في بعض الحالات يمكن أن يصاب الشخص بحالة من الجفاف بعد نوبات متتالية من الإسهال أو القىء المزمن مما يستلزم معه إتباع إجراءات الترطيب لتعويض مافقده الجسم من سوائل ,وبإعتبار الجفاف نوع من الأعراض المرضية التي تصاحب عدد من المشكلات الصحية كما يمكن أن يشكل سببا رئيسيا في حدوث انخفاض ضغط الدم,وسنقدم لكي من خلال مقالنا التالي طرق علاجية لحالات الجفاف عند الإصابة بالقىء أوالإسهال.
طرق علاجية فعالة لمقاومة حالات الجفاف
ماهو الجفاف؟
يعبر الجفاف عن حالة فقدان الجسم لمعدلات كبيرة من السوائل أو الكهارل التي تشير إلى (المعادن المنتشرة في الدم , والبول, وأنسجة الجسم كما تتميز بقدرتها على التوصيل الكهربائي ) وتكون الكمية المفقودة أكبر مما يتم استهلاكه, ويعد كلا من القىء والإسهال الحاد من أكثر الأسباب شيوعا لحدوث الجفاف والتي ماإن تم تجاهله وعدم الإهتمام بعلاجه, فيمكن أن تتفاقم الحالة لتصبح أكثر خطورة وربما تتحول لتصبح مهددة للحياة .
وعلى الجانب الآخر المشرق الذي يحصل خلاله المريض على الترطيب الكافي في حالة التدخل المبكر للعلاج بشكل صحيح فسوف يؤدي ذلك حتما إلى ارتفاع معدلات الشفاء والتمتع بصحة جيدة ,وهذا مايدفعنا إلى التركيز على معرفة أكثر الطرق فاعلية لتعويض ماتم فقده من سوائل سواء في حالات الإسهال أو القىء بما يعود بالكثير من الفوائد على الصحة .
في الحالات الضرورية التي يصاب فيها الشخص بالجفاف كان ولابد أن نهتم بالتعامل مع تلك الحالة والعمل على استعادة الترطيب عن طريق المحاليل الفموية لأن علاج القىء والإسهال يشكل البداية في منع الجفاف بشكل فعال .
اقرأ أيضا طرق الرعاية المنزلية لحالات قىء الأطفال
الأعراض الشائعة للجفاف
في ظل زيادة حدة القىء والإسهال اللذان يشكلان أعراض مرضية شائعة للعديد من الحالات الصحية فإنه من المرجح أن يعاني الشخص من عواقب جسيمة مع ارتفاع مستويات هاتين الحالتين والذي يصبح الأمر خلاله أكثر إثارة للقلق كما أن تلك المضاعفات يمكن أن تقود إلى نوع من الإختلالات الخطيرة في مستويات توازن الكهارل وبناء ا على ذلك كان من الضروري التعرف على العلامات المبكرة الأولية لبدء علاج إعادة الترطيب مباشرة :
علامات الجفاف الخفيف إلى المتوسط
توجد مستويات مختلفة من الجفاف تتفاوت فيما بين خفيفة إلى متوسطة إلى شديدة ولكل منها أعراض خاصة بها وفيما يتعلق بعلامات الجفاف الخفيف إلى المتوسط التي لاتطرأ على المريض أي علامات تنذر بالخطورة بل يمكن أن يعاني المريض من واحدة أو اثنتين من المشكلات التالية على الأقل وتشمل :
- العيون الغائرة المرهقة بحيث تبدو كأنها مختفية
- تسارع معدلات ضربات القلب
- حالات العطش المستمر
- الجفاف المفرط حول الفم والشفاه
- تقشر الجلد وافتقاده للمرونة الكافية
- الرغبة الشديدة في التبول مرارا وتكرارا
- اتخاذ البول لون داكن
- الإحساس ببرودة اليدين والقدمين
- حالات الهياج الشديد
- مواجهة صعوبات واضطرابات النوم
علامات الجفاف الشديد
هنا حيث تكمن جوانب الخطر , وتظهر على المريض عرض واحد أو أكثر من عوامل الخطر التالية :
- تباطؤ خفقان القلب أو ضعف دقات القلب
- ضيق شديد في عملية التنفس
- التعرض لغيبوبة يفقد معها المريض الوعي
- افتقاد القدرة على تناول الطعام أو السوائل
- عدم تمتع الجلد بالمرونة
- هذه الحالة من الجفاف الشديد تتطلب علاجا طارئا يستلزم دخول المريض إلى أقرب مستشفى للحصول على العلاج الأنسب وتجنبا لأي مضاعفات ناتجة عن الجفاف الشديد.
