عند الرغبة في فتح ملف الحديث عن سرطان الغدة الدرقية، فمن الهام معرفة أن هذه الحالة مزعجة بضورة كبيرة لمرضاها حيث تزداد فيها خلايا الغدة الدرقية بأعداد كبيرة بسبب اضطرابات انقسام الحمض النووي للمادة الوراثية. من هنا يمكننا القول بأن هناك عدة عوامل هامة تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، وهذا ما سنقوم بالتعرف عليه فيما يلي من خلال سطور مقالنا التالي.
ما هي أهم العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية؟
أولا: الحالة النوعية والمرحلة العمرية
لوقتنا هذا ولأسباب غير واضحة ربما مرتبطة بالغدد الصماء، فإن معدل الإصابة بسرطان الغدة الدرقية لدى النساء يعد أعلى بحوالي 3 مرات عن الرجال، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر ينطبق تماما على معظم أمراض الغدة الدرقية.
أما فيما يخص المرحلة العمرية، فمن الممكن أن تحدث الإصابة بسرطان الغدة الدرقية في أي مرحلة عمرية، ولكن الخطر يصل إلى ذروته في وقت مبكر بالنسبة للنساء عادة في سن الـ 40 أو 50 والرجال عادة ما بين الـ 60 أو الـ 70.
ثانيا: الأمراض الوراثية
عند الحديث عن الأمراض الوراثية والتاريخ العائلي، فمن الهام معرفة أن بعض الحالات ترتبط بأنواع مختلفة من سرطان الغدة الدرقية. ومع ذلك، فإن معظم الأشخاص الذين يصابون بسرطان الغدة الدرقية ليس لديهم حالة وراثية أو تاريخ عائلي له، فعلى سبيل المثال يمكننا أن نقوم بذكر نوعية السرطان التالية:
– سرطان الغدة الدرقية في النخاع
حيث من الوارد أن ينتج هذا الورم السرطاني عن جينات غير طبيعية. وتسمى هذه الحالات سرطان الغدة الدرقية النخاعي. فالجدير بالذكر أن هذا النوع يمكن أن يحدث بمفرده أو يمكن اكتشافه مع أورام أخرى، ومن الممكن أن يتم الجمع بينه وبين أورام الغدد الصماء الأخرى مثل الورم الصماوي المتعدد من النوع 2.
أما فيما يخص أنواع سرطانات الغدة الدرقية الأخرى، فيعد الأشخاص المصابون بأمراض وراثية معينة معرضون لخطر الإصابة بأشكال تعد أكثر شيوعا من سرطان الغدة الدرقية. فمن الهام معرفة أن معدلات سرطان الغدة الدرقية تحدث أعلى لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات وراثية غير شائعة مثل:
– داء السلائل الورمي الغدي العائلي (FAP)
يظهر على الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة علامات الإصابة بأورام حميدة متعددة في القولون ولديهم مخاطر عالية جدا للإصابة بسرطان القولون. كما أنهم معرضون أيضا لخطر الإصابة بعدد من أنواع السرطانات الأخرى بما في ذلك سرطان الغدة الدرقية الحليمي، ومتلازمة غاردنر.
– متلازمة كاودن
يعد الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة معرضون لخطر الإصابة بمشاكل الغدة الدرقية وبعض الأورام الحميدة. إلى جانب زيادة نسبة تعرضهم لخطر الإصابة بسرطانات الغدة الدرقية والرحم والثدي وبعض الأعضاء الأخرى أما فيما يخص سرطان الغدة الدرقية فمن الممكن أن يكون حليميا. يجب العلم أن هذه المتلازمة تتم الإصابة بها بسبب خلل في جينPTEN.
– مرض كارني المعقد (النوع الأول)
قد يعاني الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة من بعض الأورام الحميدة والعديد من المشاكل الهرمونية، مما قد يترتب على هذا زيادة نسبة تعرضهم لخطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية الحليمي والجريبي، فالجدير بالذكر أن هذه المتلازمة تحدث بسبب خلل في الجين PRKAR1A.
