لنأتي على ذكر واحدة من الحالات الشائعة التي يمكن أن تواجه طفلك والمتمثلة في القىء خاصة إذا كان قد قام بإنهاء وجبة طعامه للتو ,ورغم أنها لايمكن النظر إليه في العموم على أنها ضمن الحالات الطبية الخطيرة إلا أن أمومتك تدفعك إلى الشعور بالخطر والقلق على طفلك وتقفين حائرة دون أن تعرفين ماينبغي عمله وسنقدم لكي من خلال مقالنا التالي أساليب الرعاية المنزلية لحالات قىء الأطفال .
حول حالات قىء الأطفال
سنوجهك الآن إلى كيفية التعامل مع قىء طفلك وخاصة إذا كانت نوبات القىء متكررة وبصفة مستمرة ويصاحبها شعور بالضعف والإعياء يترك تأثيره على صحة طفلك , ولكن يجب عليكي أولا أن تكوني على قدرا من الفهم للأسباب الجذرية لحدوث القىء وفي كل الأحوال يفضل اصطحاب طفلك إلى الطبيب مبكرا ليتمكن من إجراء الفحص, ووصف العلاج المناسب .
أسباب قىء الأطفال
ما الذي يجعل الأطفال يتقيأون ؟
تتعدد مسببات القىء لدى الأطفال , فعلى الرغم من أن القىء يحدث عادة بعد تناول طفلك للطعام ,إلا أنه مازال توجد بعض الحالات التي توصف بأنها خطيرة والآن لنرصد أسباب قىء الأطفال على النحو التالي :
الإعتناء بطفلك بطريقة خاطئة
قد تعتقدين خطأ أنك تقومين برعاية طفلك على أفضل وجه في حين قيامك ببعض الأشياء بدون قصد ,والتي تتسبب في إثارة القىء لديه ,ولعل أكثر الجوانب الخاطئة قيامك بإرضاع طفلك أكثر من اللازم أو تقديم كميات كبيرة أكثر من اللازم من الحليب الصناعي , ومن خلال البحث عن الخطأ هنا تم إيجاد أنه بمجرد حصول طفلك على كفايته من الحليب وشعوره بالشبع , فإن الأم يمكن أن تتركه يستلقي على أقرب أريكة أو يذهب مباشرة إلى النوم. وهنا يجب أن نشير إلى أمر متعلق بمعدة الطفل التي تكون صغيرة الحجم مقارنة بمعدة الاشخاص البالغين لذلك فإن قدرتها على الهضم مازالت بسيطة إلى حد ما , وهذا مايمكن ان يتسبب في حالات القىء لديه نتيجة إجباره على تناول كميات تفوق حاجته وطاقته الهضمية .
رغم أن حالات قىء الأطفال لاتشكل خطورة كبيرة على صحتهم فكثيرا مايتقيأون الطعام ثم يصبحون في أفضل حال, ولكن النصيحة التي يجب توجيهها إلى الآباء هنا بضرورة إجراء تعديل على النظم الغذائية بحيث تكون أكثر مناسبة لطفلك , ومن أكثر الطرق التي يجب إتباعها أهمية تقسيم الوجبات الرئيسية على وجبات خفيفة حفاظا على صحة الجهاز الهضمي وتجنبا لتعرض معدة طفلك للإرهاق بعد تناول الطعام. وفي نفس الوقت ، عليكي أن تطلبي من طفلك عدم الإستلقاء بعد تناول الطعام والجلوس لبرهة قبل النوم , ويمكن أيضا تجربة تشجيع طفلك على ممارسة بعض الأنشطة الرياضية الخفيفة لمنع شعوره بعدم الراحة .
اقرأ أيضا التهاب اللحمية عند الأطفال وتأثير هذا على حياتهم اليومية
خزل المعدة
يعد خزل المعدة أيضا من مسببات قىء الأطفال, ويمكن تعريفها بأنها ضمن الحالات المتعلقة بالجهاز الهضمي ويشار إليها بأنها حالة تفقد فيها عضلات المعدة قدرتها على العمل بصورة طبيعية , وهنا تكمن الصعوبة في عملية الهضم ويواجه طفلك حالة من عسر الهضم الشديد ومن أكثر الاعراض شيوعا والتي تتصل بهذا المرض استغراق الطفل في حالة من القىء عقب تناول الطعام مباشرة وفي الغالب أيضا يمكن ان يتقيأ طفلك بعد مرور ساعات قليلة من تناوله لوجبة الطعام, وتضم الأعراض الأخرى :
- الشعور بالإنزعاج وعدم الراحة الشديدة
- آلام في الجزء العلوي من البطن
- الشعور بالشبع السريع حتى لمجرد تناول كميات قليلة من الطعام
- سيطرة الإحساس بالغثيان والانتفاخ
لايوجد سبب دقيق يتعلق بخزل المعدة كما أنه لايوجد طريقة علاجية لتلك الحالة المرضية , وفي بعض الأحيان, ومع تقدم المرحلة العمرية للطفل يمكن أن يحدث تحسن تدريجي في حالة خزل المعدة لديه ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تظل تلك الحالة ملازمة للطفل مدى الحياة. ومع ذلك عليكي أن تتركي كل ذلك القلق بداخلك لأنه يمكنك الحصول على مساعدة طبيبك حيث سيوجه كل جهده لمساعدتك في السيطرة على الأعراض عن طريق تعديل أنماط حياته والحصول على نظام غذائي صحي .
