يمكن أن يسبب فيروس نقص المناعة البشرية والأدوية المعنية بالتعامل معه في إصابة الجسم بالعديد من المشاكل الصحية عامة والأزمات التي تصيب القناة الهضمية خاصة وتسمى بالمشاكل المعوية. من هنا قررنا أن نقوم اليوم بالتعرف بشكل توضيحي على فيروس نقص المناعة البشرية وعلاقته السلبية على القناة الهضمية والأمعاء.
دور الأمعاء داخل جسم الإنسان
عند قيامنا ببدء الحديث عن الأمعاء، فيجب علينا معرفة أنها تشتمل على الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة والمستقيم والشرج حيث تعرف جميع هذه الأجزاء باسم الجهاز الهضمي أو GI.
الجدير بالذكر أن الأمعاء تلعب دورا هاما جدا في الحفاظ على الصحة العامة للجسم حيث يعد هذا هو المكان الذي يتم فيه هضم الطعام حيث يتم امتصاص العناصر الغذائية والأدوية في مجرى الدم وهو أحد أنظمة الدفاع المناعي الأولى في الجسم.
إلى جانب هذا، فتحتوي المعدة على مادة عادة ما تكون في صورتها الحمضية جدا، لذا فإن كل ما نقوم بتناوله من طعام يتواجد في حمض المعدة، مما يساعد على قتل البكتيريا . بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بطانة الأمعاء على أكثر من نصف الخلايا الليمفاوية في الجسم حيث يعد هذا النوع هو أحد أهم الخلايا المناعية في الجسم.
تحتوي الأمعاء أيضا على العديد من أنواع البكتيريا المختلفةالتي يعد الكثير منها مفيد للجسم، فعلى سبيل التوضيح تساعد البكتيريا الجيدة في محاربة البكتيريا غير المفيدة أو الضارة ودعم الخلايا المناعية التي تتواجد في الأمعاء.
من الهام معرفة أن الأمعاء تحمي الجسم من مخاطر التعرض للعدوى حيث يحدث هذا الأمر من خلال المساعدة في القضاء على البكتيريا والمواد الكيميائية الخطرة.
فيروس نقص المناعة البشرية وتأثيره السلبي على الأمعاء
أولا: الحالات المصابة بفيروس نقص المناعة البشرية
لفيروس نقص المناعة البشرية دورا سلبيا كبيرا على الجسم حتى في حالة القيام بتناول الأدوية العلاجية المعنية بالتغلب على هذه الحالة المرضية، فمن الهام معرفة أنه في حال تفشي فيروس نقص المناعة البشرية الخفي إلى داخل القناة الهضمية، فسوف يدمر هذا الفيروس بطانة الأمعاء عن طريق إصابة الخلايا المناعية التي تعيش هناك.
يجب العلم أن بعض الدراسات اوالأبحاث قد أظهرت أيضا أن فيروس نقص المناعة البشرية يعمل على التغيير من خليط البكتيريا التي تعيش في الأمعاء، مما يقلل هذا الأمر من عدد البكتيريا الجيدة أو الصديقة المفيدة للخلايا المناعية في الأمعاء.
من هنا يمكننا القول بأن هذا هو السبب في أن بعض الأشخاص المصابين بهذا الفيروس اللعين يجب أن يتناولوا مكملات تحتوي على البروبيوتيك أو يتناولون الأطعمة التي تحتوي على هذا العنصر الرائع للمعدة مثل الزبادي وما إلى ذلك.
إقرأ أيضا: متلازمة نقص المناعة.. طرق فعالة للوقاية من الأمراض
ثانيا: الأدوية المعنية بعلاج فيروس نقص المناعة البشرية
أما فيما يخص تأثير أدوية فيروس نقص المناعة البشرية، فيجب العلم أنه عند البدء في تناول دواء جديد لعلاج هذا الفيروس، فمن الوارد أن يواجه الجهاز الهضمي بعض من الأعراض المرضية مثل الإسهال، والغثيان، والقيء، وفقدان الشهية، وآلام المعدة، والانتفاخات، وحرقة المعدة… إلخ.
عندما تحدث هذه الأعراض كآثار جانبية للأنظمة العلاجية لفيروس نقص المناعة البشرية، فإنها عادة ما تكون خفيفة وعادة ما تختفي بعد بضعة أيام أو أسابيع حيث تعتاد الأمعاء على المنتج الدوائي الذي يتم تناوله.
على سبيل التوضيح وفي بعض الأحيان خاصة مع مثبطات الأنزيم البروتيني (PIs)، حيث لا يختفي الإسهال أو الانتفاخ، فمن الوارد أن يلجأ الطبيب إلى أدوية فيروس نقص المناعة البشرية الأخرى الأكثر ملاءمة، ومن هنا يمكننا القول بأنه من المهم جدا ألا نتوقف عن تناول الأدوية العلاجية المعنية بالتعامل مع هذا الفيروس وهذا حتى يتم الحصول على رأي الطبيب المختص.
ثالثا: الحالات الصحية المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية
بصورة عامة يمكن أن تؤثر الحالات الصحية المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية على الأمعاء والجهاز الهضمي، فالجدير بالذكر أنها تقوم بجعل المشاكل تستمر أو تزداد سوءا خاصة إذا كانت مصحوبة بالحمى وإرتفاع درجات الحرارة.
تتضمن بعض أنواع العدوى الانتهازية المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية والتي تؤثر على الأمعاء ما يلي:
- بونه كريبتوسبوريديوسيس
- الفيروس المضخم للخلايا (CMV)
- مجمع المتفطرة الطيرية (MAC)
- الالتهابات البكتيرية مثل الشيغيلة والسالمونيلا والعطيفة
من هنا يمكننا القول بأن المشاكل المعوية الشديدة أو المطولة يمكن أن تؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية الخطيرة ومن ثم تؤثر أيضا على الآثار العلاجية للأدوية المضادة للفيروسات والمعنية بالتعامل مع فيروس نقص المناعة البشرية.
في نهاية الأمر وبمزيد من التوضيح يجب أن يتم متابعة مثل هذه الأمور الصحية مع الأطباء المختصين وخبراء التغذية والبعد تماما عن إتباع طرق التعامل الذاتي التي من الوارد أن تجلب وراءها العديد من الأزمات والمشاكل للشخص المصاب.