– سرطان الغدة الدرقية العائلي غير النخاعي
يحدث هذا النوع من سرطان الغدة الدرقية في كثير من الأحيان لدى بعض العائلات وعادة ما يتم اكتشافه في مرحلة مبكرة جدا من العمر. فمن الهام معرفة أن بعض العلماء يشتبهون في أن بعض الطفرات التي تتواجد في الجينات على الكروموسوم 19 والكروموسوم 1 تسبب هذا النوع من الأورام السرطانية.
ثالثا: التاريخ العائلي
في حالة وجود أحد الأقارب مثل الوالدين أو الأخ أو الأخت أو الطفل مصاب بسرطان الغدة الدرقية، حتى بدون وجود متلازمة وراثية في العائلة، فمن الوارد أن يزيد هذا الأمر أيضا من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
الجدير بالذكر أن الأساس الجيني لحالات السرطان هذه ليس واضحا تماما حيث أنه من الوارد حدوث الإصابة به بسبب بعض العادات والبيئة المعيشية الغير سليمة.
رابعا: النشاط الإشعاعي
في حالة التعرض للنشاط الإشعاعي، فمن الهام معرفة أن هذا الأمر يعد عامل خطر مثبت لسرطان الغدة الدرقية، وهذا لأن مصادر الانبعاثات هذه تشمل عددا من العلاجات العلمية والتداعيات الناجمة عن عطل في محطة توليد الكهرباء أو الأسلحة النووية.
بالرغم من ذلك، فعند التعرض للإشعاع عندما يكون الفرد بالغ فسوف يكون هنا خطر الإصابة منخفض بسرطان الغدة الدرقية.
خامسا: اليود في النظام الغذائي
يعد مرض سرطان الغدة الدرقية مة أهم أنواع السرطانات الشائعة والمنتشرة على مستوى العالم وهذا بسبب تناول الأفراد للقليل جدا من كمية اليود. من ناحية أخرى، قد تزيد الوجبات الغذائية الغنية باليود من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية الحليمي، فالأمر هنا يتطلب الإعتدال لا بالمقدار المنخفض أو المرتفع.
أهم الحلول للوقاية من سرطان الغدة الدرقية
اعتمادا على نوع المرض، سيكون لمراحل سرطان الغدة الدرقية مظاهر مختلفة. ومع ذلك، بغض النظر عن نوع المرض، فمن الهام على مدار أنماطنا المعيشية أن نتبع جميع طرق الوقاية التي تستطيع أن تعاون في دعم علاج هذه الحالة المرضية حيث تتمثل هذه الطرق فيما يلي:
* الحد أو تجنب التعرض للمواد الكيميائية السامة وكذلك الإشعاعات.
* الفحص الذاتي لمنطقة الرقبة وإجراء فحوصات صحية دورية لمراقبة الصحة بوجه عام.
* بناء نظام غذائي صحي.
* تجديد الجسم مع الأطعمة المفيدة للغدة الدرقية مثل اللوز والكاجو.
* قضاء بعض الأوقات المناسبة في الراحة والاسترخاء والتخلص من التوتر.
* الحفاظ على الوزن المثالي الذي يتوافق مع مؤشر كتلة الجسم.
* بالنسبة لأولئك الذين لديهم أقارب عانوا من أمراض مرتبطة بالغدة الدرقية، فمن الواجب عليهم القيام بإجراء فحوصات صحية سنوية وفحوصات مرضية للكشف عن المرض مبكرا وكذلك علاج المرض على الفور.
* يجب تجنب تناول أدوية قصور الغدة الدرقية مع الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الحليب أو مستحضرات الحليب أو تناولها مع أدوية الكالسيوم، لأن هذا الأمر يقلل من تأثير الدواء المعالج.
* تجنب تناول القهوة أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين لأنها تقلل أيضا من آثار أدوية الغدة الدرقية لأن الكافيين يحفز الجهاز الهضمي، مما يقلل من امتصاص الدواء.
* يجب على مرضى الغدة الدرقية تناول الدواء على معدة فارغة ويفضل أن يكون ذلك في الصباح حيث يفضل أن يتم تناول وجبة الإفطار بعد حوالي ساعة واحدة.