من خلال الحديث عن التمثيل الغذائي فهو أحد العمليات الحيوية التي تتم داخل الجسم بشكل طبيعي وتوصف بكونها سلسلة من التفاعلات الكميائية التي تتم بغرض انتاج وتصنيع الطاقة كما أنها مسئولة عن حرق الدهون , وتعد من الضروريات في أجسام جميع الأشخاص من جميع الفئات العمرية ولكن ماذا يحدث إذا انقلبت الموازيين وحدث خلل ؟ عندئذ نكون أمام حالات من اضطرابات التمثيل الغذائي التي يجب أن تحوز على انتباه العديد من الأمهات فمن الممكن أن يتعرض أطفالهن لتلك الأمراض المؤثرة على الوظائف الأيضية .. وسوف نخصص مقالنا التالي للحديث عن أبرز العلامات التحذيرية للكشف عن إصابة الرضع بإضطرابات التمثيل الغذائي.
علامات تحذيرية للكشف عن إصابة الرضع بإضطرابات التمثيل الغذائي
يعد الأطفال في المراحل المبكرة الأولى من حياتهم حيث يكونوا مازالوا حديثي الولادة هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض التمثيل الغذائي مما يرفع من فرص إصابتهم بمضاعفات صحية خطيرة مقارنة بالأطفال في سنوات عمرية أكثر تقدما مما يشكل معوقات أمام عملية النمو الطبيعي بشقيه الجسدي والعقلي .
وسوف نتجه إلى رصد كل مايخص تلك المشكلات الإضطرابية التي تشكل تحديا أمام اتمام وظائف التمثيل الغذائي لدى الأطفال بشكل مفصل
ما هي أمراض التمثيل الغذائي؟
يجب أولا أن نعلم المقصود بأمراض التمثيل الغذائي التي تعبر عن مجموعة من الإضطرابات الأيضية التي يتم تصنيفها ضمن قائمة الأمراض الوراثية والتي تتداخل مع جينات معينة تجعل الطفل مصابا با كنتيجة طبيعية لإفتقار الجسم لعملية انتاج نوع من الإنزيمات التي ينسب إليها عدد من الوظائف:
- العمليات الإستقلابية حيث تحتاج كلا من البروتينات والكربوهيدرات والدهون إلى الإنزيمات من أجل تكسيرها بهدف الحصول على الطاقة
- التخلص من المستويات الزائدة من النيتروجين والذي يتم تحويله إلى نفايات يمكن طردها خارج الجسم مع افرازات البول
- تفكيك المواد الكيميائية أو تحويلها إلى أشكال أخرى من المواد بما يعمل على تسهيل عملية نقلها داخل خلايا الجسم
أعراض أمراض التمثيل الغذائي عند الأطفال
هذا الخلل المتصل بحدوث قصور في جسم الطفل بما يمنعه ويقف حائلا أمام إطلاق أحد الإنزيمات التي تحمل مسئولية عن آداء العمليات الأيضية ومعدلات حرق الدهون , حيث يحدث تراكم لبعض المركبات والمواد الضارة في الدم والأعضاء الحيوية ومن أبرزها الأمونيا وهذا مايتسبب في ظهور مجموعة أعراض على النحو التالي:
- ملاحظة زيادة كبيرة في حجم البطن
- شعور مؤلم بتشنجات في المعدة
- تعكر بياض العين وتصبغه باللون الأصفر
- شحوب الجلد.
- تغيرات في لون افرازات البول مابين الشفاف أو الأصفر الفاتح إلى الأصفر القاتم
- فقدان الشهية نتيجة ضعف الرغبة في تناول الطعام مما يؤدي إلى خسارة الوزن
- مواجهة تأخر في القدرات الحركية
- اضطرابات النطق وتأخر الكلام وتكوين الجمل
- الإحساس بالكسل والخمول وانخفاض مستويات الطاقة والنشاط
- خروج روائح غريبة وكريهة من الفم أو مصاحبة للبول والعرق
قد تطرح بعض الأمهات هذا السؤال الخاص بالمرحلة العمرية الدقيقة التي يمكن أن يصاب فيها الأطفال بأمراض التمثيل الغذائي ويتم تحديدها بداية من عمر يوم انطلاقا من تاريخ ولادة الطفل وصولا إلى مرحلة البلوغ
اقرأ أيضا للأمهات ..7 ظواهر طبيعية لدى حديثي الولادة غير مثيرة للقلق
تشخيص أمراض التمثيل الغذائي عند الأطفال
عادة ما ينصح أطباء الأطفال من أجل تشخيص دقيق لأمراض التمثيل الغذائي لدى الأطفال بضرورة إجراء نوع من اختبارات الفحص التشخيصية ويطلق عليه PKUوهو اختصار لمرض بيلة فينيل كيتون والذي يمثل نوعا من الإضطرابات نادرة الحدوث التي تعوق تحويل مادة الفينيل الموجودة في بعض الأطعمة والتي يتسبب تراكمها في عواقب صحية جسيمة بصحة الدماغ والأعصاب , ويمكن للأمهات إجراء هذا التحليل في حالة الإشتباه من معاناة الطفل من أحد أعراض التمثيل الغذائي وهنا يصبح التوجه إلى أخصائي مخ وأعصاب أمرا ضروريا .
علاج أمراض التمثيل الغذائي عند الأطفال
- يجب الإلتزام بنظام غذائي خاص يتضمن عناصر منخفضة من مصادر البروتين الحيواني والتي تشمل اللحوم والأسماك والدواجن مما يرفع من مستويات مادة الأمونيا في جسد الطفل، وبالتالي زيادة حموضة الدم والتي تشير إلى خلل التوازن بين الأحماض والقواعد في الجسم وهذا مايجعل الطفل أكثر عرضة لخطر الإغماء وفقدان الوعي
- التركيز على مصادر الأطعمة الغنية بالبروتين النباتي ومن أبرزها المكسرات والبذور والحبوب الكاملة والبقوليات.
- استشارة الطبيب بشأن تناول المكملات الغذائية وخاصة فيتامين ب المركب