من الأزمات الصحية الغير خطيرة والتي يمكن أن تختفي من تلقاء نفسها ولكنها تسبب الكثير من مشاعر عدم الراحة، فيمكننا أن نتحدث عن حرقة المعدة. تعد أزمة حرقة المعدة هذه من الأزمات الصحية البسيطة في بدايتها ولكن عند تطورها فمن الممكن أن تعرض الجهاز الهضمي للعديد من المشاكل الصحية الخطيرة. بناء على هذا، فقد قررنا أن نقوم اليوم بذكر طرق طبيعية ويسيرة تساهم بشكل فعال في الحد من حالة حرقة المعدة هذه مع تجنب آلية تناول المنتجات الدوائية.
الحموضة وحرقة المعدة
الحموضة وحرقة المعدة
تحدث الحموضة المعوية عادة عندما يرتد حمض المعدة إلى المريء، مما يقوم هذا الأمر بخلق الكثير من مشاعر الحرقان في الصدر والحلق. الجدير بالذكر، أن السبب الرئيسي في حدوث هذه الأزمة المرضية يرجع إلى ضعف العضلة العاصرة للمريء السفلية، والتي لا تغلق تماما، مما يسمح لحمض المعدة بالارتجاع لأعلى.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم عدد من العوامل مثل عادات الأكل ونوع الطعام والظروف الصحية والأدوية في حدوث المعاناة من هذه الأزمة الصحية.
طرق طبيعية للتغلب على أزمة حرقة المعدة
بوجه عام، سنقوم فيما يلي بالعمل على ذكر بعض الطرق التي يمكننا من خلالها المساعدة في تخفيف حرقة المعدة بشكل طبيعي:
أولا: مضغ العلكة الخالية من السكر بعد الوجبات
مضغ العلكة الخالية من السكر بعد الوجبات
يمكن أن يساعد روتين مضغ العلكة الخالية من السكر بعد الوجبات في تقليل مستويات الحموضة في الفم حيث يحدث ذلك بفضل تحفيز إفراز اللعاب القلوي الذي يساعد على تحييد الحمض الموجود في الفم والمريء بعد الأكل خاصة بعد تناول الأطعمة الحمضية مثل الفواكه أو المشروبات الغازية أو الأطعمة الغنية بالسكر، ومن هنا يجب علينا معرفة أن اللعاب يساعد على دفع الحمض مرة أخرى إلى المعدة ومن هنا يبرز دور العلكة الخالية من السكر.
بشكل رئيسي، يجب العمل على اختيار علكة خالية من السكر لتجنب توفير المزيد من للبكتيريا بداخل الفم، والتي يمكن أن تسبب تسوس الأسنان، مع ضرورة تجنب مضغ العلكة لفترة طويلة جدا لتجنب إصابة الفك بالإجهاد ومن ثم التأثير على المفصل الصدغي الفكي، بالإضافة إلى أهمية عدم مضغ العلكة على معدة فارغة، لتجنب تحفيز إفراز حمض المعدة أو التسبب في الشعور بالكثير من مشاعر عدم الراحة أو التأثير على بطانة المعدة.
ثانيا: النوم على الجانب الأيسر
النوم على الجانب الأيسر
يمكن أن يساعد روتين الاستلقاء على الجانب الأيسر عند النوم في تقليل حرقة المعدة ليلا حيث يساعد هذا الوضع المعدة والمريء على البقاء في وضعهما الطبيعي، مما يجعل من الصعب على حمض المعدة التدفق مرة أخرى إلى المريء، وبالتالي التقليل من أعراض حرقة المعدة، على وجه التحديد:
– موقع المعدة والمريء: تقع المعدة على الجانب الأيسر من الجسم تحت المريء، ومن ثم وعند الإستلقاء على الجانب الأيسر، فسوف يتم وضع المعدة والمريء في وضعهما الطبيعي، مما يجعل من الصعب على حمض المعدة الارتجاع لأعلى.
– الجاذبية: تلعب الجاذبية أيضا دورا مهما في هذه الآونة، فعند الاستلقاء على الجانب الأيسر، فسوف يتم الحفاظ على حمض المعدة في داخل المعدة، مما يمنعه من الفيضان في المريء ويسببه له الحرقان والكثير من مشاعر عدم الراحة.
– منع ارتجاع الحمض: يعد روتين النوم على الجانب الأيسر من الأنماط المفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من الارتجاع المعدي المريئي (GERD) أو المعرضين لمخاطر الإصابة بارتجاع الحمض. الجدير بالذكر، أن هذا الوضع يساعد في تقليل نوبات الارتجاع الحمضي خاصة في الليل، مما يساعد هذا على النوم بشكل أفضل.
