذه المشكلة من خلال ممارسة تمارين التأمل واليوغا التي تساعد في تهدئة الجهاز التنفسي وتوسيع الشعب الهوائية، مما يساعد هذا على التخفيف من الضيق وتحسين القدرة التنفسية.
خامسا: قد يوصي الطبيب المعالج بضرورة إتباع بعض العلاجات الأخرى إذا لزم الأمر مثل العلاج الطبيعي، حيث يمكن للتمارين الموجهة تعزيز القوة العضلية وتحسين وظيفة الرئتين. إلى جانب ذلك فقد يستلزم الأمر أيضا ضرورة إجراء فحوصات إضافية مثل الأشعة الصدرية أو تخطيط القلب لتحديد السبب المحتمل ووصف بعض الطرق العلاجية حسب الحالة الصحية.