طرق تعويض الترطيب عند الإصابة بالإسهال أو القيء
تعد الإماهة الفموية من أفضل الطرق العلاجية التي يلجأ المريض إلى استخدامها للتعامل مع حالة الجفاف حينما تتم ملاحظة العلامات الرئيسية الدالة على الجفاف وسنذكر مجموعة من النصائح التي ينبغي إتباعها لتوفير الترطيب الجيد في حالات الإصابة بالقىء والإسهال .
طرق تعويض السوائل في حالات الجفاف الخفيف
ترتبط الإصابة بالإسهال والقىء في حالات الجفاف الطفيفة بظهور عدد من العلامات الأولية المبكرة, ولعل أبرزها جفاف الفم والشعور بالعطش المستمر ، ومن أجل إكمال محتوي الترطيب فإن المريض سيكون في حاجة شرب المياة المفلترة , والحساء الصحي بالإضافة إلى عصائر الفاكهة المخففة, ومن أجل منع تفاقم حالات الإسهال نوصيكي بتجنب إعطاء المريض نوعية المشروبات التالية :
- أنواع المشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات مثل المشروبات الغازية والمشروبات الرياضية وماإلى ذلك .
- المشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من منبهات الكافيين مثل القهوة والشاي
- الإمتناع تماما عن تناول المشروبات الكحولية
لايتوقف الأمر عند ذلك فقط بل سيكون من الضروري إخضاع المريض للمراقبة الدقيقة والمتابعة الدورية عن كثب ,ووضع المريض تحت الملاحظة وتحديدا خلال الساعات الأربع الأولى من بدايات ظهور أعراض الجفاف.
من الإحتياطات الهامة أيضا والتي يجب تفعيلها خلال الساعات الأربعة الحرص على تكملة السوائل للمرضى بمحتوى 75 مل / كجم. ولنشير هنا إلى أهمية شرب الماء على شكل جرعات مع التمهل عند الشرب من خلال تناول رشفات صغيرة كل 10 دقائق
نأتي إلى خطوة يتولى فيها المريض وضع خطة لإعادة تقييم الحالة الصحية للمريض , أما في الحالات التي تستمر فيها حالة الجفاف لأطول فترة فهنا يصبح ضروريا اللجوء مرة ثانية لإستعمال المكمل أو يتوافر أمامك خيارا آخر متمثلا في استخدام محلول معالجة الجفاف الفموي الذي يؤخذ طريق الفم (ORS).
تعويض السوائل في حالات الجفاف المعتدل إلى الشديد
- بالنسبة للحالات الشديدة التي توصف بأنها أكثر شدة, وتزداد خلالها المعاناة التي تقع على عاتق الشخص فقد تخفق مكملات السوائل المنتظمة التي تعتمدين عليها في استعادة الترطيب الفعال لجسمك ,وهنا سيكون متاحا أمامك محلول الإماهة الفموية الذي يعرف بإسم محلول أوريسول .
- ويصنف المحلول المستخدم لمعالجة الجفاف والكهارل ضمن أنواع المحاليل ذات الفاعلية التي يصفها الطبيب في الحالات الشديدة من الجفاف ,ويؤخذ عن طريق الفم وإذا كان المريض لايمتلك القدرة على شربه بمفرده سيكون الإتجاه الآخر الذي ينبغي اتخاذه لإستكمال الترطيب أن يمر السائل من خلال أنبوب أنفي معدي .
- ومن الأشياء الهامة التي يجب معرفتها أن محلول الإماهة الفموية لايحتوي في تركيبه على الماء فقط بل تتضمن أملاح الإماهة الفموية الجلوكوز, والكهارل اللازمة التي تضم مجموعة المعادن مثل البوتاسيوم والصوديوم.