– دعم الجهاز الهضمي: بالإضافة إلى تقليل حرقة المعدة، فمن الممكن أن يدعم روتين الاستلقاء على الجانب الأيسر أيضا من عملية الهضم، مما يسهل هذا انتقال الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة.
ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أهمية تجنب تناول وجبة كاملة قبل الذهاب إلى الفراش وعدم الإستلقاء مباشرة بعد الأكل للتقليل من مخاطر الارتجاع الحمضي.
إقرأ أيضا: أهم المكملات الغذائية المعنية بالتقليل من أزمة ارتجاع حمض المعدة
ثالثا: رفع الرأس عند النوم
رفع الرأس عند النوم
أظهرت العديد من التجارب السريرية والمراجعات البحثية أن رفع اللوح الأمامي بمقدار 15-20 سم يمكن أن يقلل بشكل كبير من ظهور أعراض ارتجاع الحمض خلال فترات الليل.
على سبيل التوضيح، يعد ارتجاع حمض المعدة إلى المريء هو السبب الرئيسي لظهور أعراض الارتجاع المعدي والتي تتمثل في حرقة المعدة وعسر الهضم، فعندما ترتفع الرأس فسوف تكون المعدة في مكان أقل من المريء، مما يجعل هذا من الصعب على الحمض الارتجاع.
بمعنى آخر، وعندما تكون الرأس أعلى من المعدة، فسوف تساعد الجاذبية في الحفاظ على حمض المعدة في موضع منخفض، مما يمنع هذا الحمض من التدفق مرة أخرى إلى المريء.
رابعا: تناول وجبات صغيرة
تناول وجبات صغيرة
تعمل الوجبات الكبيرة على توسيع المعدة وإرخاء العضلة العاصرة للمريء السفلية (LES)، مما يزيد هذا من احتمالية حدوث الارتجاع أما فيما يخص الوجبات الصغيرة والمنتظمة فقد أظهرت العديد من الدراسات أنها تساعد في تقليل التوتر والحد من نوبات الارتجاع الحمضي، خاصة عندما تقترن بوضعية الجلوس المستقيمة.
بوجه عام، يمكن أن يساعد روتين تناول وجبات أصغر في تقليل الضغط على العضلة العاصرة للمريء السفلية (LES)، والتي بدورها يمكن أن تقلل من أعراض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) مثل حرقة المعدة. إلى جانب دورها الهام، في الحد من عملية تمدد المعدة، مما يقلل هذا من مخاطر فتح صمام LES والحد من أزمة ارتجاع حمض المعدة إلى المريء.
خامسا: تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل
تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل
يساعد تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل المعدة في الحصول على وقت أفضل لهضم الطعام ويقلل من مخاطر الإصابة بحرقة المعدة وارتجاع الحمض.
من الهام معرفة، أنه عند تناول الطعام في وقت متأخر من الليل، فسوف تعمل المعدة بشكل مستمر حتى عندما يكون الجسم في حالة راحة، مما قد يؤدي ذلك إلى الارتجاع المعدي المريئي والمعاناة من مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي .
سادسا: الحد من تناول الأطعمة التي تسبب الارتجاع
الحد من تناول الأطعمة التي تسبب الارتجاع
تتمثل هذه الأطعمة في القهوة والشوكولاتة والنعناع والحمضيات والوجبات الخفيفة المقلية ، والتي تعمل على إراحة العضلة العاصرة للمريء السفلية (LES) أو تزيد من إنتاج الحمض.
على سبيل التحديد، فقد أظهرت بعض تدخلات النظام الغذائي الخاضع للرقابة حدوث حالة من التحسن بأعراض الارتجاع في غضون أسابيع قليلة من إزالة هذه المحفزات من الوجبات اليومية.
سابعا: الحفاظ على استقامة الظهر
الحفاظ على استقامة الظهر
تعد آلية الحفاظ على وضعية الإستقامة بعد تناول الطعام لمدة 20-30 دقيقة هي واحدة من أبسط الطرق المعنية بالتغلب على حرقة المعدة سواء كان هذا الروتين يتم تطبيقه عند المشي لمسافة قصيرة أو أثناء الإسترخاء فقط على كرسي.
يساعد هذا الوضع على تقليل الضغط على المعدة، مما يسمح للطعام بالتحرك بسهولة أكبر إلى أسفل الأمعاء ويمنع حمض المعدة من الارتجاع إلى المريء، مما يسبب هذا الشعور بحرقة المعدة.
خلاصة الأمر، ليس علينا بالضرورة تناول مضادات الحموضة أو الأدوية الموصوفة للوقاية من حرقة المعدة، ولكن نستطيع في بداية الأمر اجراء بعض التغيرات في أنماط الحياة، والتي يمكن أن تكون فعالة، وتحدث فرقا كبيرا.