في مجال العناية بالصحة البدنية والكفاءة الجسمانية يجب معرفة أن صحة الأمعاء تحظى حاليا باهتمام كبير في مجال الطب والتغذية، فالجدير بالذكر أن هناك الكثير من الأدلة التي تؤكد على أن صحة الأمعاء هي عامل مهم في معالجة العديد من الحالات الطبية، ومن ثم يتم إتباع العديد من السُبل لإتمام وتحقيق هذا الغرض ومن أهمها ممارسة تمارين التأمل. بمزيد من الفهم والتوضيح سوف نتحدث اليوم عن طرق التأمل ودورها الفعال في الحفاظ على صحة وكفاءة الأمعاء وهذا من خلال سطورنا القادمة.
صحة الأمعاء
بشكل يومي، يقوم العديد من الخبراء بمحاولة دراسة العديد من الإكتشافات الجديدة حول الأطعمة والمكملات الغذائية التي يعتقد أنها تعمل على تحسن صحة الأمعاء بشكل أو بآخر. ومع ذلك، هناك العديد من الأدلة التي تؤكد على أن صحة الأمعاء هي عامل مهم في معالجة العديد من الحالات الطبية.
بوجه عام يجب العلم أن الجهاز المعوي يحتوي على حوالي 500 مليون خلية عصبية، بينما يوجد في الدماغ ما يصل إلى 100 مليار خلية عصبية، فالجدير بالذكر أنه قد أظهر العلم وجود علاقة قوية بين الأمعاء والدماغ، فعندما تكون الأمعاء صحية، سوف يكون هناك دماغ سليم والعكس صحيح.
لذلك، فمن الضروري أن يتم العمل على اختار الكثير من الناس لروتين تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك وهذا لتعزيز الصحة العقلية.
العلاقة بين الأمعاء ومحور الدماغ
يجب العلم أن للأمعاء والدماغ علاقة هرمونية ومناعية وعصبية حيث يبدو هذا واضحا من خلال الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المعوي الذي يحكم وظيفة الأمعاء، ويطلق عليهما مصطلح “محور الدماغ والأمعاء”.
بمزيد من التوضيح، يشير محور الدماغ والأمعاء بشكل أساسي إلى الإشارات الكيميائية الحيوية التي تحدث بين الخلايا العصبية في الجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي حيث يتضمن هذا المسار ثنائي الاتجاه الجهاز العصبي المركزي (CNS) والجهاز العصبي المعوي (ENS) وميكروبيوتا الأمعاء، ومن ثم يعمل كشبكة معقدة من التفاعلات التي تنظم العمليات الهضمية والمزاج والصحة العامة.
أما فيما يتعلق بميكروبيوم الأمعاء البشرية الذي يتضمن تريليونات من الكائنات الحية الدقيقة، فهو يعد أمرا أساسيا للصحة البدنية والعقلية للجميع حيث تقوم هذه الكائنات الحية الدقيقة بالعمل على إنتاج ناقلات ومركبات عصبية مثل السيروتونين وحمض جاما أمينوبتيريك (GABA) ، والتي تساعد على دعم الحالة المزاجية والوظيفة المعرفية.
لذا، فعندما لا يعمل ميكروبيوم الأمعاء بشكل صحيح، فسوف تشعر أجسامنا وعقولنا بهذا الأمر حيث تشير بعض الدراسات إلى أن ضعف صحة الأمعاء مرتبط بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الأمعاء الالتهابية إلى جانب الشكوى من حالات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب.
من هنا يمكننا القول، بأن الآليات الموجودة في القناة الهضمية تشمل العمل على تنشيط جهاز المناعة، والتغيرات في بنية الأمعاء، والالتهابات التي يمكن أن تؤثر على بنية ووظيفة الدماغ، مما يترتب على هذا الأمر إلحاق بعض التغيرات في النهاية على سلوكنا وعواطفنا.
باختصار، نستطيع إحتواء هذا الأمر بمقولة هامة جدا آلا وهي أن الأمعاء هي في الواقع الدماغ الثاني للجسم.
تأثير ممارسة طرق التأمل على صحة الأمعاء
في بداية الأمر، يجب العلم أنه قد تم تصميم طرق التأمل بداية من التأمل الذهن إلى تمارين التنفس العميق عن قصد لخلق حالة من الاسترخاء والتركيز، والتي كنت متواجدة فعليا في العديد من الثقافات الشرقية لآلاف السنين، ومن ثم امتد دورها ليصل إلى الثقافات الغربية.
الجدير بالذكر، أنه بالإضافة إلى الفوائد العقلية الموصوفة، فمن الممكن أن تؤدي هذه الطرق التأملية إلى العديد من التغيرات الفسيولوجية داخل الجسم، مثل خفض معدل ضربات القلب وخفض ضغط الدم، ومن ثم ينتج على هذا تقليل الكثير من مشاعر التوتر وتحسين الصحة العامة.
يجب العلم، أن الإجهاد هو عامل يؤدي إلى تفاقم الخلل المعوي، مما يؤثر هذا الأمر على حركية الأمعاء، ووظيفة الحاجز، والميكروبيوم المعوي، ومن هنا يمكن أن تؤثر جميع طرق التأمل بشكل إيجابي على صحة الأمعاء حيث يتم تنفيذ هذا من خلال استعادة توازن بكتيريا الأمعاء وتحسين وظيفة الحاجز المعوي والتقليل من أزمة الإصابة بالالتهابات.
لا يمكننا أيضا أن نتغافل على أنه من الممكن أن يسبب الإجهاد المزمن مزيدا من الاضطراب في وظيفة الجهاز الهضمي ومحور الدماغ والأمعاء، ومن ثم يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى تغييرات في حركات الأمعاء، وزيادة نفاذية الأمعاء (الأمعاء المتسربة)، والتغيرات في ميكروبيوم الأمعاء. وقد ثبت أن هذا الأمر يؤدي إلى تطور اضطرابات الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي (IBS) ومرض التهاب الأمعاء المزمن (IBD).
من هنا يمكننا القول بأن العلاقة بين الإجهاد وصحة الأمعاء واضطرابات الجهاز الهضمي أمر وثيق الصلة. لذا فمن الممكن أن يؤدي روتين التعديل المرتبط بالإجهاد لمحور الدماغ والأمعاء إلى التغلب على بعض الحالات المرضية مثل القولون العصبي والتهاب الأمعاء ، مما يدل على أهمية دمج قدرات تقليل التوتر في حياتك اليومية.
باختصار، يمكن أن تؤثر جميع طرق التأمل من خلال خصائصها المخففة للتوتر بشكل إيجابي على ميكروبيوم الأمعاء، مما يترتب هذا الأمر على جعلها أداة واعدة وعلاجية ووقائية لإدارة صحة الأمعاء إلى جانب العديد والكثير من الفوائد الأخرى.