لا يمكننا التعامل مع الرائحة التي تصدر من الجسم على أنها حالة مرضية وتحتاج إلى تدخل طبي، إلا أنها يمكن أن تؤثر بشكل كبير على علم النفس والتواصل الاجتماعي ونوعية الحياة. لذا، فقد أثبتت العديد من الدراسات أنه في حال تناول بعض الفيتامينات والمعادن، فمن الممكن أن يساعد ذلك الأمر في تقليل رائحة الجسم وتباعا سنقوم فيما يلي بالتعرف على أهم هذه الفيتامينات.
رائحة الجسم المزعجة

رائحة الجسم المزعجة
بوجه عام، تتشكل رائحة الجسم عندما تقوم البكتيريا الموجودة على الجلد بتكسير العرق، مما ينتج على هذا الأمر صدور مركبات متطايرة ذات رائحة كريهة وغير محببة على الإطلاق.
الجدير بالذكر، أنه من الممكن أن يؤدي نقص بعض أنواع الفيتامينات والمعادن إلى تعطيل عملية التمثيل الغذائي أو زيادة التعرق أو تغيير تكوين العرق، مما يسهل هذا الأمر من نمو البكتيريا.
على سبيل التوضيح، تلعب بعض أنواع الفيتامينات والمعادن دورا مهما في تنظيم الغدد الصماء وتقليل الالتهاب ودعم وظائف الكبد والكلى وموازنة البكتيريا الجلدية. لذا، وعندما يكون لدى الجسم ما يكفي من العناصر الغذائية، فسوف يكون نشاط الغدد العرقية أكثر استقرارا، ويتم التحكم في البكتيريا المسببة للرائحة ، وبالتالي يتم تقليل رائحة الجسم الغير محببة بشكل كبير.
فيتامينات ومعادن هامة للتقليل من رائحة الجسم
1) الزنك

الزنك
يعد الزنك من أهم المعادن الأساسية التي يحتاج إليها الجسم حيث يشارك في مئات التفاعلات الكيميائية الحيوية، مما يساعد هذا على تنظيم الغدد الصماء وتقوية المناعة والتحكم في نشاط الغدد العرقية، ومن ثم يمكن أن يؤدي نقص هذا العنصر إلى تعطيل عمل الغدد الصماء وزيادة التعرق، مما يجعل رائحة الجسم في حالتها الأسوأ.
تتمثل العلامات المرضية الشائعة لنقص الزنك في صعوبة التئام الجروح، وانخفاض حاسة التذوق، وسهولة التعرض لبعض الإصابات، والمعاناة من الإسهال لفترات زمنية طويلة.
أما فيما يخص مصادر الغذاء الغنية بالزنك، فهي تتجلى في اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والأسماك والبيض والفاصوليا والبذور والحبوب الكاملة، وفي حال تناول المكملات فيجب أن تكون الجرعة اليومية الموصى بها للذكور هي 11 ملغ، وللنساء 8 ملغ، وللنساء الحوامل 11-12 ملغ حيث يبلغ الحد الأقصى للسلامة هنا (UL): 40 مجم / يوم، بالإضافة إلى ذلك ، يمكن تطبيق الكريمات المحتوية على أكسيد الزنك موضعيا لتقليل كمية البكتيريا المسببة للرائحة.
يجب الآخذ في عين الإعتبار، أنه من الممكن أن تتسبب النسب المرتفعة من الزنك في الشعور الزائد بالغثيان وانخفاض امتصاص النحاس والحديد.
إقرأ أيضا: أطعمة تتسبب في إكساب الجسم الرائحة الكريهة خلال فصل الصيف
2) فيتامين C

