يعد مرض قصور الغدة النخامية من الأمراض النادرة التي تصيب الغدد الصماء وتحدث له عملية من التطور بصمت، مما يترتب على ذلك صعوبة التعرف عليه، فالجدير بالذكر أنه إذا تم اكتشافه وعلاجه في وقت متأخر، فقد يعاني المرضى من مضاعفات مرضية قد تهدد الحياة. لذا، فقد كان من الواجب علينا أن نتعرف على أهم العلامات التحذيرية التي تدل على حدوث المعاناة من قصور الغدة النخامية وهذا لمحاولة التعامل مع الوضع بمزيد من الفهم.
قصور الغدة النخامية
قصور الغدة النخامية
عند الحديث عن قصور الغدة النخامية، فمن الهام معرفة أنه أحد اضطرابات الغدد الصماء قليلة الحدوث ولكنها من الممكن أن يكون له عواقب وخيمة.
يجب العلم، أن هذه الحالة المرضية تتطور بصمت، مما يتسبب ذلك في نقص واحد أو أكثر من الهرمونات المهمة التي تنظم العديد من أعضاء الجسم، فمن الهام معرفة أنه إذا لم يتم تشخيص المرضى وعلاجهم في الوقت المناسب، فقد يواجهون مضاعفات صحية خطيرة ومهددة للحياة.
الطبيعة المرضية لقصور الغدة النخامية
الطبيعة المرضية لقصور الغدة النخامية
في حال الإصابة بأزمة قصور الغدة النخامية، فسوف تقوم الغدة النخامية الأمامية بإفراز القليل أو غير الكافي من هرمون واحد أو أكثر من الهرمونات المهمة مثل هرمون النمو (GH) أو الهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH) أو هرمون قشر الغدة الكظرية (ACTH) أو الهرمون الجنسي (LH ، FSH) أو الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH).
عندما تحدث حالة من الإفتقار لهذه الهرمونات، فسوف يتعطل نشاط الغدد الصماء المستهدفة مثل الغدة الدرقية أو الغدد الكظرية أو المبيضين أو الخصيتين، مما يؤدي هذا الأمر إلى سلسلة من المشاكل الصحية.
يمكن أن يتطور المرض ببطء على مدى سنوات عديدة مع ظهور أعراض غامضة لا يمكن التعرف عليها، ولكن هناك أيضا حالات قد تظهر من البداية، وعادة ما تتمثل في سكتة الغدة النخامية.
أسباب قصور الغدة النخامية
أسباب قصور الغدة النخامية
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى المعاناة من قصور الغدة النخامية، وأكثرها شيوعا:
- أورام الغدة النخامية أو تحت المهاد: يمكن لبعض أنواع الأورام مثل الأورام الغدية والأورام السحائية والأورام النقيلية أن تقوم بالضغط أو تدمر أنسجة الغدة النخامية، مما يتسبب هذا في انخفاض إفراز الهرمونات.
- نزيف الغدة النخامية أو متلازمة شيهان: تحدث هذه الحالة المرضية عند النساء بعد الولادة مع فقدان الدم الشديد الذي يسبب احتشاء الغدة النخامية.
- عواقب الجراحة أو العلاج الإشعاعي في منطقة ما تحت المهاد – الغدة النخامية: يمكن أن يؤدي علاج أورام المخ والأورام القحفية البلعومية إلى تلف الغدة النخامية.
- إصابات والتهاب الدماغ والتهاب السحايا، والأمراض المعدية: والتي تتمثل في السل، والساركويد، وداء ترسب الأصبغة الدموية.
- أسباب خلقية أو وراثية: يولد بعض الأطفال بنقص هرمون الغدة النخامية بسبب الطفرات الجينية (مثل PROP1).
أهم العلامات التحذيرية الدالة على قصور الغدة النخامية
أهم العلامات التحذيرية الدالة على قصور الغدة النخامية
تعتمد مظاهر قصور الغدة النخامية على نوع نقص الهرمونات ومدى ومدة المرض حيث تتمثل الأعراض الشائعة فيما يلي:
عدم وجود ACTH: يمكن أن يؤدي التسبب في قصور الغدة الكظرية الثانوي مع التعب وفقدان الشهية وانخفاض ضغط الدم والدوخة عند الوقوف إلى حدوث التعرض لنوبة خطيرة للغاية من فشل الغدة الكظرية الحاد.
عدم وجود TSH (في الوسط): مما يترتب على ذلك حدوث المعاناة من التعب، وجفاف الجلد، والإمساك، وزيادة طفيفة في الوزن، وانخفاض حرارة الجسم.
نقص LH / FSH: عند نقص هذا العنصر، فسوف تصاب النساء بحالة من انقطاع الطمث، وجفاف المهبل، وانخفاض الرغبة الجنسية، وصعوبة إنجاب الأطفال أما فيما يخص الرجال، فسوف يترتب على ذلك ضعف الانتصاب وضمور الخصية وانخفاض شعر الوجه والجسم.
نقص هرمون النمو: عند معاناة الأطفال من نقص هذا الهرمون، فسوف تحدث حالة من إبطاء عملية النمو، وتباعا ستتأخر عملية البلوغ أما فيما يخص البالغين، فسوف يترتب على هذا الأمر انخفاض في كتلة العضلات، وزيادة دهون منطقة البطن، وانخفاض القدرة على التحمل.
عدم وجود ADH: وتباعا تحدث الإصابة بمرض السكري المركزي مع الشكوى من كثرة التبول والرغبة الشديدة في تناول الكثير من الماء.
بالإضافة إلى ذلك، فقد يعاني المرضى من الصداع وانخفاض الرؤية بسبب ضغط الورم على العصب البصري.
طرق تشخيص قصور الغدة النخامية
طرق تشخيص قصور الغدة النخامية
يعتمد التشخيص لهذه الحالة المرضية على مزيج من التاريخ المرضي والفحص البدني والاختبارات المكثفة والتي تتمثل في الآتي:
1) فحص الدم: تتمثل في القياس الكمي لهرمونات الغدة النخامية وهرمونات الغدة المستهدفة (TSH ، FT4، الكورتيزول، LH / FSH ، التستوستيرون أو هرمون الاستروجين، IGF-1).
2) اختبار التحفيز الهرموني: يتم إجراؤه في الحالات التي يكون فيها من الضروري تقييم وظيفة الغدة بدقة.
3) التصوير: يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) في الكشف عن أورام الغدة النخامية أو آفات منطقة ما تحت المهاد.
4) فحص الرؤية: يتم إجراؤه إذا كان هناك اشتباه في أن الورم يقوم بالضغط على العصب البصري.