يعد سرطان الثدي هو أحد أكثر الأمراض شيوعا وإثارة للقلق عند النساء، فعلى الرغم من أنه لا يمكننا منعه تماما، إلا أننا نستطيع التقليل من مخاطر الإصابة به بشكل استباقي عن طريق القيام بتعديل بعض من عاداتنا اليومية الغير صحية. لهذا الأمر، سنقوم اليوم بالتعرف على أهم العادات السيئة التي تؤدي وبشكل رئيسي إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي وهذا للعمل على تجنبها قدر الإمكان.
سرطان الثدي
سرطان الثدي
تحدث أزمة المعاناة من سرطان الثدي بسبب الطفرات الجينية التي تقوم بجعل الخلايا تتكاثر بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
بوجه عام، هناك العديد من الأسباب التي تقوم بجعل الجسم لديه طفرات جينية، فعلى سبيل التوضيح ينتج حوالي 5-7٪ من الحالات عن أسباب وراثية، وتتأثر أكثر من 90٪ من الحالات المتبقية بالعوامل البيئية والأنماط الحياتية.
العادات التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي
1) زيادة الوزن والسمنة بعد انقطاع الطمث
زيادة الوزن والسمنة بعد انقطاع الطمث
بشكل رئيسي تزيد السمنة ومعدلات الوزن الزائدة التي من الوارد أن تصيب المرأة خلال فترة ما بعد انقطاع الطمث من خطر الإصابة بالأورام السرطانية، بما في ذلك سرطان الثدي.
الجدير بالذكر، أنه بعد انقطاع الطمث، يتوقف جسم المرأة عن إنتاج هرمون الاستروجين من المبايض، ويتم إنتاج هرمون الاستروجين من الأنسجة الدهنية. لذلك كلما زادت الدهون بالجسم كلما زاد هرمون الاستروجين، مما يترتب على هذا الأمر إمكانية تحفيز نمو خلايا سرطان الثدي.
إلى جانب هذا، فترتبط أيضا مشكلة زيادة الوزن بزيادة كمية الأنسولين في الدم، وهو عامل هام يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بالعديد من الأورام السرطانية الأخرى. لذا، فيوصي الخبراء بأهمية تمتع النساء لتجنب العديد من التبعيات الصحية الضارة ومن أهمها مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.
2) قلة أداء التمارين الرياضية والأنشطة البدنية
قلة أداء التمارين الرياضية والأنشطة البدنية
تعد عادة الخمول والكسل أيضا من أهم العادات السيئة التي تؤدي وبشكل رئيسي إلى حدوث المعاناة من سرطان الثدي.
بمزيد من التأكيد أكثر، فقد أظهرت بعض الأبحاث أن النساء المستقرات حركيا لديهن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بمقدار 1.4 مرة أكثر من أولئك الذين يمارسون الرياضة بانتظام.
لذا، وعلى النحو الموصى به من قبل المختصين، فإن التمارين المنتظمة ستساعد وبشكل أساسي في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي حيث يوصى بضرورة ممارسة 150 دقيقة / أسبوع من التمارين المعتدلة (مثل المشي السريع وركوب الدراجات الخفيفة) أو 75 دقيقة / أسبوع من التمارين القوية (مثل الركض والسباحة).
3) الأنماط الغذائية الغير صحية
الأنماط الغذائية الغير صحية
مع كثير من الحالات، قد ترتبط مخاطرالإصابة بسرطان الثدي بالأنظمة الغذائية المتناولة يوميا، فقد أظهرت بعض الأبحاث المعنية بدراسة هذا الأمر أن أزمة السرطان هذه تزداد مع النساء اللائي يمارسن الكثير من عادات الأكل غير الصحية والتي قد تتمثل في تناول الكثير من الوجبات السريعة والمقليات والأطعمة المصنعة والسكريات والدهون المشبعة ومن ثم زيادة معدلات الوزن وبناء عليه زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.
إلى جانب هذا، فمن الوارد قيام البعض من النساء بممارسة عادة تناول المشروبات الكحولية البغيضة، مما يترتب على هذا زيادة فرص الإصابة بالكثير من أنواع السرطان مثل الفم والحلق والحنجرة والمريء والقولون والمستقيم والكبد وسرطان الثدي على وجه التحديد. لذلك، بضرورة الإبتعاد عن هذه العادة السيئة تماما الدخيلة على مجتمعنا الشرقي وثقافتنا المحافظة.
بالإضافة إلى ذلك، يعد روتين تناول الكثير من اللحوم الحمراء المقلية من الأمور التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، فعند القيام بتحضير الأطباق المقلية، من الضروري تسخين الزيت في درجات حرارة عالية، وعندما يتعرض الزيت لتأثير درجة الحرارة، فإنه يتفاعل كيميائيا ويتحول إلى دهون غير مشبعة، والتي يصعب على الجسم امتصاصها، مما يسبب السمنة وزيادة أزمة الإصابة بسرطان الثدي.
من الهام معرفة، أن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون المشبعة والسكريات المكررة تزيد من مخاطر الإصابة بالسمنة، وبناء عليه سوف تقوم الأنسجة الدهنية الزائدة في جسم الأشخاص او خاصة مع من يعانون من السمنة المفرطة بإنتاج هرمون الاستروجين الأنثوي بنسب مرتفعة والذي يزيد من نمو خلايا سرطان الثدي وتطورها.
4) السهر والإستيقاظ لأوقات متأخرة ليلا
السهر والإستيقاظ لأوقات متأخرة ليلا
عن الحديث عن عادة السهر لأوقات متأخرة ليلا، ومن ثم المعاناة من بعض أحاسيس القلق والتوتر، فسوف ينتج على هذا الأمر زيادة فرص الإصابة بأزمة سرطان الثدي.
على سبيل التوضيح، يقوم السهر لأوقات متأخرة ليلا بالعمل على التقليل من إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون ينظم دورة النوم ويمنع نمو الخلايا السرطانية. لذا، ومع انخفاض مستويات هذا الهرمون، فسوف تزداد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.
يجب العلم أيضا، أن الإجهاد المطول يؤدي إلى زيادة إفراز الكورتيزول (هرمون التوتر)، ومع ارتفاع معدلاته فسوف يتسبب هذا الأمر في ضعف جهاز المناعة، والتقليل من القدرة على محاربة نمو الخلايا السرطانية، ومن ثم تعزيز عملية تكوين الورم.
يمكن أيضا أن يتسبب روتين الاستيقاظ لوقت متأخر والإجهاد في حدوث حالة من التغيرات في التعبير الجيني، مما يؤثر هذا الأمر على انقسام الخلايا وموتها، ومن ثم يمكن أن تزيد هذه التغييرات من خطر حدوث طفرات جينية، مما يؤدي هذا إلى تكوين خلايا سرطانية.