فيتامين C
فيتامين C هو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تحيد من عمل الجذور الحرة وتدعم تخليق الكولاجين وتقلل من التهاب الجلد. لذا، وعند معاناة الجسم من نقص هذا الفيتامين فسوف يعيق هذا الأمر من وظيفة التمثيل الغذائي، ويسبب اضطرابات في النسيج الضام، وتباعا يؤثر على رائحة الجسم.
تشمل المصادر الطبيعية لفيتامين C البرتقال والليمون والجوافة والفراولة والطماطم والفلفل الحلو والسبانخ والبروكلي.
إلى جانب هذا، فتقوم الجرعات الصحيحة من مكملات هذا الفيتامين في دعم إزالة السموم من الكبد وتقليل التهابات الجلد وتحسين رائحة الجسم بشكل غير مباشر حيث تبلغ الجرعة اليومية الموصى بها للرجال 90 ملغ، ولنساء: 75 ملغ أما الحد الأقصى للعتبة الآمنة فيبلغ 2,000 ملغ/يوم.
من الهام معرفة، أنه من الممكن أن تسبب آلية تناول الجرعات الزائدة من مكملات هذه الفيتامين في الشكوى من الإسهال أو آلام البطن أو زيادة مخاطر الإصابة بحصوات الكلى.
3) فيتامين ب 2

فيتامين ب 2
من الأسباب النادرة لظهور رائحة الجسم، فيمكننا أن نقوم بذكر متلازمة بيلة ثلاثي ميثيل أمينيوم (TMAU)، والتي تُعرف أيضا باسم “متلازمة رائحة السمك”.
يجب العلم، أن الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة غير قادرين على تكسير مركب ثلاثي ميثيل أمين (TMA)، وهي عبارة عن مادة ذات رائحة مريبة قوية تنتج عند هضم الأطعمة التي تحتوي على الكولين أو الكارنيتين.
في هذه الآونة، تساعد عملية إضافة فيتامين ب 2 (الريبوفلافين) على تنشيط إنزيم FMO3، مما يزيد هذا الأمر من عملية التمثيل الغذائي لـ TMA ومن ثم تنعدم الرائحة بصورة كبيرة (أكسيد ثلاثي ميثيل أمين N).
من أفضل المصادر الغذائية الغنية بفيتامين ب 2، يمكننا أن نذكر البيض والحليب والكبد والفطر واللوز والحبوب الكاملة أنا فيما يتعلق بمكملات فيتامين ب 2، فمن الممكن أن يتم تناول الجرعة اليومية الموصى بها والتي بتلغ للذكور 1.3 ملغ، وللنساء 1.1 ملغ، وللحوامل أو المرضعات 1.4-1.6 ملغ.
من الضروري ملاحظة أن فيتامين ب 2 قابل للذوبان في الماء وأقل سمية، ولكن في حال تناول المكملات الغذائية بشكل مُفرط فمن الممكن أن ينتج على هذا الأمر اصفرار البول وحدوث بعض التهيجات الجسمانية الخفيفة.
كيف يتم تناول مكملات الفيتامينات والمعادن بصورة آمنة؟

كيف يتم تناول مكملات الفيتامينات والمعادن بصورة آمنة؟
من الهام معرفة، أن مكملات الفيتامينات والمعادن ليست من المنتجات الخارقة التي تعمل على إزالة رائحة الجسم بشكل تام، ولكنها تلعب دورا مهما في الحفاظ على التمثيل الغذائي المستقر والتوازن الهرموني وتقلل من التهابات الجلد.
لذا، ولكي تكون هذه الفيتامينات فعاله وآمنه، فمن الضروري أن يتم الامتثال لعدد من المبادئ التالية:
– إعطاء الأولوية للامتصاص من خلال الأطعمة الطبيعية، وتناول المكملات الغذائية فقط عند الإشارة إليها أو في حال عدم تلبية النظام الغذائي لاحتياجات الجسم.
– من الضروري عدم استخدام مكملات متعددة في نفس الوقت، لتجنب التفاعلات أو تقليل الامتصاص، فعلى سبيل المثال يقلل الزنك من امتصاص الحديد والنحاس.
– شرب كمية كافية من الماء والحفاظ على الوزن الصحي وإتباع عادات النظافة الشخصية السليمة للتحكم في الروائح بشكل فعال.
– تناول الكثير من الخضروات الخضراء والفواكه والأطعمة الغنية بالزنك وفيتامينات ب حيث يجب أن يأتي هذا الأمر جنبا إلى جنب مع أنماط الحياة الصحية وإدارة الإجهاد بشكل سليم وآمن.