تضييق البواب
هل سمعت من قبل عن ذلك الجزء الذي يطلق عليه البواب ربما تكوني تسمعينه لأول مرة ويصف ذلك الجزء السفلي من المعدة المتصلة بالأمعاء الدقيقة , وعندما يحدث ضيق في الجزء المسمى بالبواب والذي عادة مايصيب الأطفال وتحديدا في المرحلة العمرية أقل من 6 أشهر وتحدث تلك الحالة كنتيجة طبيعية لتضخم العضلات في هذا الجزء من المعدة وبالتالي تضييق فتحة البواب مما يعوق عملية انتقال الطعام من المعدة إلى الأمعاء .
وتم التوصل إلى أن أن القىء أيضا ضمن أكثر الأعراض الشائعة لتضييق البواب , وخلالها يمكن أن يندفع قىء طفلك بقوة بعد تناوله لحليب الثدي أو الحليب الصناعي وسوف تلاحظين أن طفلك في الغالب يسيطر عليه شعورا بالجوع بعد أن فرغت معدته جراء القىء وستجدين أنه يميل بصورة أكبر لشرب الحليب أو تناول الأطعمة الصلبة , ولكن الخطر هما يكمن في المضاعفات التي يمكن أن يتعرض لها طفلك ويعد الجفاف من أبرزها فمن السهولة أن يتعرض له ويفقد كثيرا من وزنه مما يستدعي معه اصطحاب الطفل إلى المستشفى لتلقي العلاج في الوقت المناسب.
الأسباب الأخرى لقىء الأطفال بعد تناول الطعام
بالإضافة إلى الأسباب سابقة الذكر والتي تدفع طفلك للقىء توجد أسباب أخرى تجعل قىء الأطفال يأتي مصاحبا لعدة أعراض تشمل الإسهال، آلام البطن، الحمى، السعال، الطفح الجلدي… وقد تكون هذه الحالة نتيجة لأحد الأسباب التالية:
- حالات التسمم الغذائي
- الحساسية الغذائية
- الصداع النصفي عند الأطفال يمكن أن يسبب الغثيان
- تعرض الطفل للسعال الجاف خلال تناوله لوجبات طعامه يمكن أيضا أن يشكل واحدا من أسباب القىء وتحدث تلك الحالة تحديدا لدى الأطفال المصابين بالارتجاع المعدي
- بالنسبة للحاات الأقل شيوعا فتشمل والتي تقترن بالقىء في الحالات الطفيفة وتشمل التهاب المعدة، والانغلاف ، وانسداد الأمعاء، والتهاب الزائدة الدودية، وإصابة الرأس…
كيفية رعاية قىء الأطفال في المنزل
يمكن أن يصاب طفلك بسهولة بحالات جفاف شديدة نتيجة القىء المتواصل فضلا عن فقدانه الرغبة في تناول الطعام وفقدان الوزن وبإلقاء نظرة على الحالات التي يتقيأ فيها طفلك بعد تناول الطعام أو بعد الرضاعة فلا داعي لقلقلك فلا توجد خطورة ، يمكنك الاعتناء بقيء طفلك في المنزل لمساعدته على التعافي السريع عن طريق:
- لا تتركي طفلك يأكل أو يشرب لمدة 30 إلى 60 دقيقة بعد القيء حتى يتاح الوقت الكافي أمام معدة طفلك للحصول على الراحة
- يفضل عدم تقديم الماء للطفل وينبغي الإنتظار لحين التحقق من تمتعه بصحة جيدة , فقط ابتعدي تماما عن إجبار طفلك على الأكل أو الشرب عندما لا يزال يشعر بالإعياء.
- عقب تماثل طفلك للشفاء والتحسن يمكنك هنا إعطاؤه جرعات صغيرة من الماء ، على أن يتم تقسيمها إلى عدة جرعات بفاصل 5 إلى 10 دقائق. ومن الأفضل أن تقومي بإطعام طفلك بواسطة ملعقة صغيرة وليس إعطاؤه الماء من الكوب دفعة واحدة.
- بالنسبة للأطفال الرضع الذين يعتمدون على حليب الثدي , فلا تتوقفي عن إرضاعهم طبيعيا لتوفير مايحتاجه من سوائل منعا للجفاف
- للحفاظ على رطوبة طفلك يمكنك الإستعانة بمحاليل الإماهة والكهارل المتوفرة في الصيدليات.
- تجنبي إعطاء طفلك المشروبات الغازية والمشروبات الرياضية بعد القيء.
- من الطبيعي أن يشعر طفلك بالجوع والرغبة في تناول الطعام بعد إفراغ معدته ، يجب البدء في إطعامه الأطعمة الخفيفة، وتجنبي الأطعمة الدهنية والحارة.
- إذا كان طفلك يتقيأ مع أعراض أخرى مثل الحمى والإسهال وغيرها، يجب عليك استشارة الصيدلي أو الطبيب حول ضرورة إعطاء طفلك العقار المناسب.