- في العادة تتوافر أملاح الإماهة الفموية بمنتهى السهولة في شكل مسحوق بودرة ويتم تقسيمه إلى عبوات مختلفة لهذا السبب فإننا نوصيكي بضرورة استخدام هذه العبوات أو الأنواع الموصوفة من قبل الطبيب بدلاً من القيام بتجهيز عبواتك وفقا لوصفتك المذكورة .
- سيكون عليكي اتباع طريقة مبسطة لاتستغرق وقتا تتمثل في إعداد كمية من الماء الذي سبق غليه ,وتركه ليبرد ثم استعماله لإذابة مسحوق أملاح الإماهة الفموية فيه ( وذلك وفقا للجرعة التي تم تحديدها على ملصق العبوة ) ثم بعد ذلك يمكن للمريض استخدامه بمنتهى السهولة .
ملاحظات هامة عند استعمال محاليل الإماهة
من الملاحظات الهامة أنه يجب الإمتناع عن غلي المحلول عقب خلط أوريسول الذي يتخذ شكل مسحوق مع المياه المعدنية. ويرجع ذلك إلى احتواء المياة المعدنية ضمن مكوناتها على أيونات إلكتروليتية، فإن مستوي الإلكتروليتات الموجود في المحلول لن تكون دقيقة. وتم رصد بعض الملاحظات الهامة ذات الصلة بالإماهة عند الإصابة بالإسهال أو القيء بالإعتماد على محلول ORS على النحو التالي :
- بعد ان أصبح المريض قادرا على الجلوس والشرب يمكن أن يوجه الطبيب طلبه المباشر إلى المريض بإستخدام محلول الإماهة بالكهرباء والإستمرار في استخدامها لمدة 24 ساعة ثم التوقف عن استخدامها بعد انقضاء تلك المدة المحددة .
- فيما يتصل بالجرعة , يمكن أن يصف الطبيب للمريض قرابة 100 مل من محلول الإماهة والكهارل كل 5 دقائق لحين وصول الوضع إلى حدود مستقرة , وسيكون من الأفضل التفكير في إضافة أملاح الإماهة الفموية وفقا لوزن المريض، حوالي 75 مل/كجم على مدار 4 ساعات.
- نوصي الأشخاص البالغين بأهمية تناول قرابة 1000 مل من أملاح الإماهة الفموية في الساعة الواحدة . بينما للأطفال الصغار فعادة ما تصل الجرعة إلى حوالي 20 مل/كجم في الساعة. ويعد ذلك خطوة هامة خلال المراحل المبكرة من معالجة الجفاف عن طريق الفم
- وفقا لإحتياجات المرضى يمكن تحديد كمية المحلول وضبطها بالإضافة إلى معدلات تكرار الجرعة إذا استدعى الأمر، ومن السمات المميزة أنه يمكن بسهولة زيادتهأو العمل على العمل على تقليله في حالة تحسن حالات الجفاف بشكل تدريجي .
- لايمكن أن نغفل محاليل الإماهة للرضع الذي يعانون من الجفاف حيث يمكن أن يعاني حديث الولادة من الجفاف الشديد ,وعند حدوث ذلك يجب عليكي المداومة على الرضاعة الطبيعية جنبا إلى جنب مع الخطة العلاجية .
- ينبغي توخي الحذر عند استخدام أملاح الإماهة الفموية لأنه لا يستطيع الجميع تحمله كحل عملي وعلاجي .وفي الحالات التي يواجه خلالها المريض أعراض أخرى مثيرة للقلق مثل الغثيان والقيء والارتباك والعطش الشديد ونوبات التشنج فمن الأفضل اصطحابه لأقرب مستشفى حيث يشكل علامة تحذيرية على فرط صوديوم الدم .
بوجه عام، العلاج الذي يعتمد على محاليل الإماهة الفموية عند الإصابة بالإسهال أو القيء منزليا عادة ما يكون مناسبا لحالات الجفاف الطفيفة، وليست شديدة الخطورة . وعلى النقيض من ذلك، إذا ظهرت على المريض علامات تحذيرية خطيرة مثل الضعف العام أو عدم القدرة على شرب السوائل أو ضيق التنفس أو سرعة ضربات القلب أو انخفاض ضغط الدم أو عدم التعرق أو الدوخة أو الغيبوبة أو الإسهال أو القيء، فيجب إدخال الشخص إلى المستشفى فورا حيث تتطلب الحالة العلاج بالسوائل الوريدية.