كنوع من التنظيم لدرجة الحرارة فإن الجسم يقوم بعملية فيسيولوجية تتم بصورة طبيعية تماما وتعرف بإسم التعرق حيث تخرج افرازات العرق السائلة ذات المذاق الملحي , وتنساب على الوجه وعلى الرغم من كونه أمرا طبيعيا وعاديا تماما جميع الأشخاص لسحب الحرارة من داخل جسمك لوقايته من السخونة والصهد , إلا أنه في بعض الأوقات قد يكون الأمر متصلا بمشكلة مرضية ,وهنا لن يكون التعرق مجرد عملية يفعلها الجسم تلقائيا بل سيطلق عليه ( التعرق المرضي , أو فرط التعرق ) الذي لايشترط معه أن يكون الشخص قد بذل مجهودا مضاعفا ,أو أرهق نفسه في ممارسة التمارين الرياضية بشكل مكثف , ومن الضروري الإنتباه جيدا إلى التأثير المزعج الذي ينعكس على الأنماط الحياتية اليومية المعتادة للأشخاص .وسوف نقدم أسباب فرط التعرق بدون مجهود
حول فرط التعرق بدون مجهود
على الرغم أنه من المعتاد أن تفقد أجسامنا العرق ,ونستهلك كثيرا من المناديل الورقية لإمتصاص العرق المتدفق , إلا أن الأمر قد يتحول متجاوزا ذلك إلى مرحلة الإزعاج والشعور بالإحراج خاصة عندما يكون الأمر مصحوبا برائحة كريهة ونفاذة لكميات كبيرة من العرق تفرزها الغدد العرقية .
الأسباب الشائعة لفرط التعرق بدون بذل مجهود
-فرط التعرق الأولي
قد تجدين أثناء آداء مهامك المنزلية أن يديك تتصبب عرقا دون مبرر وهذا ماتقصده من التعرق الأولي أو التعرق البؤري الذي يستهدف أجزاء موضعية معينة من الجسم , حيث نجده يحدث بشكل مفرط في اليدين, والقدمين بالإضافة إلى منطقة أسفل الإبط , ولعل المعتقد السائد المتعلق بحدوثه يكون راجعا إلى وجود الغدد العرقية المسئولة عن إفراز العرق في حالة من فرط النشاط
-فرط التعرق الثانوي
هذا النوع الثاني المتعلق بوجود مشكلة طبية كامنة يعاني منها الشخص وتتسبب في معاناته من التعرق الزائد , وربما يكون الأمر ناجما عن التأثيرات الجانبية لأنواع معينة من العلاجات الدوائية من أكثر الحالات الشائعة ذات الصلة المسئولة عن حدوث ذلك
-المعاناة من اضطراب هرموني يتسبب في إحداث خلل في مستويات العرق المفرزة مثل فرط نشاط الغدة الدرقية ,ومايتصل بها من ارتفاع مستويات الهرمون الدرقي في المجرى الدموي ومايترتب عليها من إسراع إتمام عمليات الجسم الحيوية
-عندما تنخفض مؤشرات سكري الدم بشكل خاص أثناء النوم سنجد أن المصاب يواجه حالة من التعرق الغزير الذي يجعل الفراش أسفله رطبا , لذلك يمكننا القول بأن فرط التعرق من ضمن المؤشرات الدالة على هبوط نسبة سكري الدم
-يمكن أن يكون السبب وراء ذلك الإصابة بأحد المشكلات القلبية أو أمراض خاصة بالشرايين والأوعية الدموية ,فقد يهمل كثيرا من الأشخاص هذا الأمر الذي ينطوي على تعرق مفرط يحدث بشكل مفاجىء قد يكون دليلا على اقتراب وقوع أزمة قلبية, حيث ان وجود أحد الأخطاء في وظائف القلب تجعل الشخص يعاني من التعرق الشديد
-ارتفاع مستويات القلق والتوتر : حيث قد يكون الشخص محاصرا في دائرة من الضغوط على الأعصاب مما يتسبب في سوء حالته النفسية , وهذا دليل قاطع على أنه ليس شرطا أن يكون سبب التعرق الغزير طبيا بل ربما يكون نفسيا أيضا أي له أبعاد نفسية تعجل الغدد العرقية تفرز مزيدا من العرق.
-لايمكن أن ننسى مشهد مريض الحمى في ظل ارتفاع درجة حرارة جسمه جراء التقاط عدوى التهابية معينة , حيث تعد الحمى طريقة لإخبارك عن وجود عدوى أصابت جسدك مما يحفز إنتاج العرق.
-استهلاك أنواع معينة من الأغذية ويشمل ذلك الأطعمة الحارة , أو المشروبات الساخنة التي ماإن تناولها البعض فإنها تجعله عرقه يتساقط.
-بالنسبة للأشخاص أصحاب الوزن الزائد فإن الجسم يبذل مجهودا مضاعفا عند ممارسة الأنشطة اليومية نتيجة زيادة الوزن المقترن برغبة الجسم في المحافظة على درجة الحرارة
الخيارات العلاجية لفرط التعرق
- اللجوء لإستخدام منتجات مضادات التعرق للسيطرة على النشاط المفرط للغدد العرقية في انتاج المزيد من العرق المزعج
- أنواع من المستحضرات العلاجية الموضعية الطبية , ويشمل ذلك بشكل خاص الكريمات التي تحتوي على مادة الألمنيوم كلوريد ضمن مكوناتها
- العلاجات الفموية التي تؤخذ عن طريق الفم والتي يكون الغرض منها المساعدة في تقليل التعرق الزائد
- في بعض الأحيان يصف الطبيب حقن البوتوكس , التي تكوون مناسبة للحقن الموضعي بناءا على استشارة الطبيب في أجزاء معينة من الجسم لإيقاف النشاط المفرط للغدد العرقية الذي خرج عن نطاق السيطرة
- الإجراء الجراحي الذي يهدف إلى استئصال الغدد العرقية المسئولة عن إفراز العرق فعلى سبيل المثال يمكن إزالة تلك الغدد المتواجدة أسفل منطقة الإبط في ظل الخضوع للتخدير الكلي
اقرأ أيضا التعرق الليلي.. الأسباب والأعراض وطرق العلاج
طرق وقائية فعالة من حالات فرط التعرق
- الحرص على اختيار القطع القطنية من الملابس , حيث تتسم بخصائص الإمتصاص الجيدللعرق , مع السماح بقدر مناسب من التهوية
- تقليل استهلاك المصادر الغذائية الحارة الغنية بالفلفل الحريف بالإضافة إلى مشروبات الكافيين كالشاي والقهوة
- العمل على اتباع تقنيات فعالة للسيطرة على المستويات العالية من القلق والتوتر , مثل تمارين اليوجا والتأمل
- يمكن أن يكون السبب في فرط التعرق ذو أبعاد نفسية وهنا سيكون العلاج النفسي هو الحل العلاجي الأمثل